الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء: الإمارات في مهمة لحماية الأمن القومي العربي

8 أكتوبر 2015 14:38

أكد سياسيون وعسكريون وعلماء دين في مصر أن دعم القوى العربية وعلى رأسها الإمارات للنظام الشرعي في اليمن يهدف في الأساس إلى حماية الأمن القومي العربي الذي تهدده العصابات الحوثية.

وشدد الخبراء على أن تصميم دولة الإمارات العربية المتحدة على استكمال دورها المشرف في اليمن يؤكد أن على رأس الدولة الإماراتية قيادة رشيدة تعمل بهدوء لما في صالح الوطن العربي كله، ولهذا فقد رحب العرب حكومات وشعوبا بالعملية العسكرية التي تدور رحاها في اليمن وأعلنوا تضامنهم وتأييدهم الكامل لتلك العملية التي تمثل في حد ذاتها صفعة في وجه من يبغون انتشار الإرهاب والتشرذم في المنطقة العربية.

يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن التدخل العسكري العربي في اليمن كان أمرا لابد منه، مؤكدا أن قوات الإمارات ومعها المملكة العربية السعودية تحملت العبء الأكبر في سبيل حماية الجبهة العربية الجنوبية ولولا حنكة وخبرة المقاتلين من كلتا الدولتين لكان الوضع في اليمن قد ساء أكثر من ذلك.

يضيف د. هاشم ربيع: إن اليمن لن يعود سعيدا إلا بجهود الإمارات وغيرها من الدول العربية التي تسعى لتأمين حدود المنطقة الجنوبية للعالم العربي ولولا الدور الذي لعبته القوات المسلحة الإماراتية لما استطاعت الحكومة الشرعية في اليمن فرض سيطرتها على باب المندب بكل ما يمثله من أهمية استراتيجية للوطن العربي بأكمله خاصة وأن عصابات الحوثيين تدين بالولاء لقوى إقليمية تسعى جاهدة للتحكم في باب المندب لتحقيق مصالحها على حساب العرب وهنا لابد من التأكيد على أن العملية العسكرية التي تتم في اليمن جاءت من أجل صيانة السلام في المجتمع اليمني الذي عانى من الفتن والفرقة والتشتت وانتشار اعمال العنف الفترة الماضية.

ويؤكد أنه كان من الواجب على العالم العربي التدخل والعمل على وقف اشتعال الخلافات والاقتتال بينهم بسبب اندفاع طائش من قبل تنظيمات تعمل وفق توجه أيديولوجي يسعى للهيمنة على مقدرات الوطن العربي ولابد أن نعي في هذا الإطار أن تلك الحرب ليست مذهبية كما يروج أنصار الحوثيين لأنهم - الحوثيون - ومن يعملون لصالحه يتحركون من منطلق قومي وليس من منطلق مذهبي.

يقول الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية الأسبق بالبرلمان المصري والمفكر السياسي المعروف إن إصرار الإمارات على استكمال دورها السياسي والعسكري في اليمن رغم سقوط شهداء إماراتيين بين الحين والآخر يؤكد أن الإمارات قيادة وشعبا يقفان صفا واحدا للدفاع عن التلاحم العربي ــ العربي ولهذا فقد آن الأوان كي يستلهم العرب جميعا من التصرف الإماراتي القدوة في توحيد الرؤى العربية حيال مختلف القضايا والتحديات التي تواجهنا جميعا ولابد أن نعي أن الأمة العربية عندما تكون متكاملة متضامنة يمكن أن تشكل كيانًا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا كبيرًا بما نملك من إمكانات وميزات بداية من الموقع الاستراتيجي والثروات الطبيعية والطاقة البشرية بما يمكن الأمة العربية من أن تنطلق بها إلى مصاف الأمم المتقدمة الراقية لتستعيد تاريخها المجيد وحضارتها التي سادت العالم وعمّت ربوعه لقرون طويلة كما أنها تمتلك تاريخًا عريقًا وحضارة إنسانية تؤهلها لكل هذا.

