الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان القاسمي يشهد انطلاق مهرجان الشارقة للشعر الشعبي

سلطان القاسمي يشهد انطلاق مهرجان الشارقة للشعر الشعبي
8 فبراير 2018 02:59
الشارقة (الاتحاد) افتتح صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أمس، في قصر الثقافة بالشارقة، فعاليات مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورته الـ 14، المقامة تحت شعار «القصيدة الشعبيّة - منصة للتواصل»، والذي ينظمه مركز الشعر الشعبي في الشارقة التابع لدائرة الثقافة. وكان في استقبال سموّه لدى وصوله مقر إقامة المهرجان، كل من: الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، وخولة المُلا، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، واللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وعبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وراشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، وعدد من المسؤولين والشعراء والإعلاميين والنقاد المشاركين في فعاليات المهرجان. شعر وعرفان وتكريم بدأ الحفل بكلمة للشاعر راشد شرار مدير المهرجان، عبّر فيها عن خالص التقدير لرعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للمهرجان، كما عبّر عن فيض الحب الذي تحمله الشارقة لأبنائها وضيوفها من الشعراء والنقّاد وجمهور الشعر. وتحدث شرار عن شعار الدورة الرابعة عشرة التي حملت مضمون التواصل الثقافي العربي والوحدة العربيّة، للتأكيد على توطيد العلاقات تحت مظلة العروبة الجامعة للفكر الواحد، الذي تحمله القصيدة الشعبيّة، وهي تمدّ جسور الإبداع وتعرّف باللهجات العربية، في مهرجان قرّب المسافات بين المبدعين خلال مشواره الأصيل. وألقى راشد شرار قصيدة «قدوة الأمّة» التي أشادت براعي الاحتفال وما يقدّمه لأبنائه الشعراء والأدباء، في مهرجان يحتفي بالنتاج الإبداعي لهم، من خلال طباعة أشعارهم، وقراءة هذه الإبداعات بعين نقدية، ما يجعل الشارقة قبلةً ومنارةً للمبدعين والفعل الثقافي على الدّوام، حيث تمّ طباعة 50 ديواناً لشعراء من الخليج والإمارات ضمن نشاط رابطة الشعر الشعبي التي أمر سموّه بتشكيلها العام الماضي. كما ألقى الشاعر سيف بن كميدش قصيدتين: الأولى تغنّى فيها بالشارقة التي تنسج خيوط الأدب والثقافة والفكر والمعرفة، وتستظل تحت عباءة حاكمها المثقف الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي ثبت دعائم العلم والثقافة فيها، فيما حملت قصيدته الثانية «ما زفك الغيم» وجدانيات وعتابيات ذاتيه للشاعر. ثمّ ألقى الشاعر عبدالله الجابري قصيدة اشتملت على مناجاة الخالق عزّ وجل، ومحاسبة النفس في تأملات لأحوال البشر والنظر في مصائر العباد. كما تغنى الشاعر عبد الله الجابري بشلّة من أشعار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. عقب ذلك، تم عرض فيلم وثائقي عن المسيرة الشعرية للشعراء الثلاثة المكرمين وهم: الشاعر بطي المظلوم السويدي، والشاعر سالم سيف الخالدي، والشاعرة ريما عبد الله الشرفا (تنهات نجد). تفضل بعدها صاحب السمو حاكم الشارقة بالصعود إلى المنصة لبدء مراسم التكريم، وقدم الشهادات التقديرية والدروع التذكارية إلى الشعراء الرواد بطي المظلوم، وسالم الخالدي، وتنهات نجد. سيرة وجماليّات كما دشن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إصداره الأدبي الجديد الموسوم بـ (القصائد الحكيمة بين الأسى والشكيمة من شعر الشيخ صقر بن خالد القاسمي)، وذلك ضمن حفل انطلاق مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورته