الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحضانة..إطلالة الطفل الأولى على العالم

الحضانة..إطلالة الطفل الأولى على العالم
8 أكتوبر 2015 21:30
القاهرة (الاتحاد) لا يقتصر دور الحضانة ورياض الأطفال على كونها مكاناً آمناً لإيواء الأطفال خلال ساعات العمل التي تقضيها الأم خارج بيتها. ويتفق خبراء طفولة وتربية وصحة نفسية على أهميتها في إكمال دور الأسرة في تنشئة الطفل تنشئة اجتماعية سوية تساعد في تحقيق الإشباع النفسي والاجتماعي له، وتلبي احتياجاته، وتنمي صلته بالبيئة من حوله في سن مبكرة. ملء الفراغ حول أهمية دور الحضانة، تقول الدكتورة مديحة أبو النجا، الأخصائية النفسية بمركز رعاية الأمومة والطفولة، إنها تستكمل دور الأسرة كمؤسسة معنية بالتنشئة الاجتماعية، إلا أنها لا تلغي أو تقلل دور الأسرة في ظل خروج الأم للعمل، ومن ثم فإن وجود مؤسسة تحكمها نظم وبرامج تعنى بالطفل، يعيد توازن عملية التنشئة، ويملأ غياب الأمهات بما يلبي احتياجات الطفل في مرحلة الطفولة التي تسبق دخوله المدرسة». وتتابع «تكتسب الحضانة أهمية مضاعفة في حالتي الطفل الأول أو الوحيد في الأسرة، حيث توفر له فرص التعرف والاندماج والتواصل والتعايش مع أقرانه من الأطفال في هذه السن». وتؤكد دور الحضانة في تحقيق رغبات الطفل في مرحلة انتقالية مهمة من عمرة، يسعى فيها إلى استكشاف العالم من حوله، ويتحرر من أحضان الأسرة، ليكتشف نفسه أمام أطفال صغار يشاركونه الغرض نفسه، ومن ثم يزداد وعيه، وإدراكه، وثقته المبكرة في نفسه، ويشبع احتياجاته من اللعب والقفز والجري والحركة، والتعرف إلى ميوله وهواياته، ويكتسب خبرات مبكرة من رفاقه ومن متخصصين يتعامل معهم بحب وثقة غير أبوية، لافتة إلى أهمية تحقق عنصر الجودة في دور الحضانة، من حيث الكوادر المؤهلة المتخصصة، وتوافر البرامج التربوية والتعليمية الهادفة التي تناسب عمر الطفل، وتوفر التجهيزات والأدوات اللازمة للأكل واللعب والترفيه والرعاية الصحية الضرورية. وتشدد أن الطفل في هذه السن في حاجة ماسة إلى اللعب والترفيه والانطلاق والاستمتاع برفاقه أكثر من حاجته إلى التعليم بمعناه الأكاديمي، لأنه يحتاج إلى الاختلاط بأطفال آخرين، يلعب معهم، وينسق أفكاره ونشاطه وألعابه وميوله معهم. فوائد كبيرة عن القيم الجديدة، التي يكتسبها الطفل في دار الحضانة، تقول إن الطفل سيكتسب قيماً ربما لم يعهدها في أسرته، مثل كيفية التفاعل مع أكثر من طفل ضمن المجموعة، وتعلم روح الجماعة، والنظام، واحترام حقوق الآخرين، وسيكتشف أن ليس كل ما يطلبه يُستجاب، فيتعلم كيف يتخلص عملياً عن أنانيته، وكيف يحترم ملكية الغير، فكل شيء موجود ليس ملكه وحده، ويتدرب على الإحساس بالزمن، فهو يشعر بأن لكل شيء وقته، فالموسيقى، والحديقة، واللعب، لها أوقات محددة، رغم أنها ليست حصصاً محددة بالساعات، بخلاف المنزل الذي قد يفتقد إلى النظام بعض الشيء، فضلا عن الفرصة الواسعة لاكتساب المهارات اللغوية الجديدة، لاحتكاكه بعدد كبير من الأطفال، واكتساب كثير من المهارات الحركية، وخبرات التعامل مع الأطفال، وفهم معنى الصداقة، كما يتعلم مبادئ أولية لتحمل المسؤولية، ومن ثم تتنامى ثقته في نفسه وفي الآخرين. وترى أن التحاق الطفل بالحضانة له فوائد أخرى لا يمكن التقليل من أهميتها، فهناك فوائد تربوية مثل تعلم النظام والآداب والسلوكات الطيبة، وفوائد تعليمية مثل المحفوظات المفيدة وبعض الأغاني والأناشيد الهادفة، وبدايات القراءة والكتابة والحساب، إلى جانب فوائد تربوية كتوسيع بيئة التعامل لتشمل غير أفراد أسرته، والتهيئة لأجواء الدراسة النظامية تمهيداً للالتحاق بالمدرسة. فك ارتباط حول صعوبة فك ارتباط الطفل بأمه لإبقائه في الحضانة، تقول الدكتورة مديحة أبو النجا، الاختصاصية النفسية بمركز رعاية الأمومة والطفولة، إنها مسألة متوقعة، مشيرة إلى أهمية تهيئة الطفل لهذا التغير، فلا مانع أن تصطحب الأم طفلها في زيارات للحضانة المزمع إلحاقه بها، وتقضي معه بعض الوقت ليشاهد الأطفال وهم يلعبون ويمارسون الأنشطة التي تثير شغفه، وأن تكثر من الحديث عن مميزات المكان الجديد، وتبتعد عن لغة الضغط والتهديد، وتعتمد لغة الحزم والترغيب، والوعود بالحوافز المعنوية. ومن الضروري أن تصطحب طفلها في الثلاثة أيام الأولى وتقضي جزءاً من الوقت معه، وتتعرف إلى المعلمات والمربيات والأطفال الجدد الذين يشاركونه المكان، ليشعر الطفل بالألفة والأمان، وتدريجيا يألف المكان، ويزداد ارتباطه به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©