الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليونان.. ومخلفات «العالمية الثانية»!

14 فبراير 2017 23:05
يوم الأحد الماضي، وفي أكبر عملية إجلاء في اليونان خلال وقت السلم، غادر زهاء 72 ألف شخص منازلهم في مدينة «ثيسالونيكي»، بينما كان خبراء يبطلون مفعول قنبلة تعود إلى الحرب العالمية الثانية قابعة تحت إحدى محطات الغاز. وبدأ مئات من ضباط الشرطة في «ثيسالونيكي»، ثانية كبريات مدن الدولة، يقرعون أبواب المنازل في وقت مبكر من صباح الأحد الماضي لتذكير السكان في نطاق كيلومترين، بضرورة مغادرة منازلهم. وعلى رغم من أن السكان المحليين تلقوا إخطاراً قبل بضعة أيام، مع تعليق منشورات في أرجاء المدينة وحملة عبر شبكة الإنترنت دشّنتها السلطات المحلية، كان البعض متردداً في مغادرة منازلهم، واضطر ضباط الشرطة إلى إقناعهم بأن ممتلكاتهم ستظل سليمة. وحذّر وزير النظام العام في اليونان «نيكوس توسكاس» في رسالة متلفزة، من أن الإجراءات الأمنية قد تكون مفرطة، لكن من الأفضل أن تكون كذلك، وأن يصبح الناس بمأمن. وتم العثور على القنبلة الأسبوع الماضي أسفل محطة غاز أثناء أعمال حفر تهدف إلى زيادة حاويات التخزين. ويبلغ طول القنبلة خمسة أقدام وتزن 550 رطلاً، وتقدر الكمية المتفجرة فيها بثلاثة أخماس وزنها. وكانت قوات «الحلفاء» قصفت «ثيسالونيكي» في عامي 1943 و1944، مع قرب نهاية احتلال اليونان من قبل ألمانيا النازية، بحسب وسائل الإعلام اليونانية. وتم نقل السكان يوم الأحد الماضي بالحافلات إلى المدارس والملاعب الرياضية. وبث التلفزيون اليوناني صور سجناء، عاش كثير منهم أثناء احتلال ألمانيا النازية لليونان، يجلسون على كراسٍ بلاستيكية، ويمسكون بزجاجات مياه قدمتها الحكومة المحلية. وحمل آخرون قططاً أليفة في صناديق عبر الشوارع، وتم اقتياد الأطفال وعلامات الدهشة على وجوههم، بينما كان ضباط الشرطة يقفون في دوريات حراسة بالقرب من محطة الغاز التي فرضوا حولها طوقاً أمنياً محكماً. واصطحب موظفو المساعدات من مركز إيواء للاجئين في مصنع مهجور للورق يضم مئات اللاجئين، ومن بينهم كثير من السوريين الذين فرّوا من الحرب الأهلية في بلدهم، في جولة إلى المتحف الأثري في المدينة طوال اليوم. وقدموا لهم وجبات خفيفة، وأطلعوهم على الآثار. وأكد «فيسيليس كارامبيديز»، الذي يدير «المركز» لوكالة الأنباء الحكومية في اليونان: «تقبل اللاجئون الوضع بلياقة وتفهم، ولم تكن هناك أي احتجاجات، وهؤلاء الذين ترددوا في البداية استجابوا في نهاية المطاف إلى الحاجة من أجل إخلاء المركز». وفي غضون ساعة ونصف الساعة، تمكن ثلاثة خبراء مفرقعات في الجيش اليوناني من إبطال مفعول القنبلة في عملية تمت «بسهولة كبيرة»، حسبما أفاد الحاكم الإقليمي «أبوستولوس تزيتزيكوستاس» للصحفيين. وكانت قد أعلنت حالة الطوارئ في المدينة بسبب العملية، وأوقف رحلات القطارات وخدمات الكنائس. وأوضح «تزيتزيكوستاس» أنه تم تحميل القنبلة بعد إبطال مفعولها على شاحنة عسكرية لنقلها إلى موقع رماية تابع للجيش قرب المدينة من أجل تدميرها. وبعد قرابة خمس ساعات على إبطال مفعول القنبلة، بدأ السكان يعودون إلى منازلهم. وقلّل المتحدث باسم الجيش الكولونيل «نيكولاس فانيوس» من شأن العملية، مشيراً إلى أن خبراء في الجيش أبطلوا قبل ذلك مفعول قنابل مماثلة قرب المطار الدولي في المدينة. وأضاف: «إنه أمر اعتاده الجيش». لكنه ذكر أن اكتشاف القنبلة في منطقة مكتظة بالسكان جعل عملية الإخلاء يوم الأحد ضرورية، لافتاً إلى أن أي انفجار عرضي سيسفر عن كثير من الضحايا في نطاق كيلومترين. ** مراسلة «نيويورك تايمز في اليونان» يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©