الـ 14. ويضم الإصدار الجديد ثماني قصائد جمعها وحققها سموّه، وقدّم لها بقراءة موضوع هذه القصائد وما تشتمل عليه من جماليات. وقدّم صاحب السمو حاكم الشارقة للقصائد بتوضيح جانبٍ عزيزٍ من حياة الشيخ صقر بن خالد، رحمه الله، هو الجانب الثقافيّ العالي الذي كان يتمتعُ بهِ، والمعرفة بآداب العربية، وعيون الشعر العربي، ما جعل شِعرَهُ يأتي فصيحاً بليغاً، كما برز جهد سموّه البحثيّ في اشتغاله على متون القصائِد، حيث قام بتحرير نصوصِها، وضبط مفرداتها، كدراسة ينتفع بها المهتمون بالشعر والأدب والتقاليد والتاريخ واللغة وغير ذلك من مجالات الثقافة والمعرفةِ الإنسانية. وتأتي أهمية التحقيق في أنّ سموّه وضع النصوص في سياق التاريخ، أي في سياق الأحداث التي ألهمت الشاعر لإنشاد قصائدهِ، إضافةً إلى التمهيد لمفاصل ذلك السياق التاريخي، أي كتابة مقدمة قصيرة لكل قصيدة توضّح سببِ قولِها، باعتبار ذلك منحىً مهماً جداً في دراسة الأدب يساعد على فهم تطور لغة الشاعر في قصائده، وتنوّع تصويره الأدبي وبلاغتهِ، تجاوباً مع تطور الأحداث التي مرّت به، كما يساعد في معرفة أسماء بعض الأعيان والشخصيات، وكذلك التطورات الاجتماعية والتاريخية في البلاد، وآثارها في نفس الشاعر، كما جاء في مقدمة التحقيق التي ذكر فيها صاحب السمو حاكم الشارقة التالي: «وفي مجمل القصائد يتضح للقراء أحوال فترة من حكم الشيخ صقر بن خالد القاسمي، والتي امتدت من عام 1883 حتى انتهت بوفاته عام 1914، وتتضح لنا كذلك شخصية ذلك الحاكم». كما تأتي أهمية تحقيق الديوان، المتزامن إصداره مع الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الشارقة للشعر الشعبي، من توضيح المفردات الواردة في القصائد المحققة والعناية بضبطها لغوياً، فبالرغم من أن القصائد يغلب عليها الفصاحة، إلا أن التحقيقَ الدقيقَ اقتضى التنبيهَ إلى بعض المفرداتِ التي هي إمّا من طبيعة اللهجةِ الإماراتية أو من العامّيّةِ الإماراتية، فجاءَ توضيحُها كافياً شافياً، فضلاً عن تصويب بعض الكلمات، وأكثرها في صِيَغ الجُموع، وهو ما يجعلُ من التحقيق مرجعاً مهماً، ومثالاً يُحتذى في تحقيق القصائد والأشعار، بل في تحقيق مجمل النصوص القديمة التي تحكي جوانبَ عظيمة وكبيرة من تاريخنا وتقاليدنا وثقافتنا. وبحسب فهرس التحقيق، فقد قام سموّه بجمع ثماني قصائد من أشعار الشيخ صقر بن خالد، رحمه الله، هي: عديم الوفاء، التحميدة، الشيخ يصف نفسه، دستور قوانين الحكم وضوابطه، الشيخ يتباهى بابنه، رثاء الفقيد، الغدر، و بين الظن واليقين. وقد حفظ لنا هذا اللون من الشعر في ديوان (القصائد الحكيمة بين الأسى والشكيمة من شعر الشيخ صقر بن خالد القاسمي) الكثير من حوادث التاريخ في منطقة الإمارات، ومجمل التطورات التي صاحبت ذلك التاريخ، سواء الاجتماعية منها أم الاقتصادية أم غيرها، بالإضافة إلى حفظ أسماء رجال كانت لهم آثارهم في مسيرة هذا الوطن، وهو أيضاً يمثل معيناً لا ينضب لاستخراج المعاني الأصيلة والمفاهيم النبيلة المتصلة بالآداب والتقاليد الإماراتية، كما أن الشعر هو الذي حفظ لنا الكثير من مفردات اللهجة المحلية عربية الأصل، والتي تعود جذورها إلى العربية الفصحى، وفي هذا السياق الأدبي الهام يأتي تحقيق صاحب السمو حاكم الشارقة لما تبقى من قصائد المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن خالد القاسمي حاكم الشارقة الأسبق المتوفى عام 1914، بما برز في القصائد من صفات الأنفة والإباء وعدم الانقياد، كما أشار لذلك صاحب السموّ في مقدمة الكتاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©