دينا مصطفى (أبوظبي)
انتقل للعمل في الإمارات منذ عام 2011، لم يجد صعوبة مع التأقلم في الحياة هنا وسط مئات الجنسيات التي تندمج معاً ليكونوا نسيجاً متعدد الثقافات ويحتضنهم أهل الإمارات في مودة وصدق.
قدم على مدى 5 أعوام عشرات التقارير اليومية عن الاقتصاد الإماراتي الواعد على شاشة قناة «سي إن إن» العالمية، جون ديفتريوس مذيع الاقتصاد الأميركي الشهير يروي كيف يرى الإمارات التي استطاعت أن تكون مركزاً اقتصادياً عالمياً مهماً لتصطف مع كبريات الاقتصادات العالمية الصاعدة، أكد أنه كلما قضى وقتاً هنا، أصبح سهلاً عليه فهم المجتمع وعاداته وتقاليده والتواصل بشكل أكبر مع أهله وبناء جسر من الثقة والمحبة بينهم.
قال جون ديفتريوس المذيع الاقتصادي الأميركي «الاتحاد» إنه انتقل للعمل في أبوظبي منذ عام 2011، ولكنها لم تكن المرة الأولى التي يزور فيها الإمارات، فقد اعتاد زيارتها بانتظام قبل ذلك بأعوام لظروف العمل، وأكد ديفتريوس أن الإمارات أصبحت مركزاً عالمياً وشرياناً لالتقاء الشرق مع الغرب، فهي تتوسع في اقتصادها شرقاً وجنوباً، فإذا تم استعراض ما استطاعت الإمارات فعله في غضون 20 عاماً مقابل كوريا الجنوبية التي فعلت ذلك على مدى 40 عاماً تدرك القفزة الكبيرة التي حققتها الإمارات.
مركز اقتصادي عالمي
رأى ديفتريوس أن الإمارات تعد الآن مركزاً اقتصادياً عالمياً مهماً مثل نيويورك ولندن وطوكيو وهونج كونج بما استطاعت تحقيقه في الأعوام العشرة الأخيرة من تطور ملحوظ في اقتصادها.
وأكد أنه منذ 5 أعوام وهو يقدم تقريراً يومياً عن الاقتصاد الإماراتي ويتم بثه عبر شاشة «سي إن إن»، وهذا ليس مستغرباً بفعل القفزات الهائلة للاقتصاد الإماراتي.
وأشار ديفتريوس إلى أن إطلاق برنامجه على شاشة «سي إن إن» تزامن مع التطور السريع في اقتصاد أبوظبي الذي شمل إطلاق الخطوط الجوية للاتحاد للطيران والعديد من المشاريع في جزيرة «ياس» والسعديات، تلك الخطوات التي تعد اللبنات الأساسية لخطة طموحة موعدها 2030، وأكد ديفتريوس أن وراء تلك المعالم البارزة لتطور الاقتصاد الإماراتي دورا كبيرا لعبه جهاز أبوظبي للاستثمار للمساعدة في تنويع الاقتصاد لإماراتي.
وروى ديفتريوس أنه في عام 1990 كان في منطقة خور دبي أثناء تغطية حرب الخليج، وتلقى دعوة ليرى خطط التنمية العملاقة لميناء جبل علي وكان منبهراً بهذه الخطط العملاقة ولم يكن لديه أي فكرة كيف سيتم تنفيذها، فكان من الصعب عليه تخيل وجود أكبر ميناء في المنطقة في هذه الصحراء الشاسعة، وقال ديفتريوس «كنت مخطئاً بشدة»، والمدهش حقاً ليس فقط الخطط الطموحة للإمارات ولكن أيضاً القيادة الواعية والحكيمة.
وذكر أنه في تلك الزيارة قدم تقريراً تليفزيونياً عن أن الإمارات ستكون هونج كونج الشرق الأوسط، وكانت مقدمة التقرير على المدرج في مطار دبي الدولي الذي كان يتكون آنذاك من مدرج واحد فقط وعدد محدود من الطائرات، وهو ما لا يستطيع فعله الآن في مطار دبي الذي تغير تماماً وأصبح من أكبر المطارات في العالم.
رؤية ثاقبة لقادة الإمارات
أكد ديفتريوس أن ما لا يعرفه كثيرون أن الإمارات تسعى بشكل دؤوب منذ أعوام إلى أن يكون نحو 43%من اقتصادها من القطاع غير النفطي، وروى ديفتريوس كيف أنه أجرى أول مقابلة مع سعادة خلدون المبارك الرئيس التنفيذي لمبادلة للتنمية ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية، حيث شرح البنود المفصلية في خطتهم المستقبلية.
وأضاف ديفتريوس أن عملية الإحلال والتبديل التي تجرى على قدم وساق في الاقتصاد الإماراتي لتغيير المسار من اقتصاد يعتمد على النفط إلى صناعات أخرى في الطاقة النظيفة وإطلاق التجارة الحرة مع شركاء إستراتيجيين مثل الصين والهند وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأميركية من الخطوات المهمة التي تقوم بها الإمارات لتنوع اقتصادها، وأضاف أن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في القمة الحكومية الماضية عن خطط الإمارات في مشاريع الاقتصاد المستقبلية تنم عن رؤية ثاقبة ولذا فقادة وشيوخ الإمارات يستحقون كامل التحية والاحترام فهم لا يتوقفون عن الحلم والعمل لشعبهم.
مغامرة جديدة
روى ديفتريوس أن الانتقال إلى أبوظبي يعد أول انتقال كبير لأسرته. فكانت زوجته مانويلا وابنتاه لارا والكسندرا «12 و10 أعوام» متحمسات لبدء تجربة جديدة واستكشاف بلد جديد، وتزامن انتقالهم إلى الإمارات مع الأزمة المالية العالمية التي تسببت في حالة من الركود وشهدت إغلاق العديد من البنوك عام 2011، بينما قدمت الإمارات تجربةً جديدةً تماماً عن تلك التي رأوها في أوروبا، فقد أدى هذا إلى فهم أكبر للمنطقة.
وأشار ديفتريوس إلى أن قرار المجيء إلى الإمارات صاحبه ولع كبير من عائلته فالإمارات تعكس نموذجا متفردا في التنوع الثقافي فالسكان متنوعون بين إماراتيين وأوروبيين وعرب، وشرق آسيويين.
وأضاف أنه يحب رحلات السفاري، ونصح ديفتريوس جميع المغتربين بأن يأتوا بعقل مفتوح ويتعرفوا على عادات وتقاليد جديدة ويندمجوا في التعدد الثقافي فوق أرض الإمارات.
وقال: استطاع برنامج «الأسواق الناشئة» الذي يبث من أبوظبي على شاشة «سي إن إن» أن يحلق فوق الخليج وبشكل أدق فوق الإمارات. وأضاف: تقف الإمارات إلى مؤشر أسواق المال الصاعدة بجانب نيويورك ولندن وفرانكفورت وهونج كونج وطوكيو والمراكز المالية الرئيسية في العالم. فالبرنامج يغطي جميع الأنشطة الاقتصادية في الإمارات بشكل يومي مما ساهم في التعريف أكثر بحجم النشاط الاقتصادي.
وأكد ديفتريوس في أن العالم ينمو شرقاً وجنوباً خلال الأعوام العشرة الماضية، وأن هذا النمو يبدأ من هنا إلى الصين والهند وإفريقيا.. هذه هي قصة الاستثمار في الأسواق الناشئة، ودورهم هو منح المستثمرين فرصة للعمل والإنتاج.
عدد اليوم