وأضاف الفقي: لابد في هذا الإطار من توجيه تحية واجبة للقيادة الرشيدة في الإمارات وللقوات المسلحة الإماراتية ولابد أيضا أن نتذكر الدور الإماراتي الحاسم الذي أنقذ مصر من الدخول في نفق مظلم عقب سقوط نظام جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، حيث تدخلت الإمارات بثقلها الدولي السياسي والاقتصادي ودعمت مصر في شتى المجالات الأمر الذي أنقذ مصر من الدخول في نفق مظلم خاصة على مستوى علاقاتها مع العالم وبعد ذلك تدخلت الإمارات ومعها المملكة العربية السعودية لإنقاذ البحرين من الوقوع في شراك الفوضى التي نصبتها لها القوى الإقليمية واليوم تتدخل في اليمن وتسعى لإنقاذ الشعب اليمني من الوقوع في براثن التقسيم وقد أدركت الإمارات مبكرا حتمية تكوين محور عربي سياسي وعسكري يكون بمثابة حارس أمين للمنطقة العربية ولهذا شاركت في كل التحالفات العربية والدولية التي تستهدف مواجهة كل المخاطر التي تهدد الوطن العربي.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور جمال مظلوم: العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف العربي في اليمن من أجل استعادة الشرعية تتعدد إيجابياتها على مستوى الأصعدة، وهي لا تخدم فقط الشقيقة اليمن، وإنما تعمل على الحفاظ على الأمن القومي العربي، حيث هناك قوى إقليمية وعلى رأسها دولة إيران تسعى إلى زعزعة الأمن القومي العربي من خلال الميليشيات العسكرية المنتشرة في المنطقة والتي تعمل ضد دولها، ويأتي على رأس هذه الميليشيات جماعة الحوثيين التي تستخدمها إيران كذراع عسكرية لتنفيذ خططها المشبوهة لزعزعة استقرار المنطقة العربية من أجل بسط النفوذ الفارسي على المنطقة بأكملها، ومن هنا تأتي أهمية العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف العربي في اليمن. فالحفاظ على أمن واستقرار اليمن هو في حد ذاته حفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية بأكملها.

وأكد د. مظلوم أن إيران من خلال دعم الحوثيين كانت تسعى إلى السيطرة على مضيق باب المندب، والذي يمثل أهمية كبرى بالنسبة لدول الخليج ومصر، حيث يعد الممر الحيوي للبترول والمنتجات المصدرة والمستوردة، ولا يمكن لأحد أن ينكر الأهمية العسكرية للمضيق الذي تحكم كليا في شل حركة إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 عندما اتفقت الدول العربية على إغلاقه أمام الملاحة الإسرائيلية وقطعت بذلك الإمدادات العسكرية عنها، وبالتأكيد أن سيطرة قوات التحالف العربي على هذا المضيق سوف يساهم في حماية الأمن القومي العربي، وسوف يحمي تجارة النفط التي تعتمد عليها دول الخليج.

وأضاف: الاضطرابات السياسية التي تشهدها اليمن من سبتمبر عام 2014 بعد محاصرة الحوثيين للعاصمة صنعاء وإسقاط الحكومة وتطور الأحداث إلى انقلابهم على السلطة يهدد بالفعل أمن وسلامة الملاحة العالمية والعربية، وفي هذه الأزمة ابحث عن إيران التي أسهمت في بث عدم الاستقرار على حدود السعودية والمنطقة كلها، وهي المستفيد الأول من السيطرة على هذا المضيق الذي يتحكم في طرق تصدير النفط من الخليج إلى العالم.

وأشاد الخبير العسكري بدور كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث إنهما يتحملان النصيب الأكبر والأبرز من مسؤولية تحرير اليمن من براثن الطمع الفارسي، مؤكدا أن دولة الإمارات العربية لا تكتفي بدورها العسكري في عملية تحرير اليمن، وإنما تحاول بأقصى طاقة لديها في تخفيف العبء على الأشقاء في اليمن من خلال عشرات الحملات الإنسانية والإغاثية التي تتبناها من أجل حماية المواطنين اليمنيين من أخطار الأمراض والمجاعة ونقص المواد الغذائية.

