الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تجربة «الإخوان» في مصر شوهت مفهوم الشرعية وعطلت التجربة الديمقراطية

تجربة «الإخوان» في مصر شوهت مفهوم الشرعية وعطلت التجربة الديمقراطية
11 أكتوبر 2013 00:14
أبوظبي (الاتحاد) - اعتبر الدكتور عبدالله السيد ولد أباه، أستاذ بقسم الفلسفة والدراسات الاجتماعية- جامعة نواكشوط في موريتانيا، تجربة جماعة “الإخوان المسلمين” في مصر أنها كشفت عن سعيها للهيمنة على السلطات السيادية للدولة باتجاه تشكيل سلطة دكتاتورية شمولية تسلطية من جهة. ووصف التجربة بأنها شوهت بشكل مباشر مفهوم الشرعية، وعطلت التجربة الديمقراطية من خلال إشاعتها أجواء العنف والاضطراب، وهذه الأمور كلها من شأنها تعطيل التجربة الديمقراطية في مصر. جاء ذلك خلال محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مساء أمس الأول، تحت عنوان: “الجغرافيا السياسية العربية الجديدة”. شهد المحاضرة التي أقيمت في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمبنى المركز بأبوظبي، عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي، من بينهم حميد ولد أحمد طالب سفير جمهورية موريتانيا الإسلامية، وإعلاميون ومهتمون بالشأن العربي. وأكد الدكتور عبدالله السيد ولد أباه أن العالم العربي يعيش تحولات نوعية راهنة تطال بنية الدولة وطبيعة النظام السياسي؛ ما ينم عن أزمة عميقة تتجاوز المعطيات الظرفية لما يطلق عليه “الربيع العربي”، كاشفاً معطيات الجغرافيا السياسية العربية الجديدة، في اتجاهاتها ومسارات تشكلها من خلال محددات ثلاثة، قال: إنها تتمثل من حيث المجال الإقليمي العربي الذي يشهد إعادة تشكل واسعة في بروز أنماط جديدة من البناء السياسي، خارج نطاق تحكم الدولة المركزية، تصل في بعض الأحيان إلى الانفصال التام، ولو دون اعتراف دولي بها. وأضاف الباحث: إن من الأمثلة الواقعية لهذه الأنماط من الكيانات شبه المنفصلة تماماً عن السلطة المركزية الكيان الكردي في شمال العراق، وحزب الله في لبنان، والكيان الفلسطيني في غزة، ودولة الصومال الشمالية، والمليشيات القبلية في ليبيا. وأشار إلى أن المحدد الثاني يتمثل في مفهوم السيادة، ولاسيما أن بنية الدولة الوطنية الحديثة، قامت على مبدأ السيادة المطلقة الأحادية غير القابلة للتنازل أو الانقسام. وقال: إن الجغرافيا السياسية العربية الجديدة، تكشف عن انبثاق دوائر سيادية متشابكة ومتعددة ومتعارضة أحياناً؛ ما وصل إلى مداه في البلدان التي أطلقت عليها الدراسات السياسية الحديثة عبارة “الدول الفاشلة” في كثير من الأحيان. وفيما يتعلق بالمحدد الأخير المتمثل في الشرعية قال الباحث: إذا كانت شرعية الدولة الوطنية الحديثة قائمة على المعيار العقلاني المؤسسي الذي يتخذ من الفصل بين السلطات الثلاث، إطاراً للمرجعية والعمل السياسي فإن الجغرافيا السياسية العربية للدولة الحديثة، تطرح اليوم وجود عدد من المرجعيات المتنفذة داخل الدولة الواحدة، كما في العراق ولبنان وليبيا، حيث هناك مرجعيات سياسية متباينة عدة، لها أهدافها خارج إطار الدولة الواحدة. يذكر أن الدكتور عبدالله السيد ولد أباه، أستاذ الفلسفة والدراسات بجامعة نواكشوط الموريتانية منذ عام 1989 حتى الآن، وله مؤلفات عدة، منها: “التاريخ والحقيقة لدى فوكو”، و”مستقبل إسرائيل وأزمة المشروع الصهيوني (بالاشتراك)”، و”عالم ما بعد 11 سبتمبر”، و”عوائق التحول الديمقراطي في الوطن العربي – بيروت 2005”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©