عمان (وكالات) - أخلى موظفو الإغاثة مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن أمس، إثر احتجاجات عنيفة من المقيمين استمرت لليوم الثاني على التوالي تذمراً من الأوضاع المعيشية، الأمر الذي اضطر قوات الأمن الأردنية لاستخدام الغازات المسيلة للدموع لإنهاء أعمال الشغب التي تسببت بوقوع إصابات طالت رجال الأمن.
ووفقاً لمسؤولين حكوميين أردنيين، فقد غادر موظفون أجانب ومحليون الزعتري تحت حماية عناصر أمنية بعد أعمال شغب شارك فيها أكثر من 200 لاجئ احتجاجاً على الظروف المعيشية بالمخيم. وأفادت مصادر أمنية، أن السلطات بدأت بإجلاء الموظفين بعد أن استهدف المحتجون المكاتب والسيارات التابعة لنحو 6 وكالات دولية عاملة بالمخيم.
وقال مصدر في المخيم “كل شيء يحمل شعار الأمم المتحدة، أصبح فجأة ومن دون مقدمات هدفاً”. وأسفرت أعمال الشغب عن تدمير سيارة، لكنه لم يسجل وقوع إصابات، ومن المتوقع عودة الموظفين للمخيم اليوم. وتأتي أحداث أمس بعد أقل من 24 ساعة على أحداث شغب مماثلة تسببت بإلحاق أضرار كبيرة بمستشفى ميداني بالمخيم وإصابة عدد من عناصر الأمن.
واندلعت المواجهات بين اللاجئين وعناصر الأمن بعد إقدام محتجين في وقت متأخر أمس الأول، بإشعال النيران في عدد من المستودعات والخيام، مطالبين “بتحريرهم من المعسكر”. وأفاد مقيمون في المخيم أن الاضطرابات ناجمة عن شعور اللاجئين بعدم إعداد المخيم بشكل ملائم لمواجهة فصل الشتاء المقبل الذي بدأت بواكيره برياح قوية وأمطار وعواصف.
وبالإضافة إلى الأحوال المعيشية الصعبة، يعترض اللاجئون السوريون على الإجراءات الأمنية الأردنية التي تمنعهم من مغادرة المخيم مما دفع نحو 4 آلاف منهم لتقديم طلبات رسمية لإعادتهم إلى بلادهم رغم العنف المتفاقم.
من ناحيته، أبلغ الشيخ زايد حماد، رئيس جمعية “الكتاب والسنة” التي تقدم مساعدات لعشرات آلاف اللاجئين السوريين في المملكة، فرانس برس بأن “قوات الدرك استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق لاجئين أثاروا شغباً في المخيم”.
وأضاف أن “حوالى 500 لاجىء شاركوا بأعمال الشغب واحتكوا برجال الأمن مما أوقع عشرات الإصابات بينهم وبين رجال الأمن”، مؤكداً أن “مثيري الشغب احرقوا مستشفى ميدانياً وخياماً وحطموا سيارات إسعاف كانت موجودة لخدمتهم”. في حين قال المقدم محمد الخطيب، الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، لفرانس برس إن “قوات الدرك سيطرت على الموقف بعد اندلاع أعمال شغب واسعة في المخيم” لكنه لم يعط تفاصيل حول وقوع إصابات أو اعتقالات.
وكشف الخطيب لفرانس برس أن “الأجهزة الأمنية ضبطت أمس الأول، 4 سوريين بمدينة المفرق (قرب الحدود مع سوريا) بحوزتهم أسلحة كلاشنيكوف ومسدسات وعتاد ومناظير رؤية ليلية”. وأضاف أن “التحقيقات لا زالت جارية مع الأربعة للوصول إلى آخرين إثر معلومات عن وجود أشخاص من جنسيات عربية تنوي افتعال فوضى وإثارة قلاقل بالمملكة”. وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أكد في مقابلة مع فرانس برس خلال سبتمبر الماضي، وجود “خلايا نائمة” بين اللاجئين السوريين وأن “عدداً منهم لم يأت بحثاً عن ملاذ آمن بل لتنفيذ مهام أخرى”. وأوضح أن تلك المهام تتضمن “جمع معلومات استخبارية عن اللاجئين، أو لتنفيذ مخططات تستهدف استقرار الأردن وأمنه”. ويأوي المخيم نحو 34 ألف لاجىء سوري.
عدد اليوم