من جانبه قال الدكتور محمود مهني مستشار شيخ الأزهر أن الأمة كلها متفائلة للغاية بشأن قدرة الإمارات ومعها المملكة العربية السعودية وبقية دول التحالف العربي على حسم الصراع الدائر في اليمن لصالح الشرعية والحق يقال فإن تلك العملية تمثل فرصة جديدة للعرب كي يتضامنوا ويتوحدوا في مواجهة المخاطر التي تحيط بهم والدور اليوم علينا نحن علماء الدين فمن الواجب أن نسعى لحث الناس على ترك الخلافات ولابد من توقف إثارة النعرات السياسية والدينية عبر الشاشات واستغلال تلك الصحوة العربية الإسلامية التي بدأت مع بدء عمليات عاصفة الحسم ومن بعدها عملية عاصفة الأمل

وأضاف: إننا كعلماء إذا أحسنا الصلة بالله تعالى وبدأنا بأنفسنا ورسخنا في وجدان كل عربي وكل مسلم أهمية التضامن العرب فإن الله سوف يصلح بنا حال هذه الأمة بين يوم وليلة والحمد لله فإن أمتنا تشهد صحوة إسلامية لا حدود لها والدليل على ذلك توحد القادة العرب في مواجهة المخاطر التي تحيط بنا بداية من خطر الإرهاب وصولا لخطر القوي الإقليمية التي تريد السيطرة على مقدرات أمتنا لهذا فلابد من وضع الخلافات جانبا ونحاصر ظاهرة التخوين التي انتشرت كالنار في الهشيم في كل الدول العربية وأصبح الإعلام يلعب بامتياز للأسف الشديد على وتر التخوين فلابد من أن يعيد الإعلام العربي نظرته للعلاقات العربية العربية وتتوقف إساءاته لتلك العلاقات.

وأكد أنه لا معنى لرغبتنا في إصلاح ذات البين في الوقت الذي يصر فيه إعلام كل دولة عربية على الإساءة للدول العربية الأخرى وهو ما يؤدي إلى احتقان الشعوب فلابد أن نتذكر جميعا قوله تعالى: «وَتَعَاوَنُواْ عَلَي الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» وكذلك قول النبي الكريم صلي الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» فلقد دعا الإسلام إلى التضامن والاجتماع بين أبناء الأمة وقال الله تعالى في هذا الشأن: «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون»، فهذا التضامن هو استجابة لأمر الله تعالي بالوحدة ونهيه عن الفرقة والتشتت وكل ما يؤدي إليها من أسباب، خاصة في وقت امتلأت فيه الساحة بمن يدعون إلى الفرقة والشتات ويثيرون روح العداء والانتقام في نفوس الأمة ويسعون في بث سمومهم في نفوس الجميع لأجل التفريق بين الشعوب والدول وهم أشبه في دعواهم بهؤلاء الناس من دعاة الجاهلية من الخوارج ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال أحد الأنصار: يا للأوس، وقال الآخر: يا للخزرج. فقال صلى الله عليه وسلم: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة» لذلك فقد حذر الله تعالى من الفرقة فقال تعالى: «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات».

ويقول الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وأستاذ الشريعة بجامعة حلوان: دعم الشعب اليمني لابد أن يأخذ الأولوية في كل المنطقة العربية فهو تعبير حي عن التضامن العربي العربي ولابد هنا أن نحيي الإمارات التي ضربت أروع الأمثلة عندما بدأت بنفسها في نجدة الشعب اليمني من الأيادي الخبيثة التي تحيط به ونجحت في لم شمل الأمة العربية في عملية عاصفة الحسم ثم عملية إعادة الأمل ولكن على الجانب الآخر.

ويضيف: لابد أن نعترف أن هناك أيادي خبيثة تحاول أن تستخدم الأفكار الضالة وتعمل من خلالها على إضعاف الأمة وجعل شعوبها وأفرادها يتصارعون فيما بينهم ومن المؤسف أن هؤلاء الذين يعملون على بث الفتنة بيننا من بني جلدتنا وهؤلاء للأسف الشديد بجهلهم في أمور السياسة ويتم استغلالهم من قبل الأطراف الخارجية لتنفيذ مؤامرة تفتيت الأمة وشق صفها والوقيعة بين حكامها وشعوبها على حد السواء ولابد أن نعي أن أعداء الوطن العربي يريدون أن نصبح الأخوة الأعداء لتنفيذ مخططاتهم الشرسة ضد الأمة العربية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©