الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القدوة الحسنة من أسرار نجاح تربية وتكوين شخصية الطفل

القدوة الحسنة من أسرار نجاح تربية وتكوين شخصية الطفل
27 يناير 2013 14:58
نحتاج في تربيتنا لأبنائنا إلى قدوة، وشخصية إيجابية ناجحة تشجعهم على اقتفاء خطاها، وتلفت انتباههم إلى القيم الإيجابية التي تتميز بها ليكونوا مثلها، لما لذلك من أثر قوي على تكوين شخصية الأطفال، حيث يؤكد علماء النفس أن في حياة كل إنسان شخصية يتمنى أن يقتفي أثرها، وأخرى يكره ذكرها، ومن الملاحظ اليوم لدى الصغار أن العديد منهم متأثر بالشخصيات الكرتونية في ظل غياب أو استحضار الشخصيات القدوة الحقيقية في حياتهم، هذا ما تؤكده فاطمة أحمد العلي متخصصة إرشاد أسري بمركز ارتقاء أول مركز تنمية بشرية للأطفال، موضحة: «لقد اجتمع كبار علماء التربية الأميركيين وناقشوا اقتراحا قدمه أحدهم، وهو إيجاد شخصية أميركية عالمية، هذه الشخصية تعتبر المنقذ لأي مشكلة تحدث في العالم، وبعد التداول استقروا على الشخصية التي حملت اسم «سوبر مان»،. وبدأ التحرك الفعلي لبث هذه الشخصية وأنتجوا لها الأفلام، وبعد نجاح هذه الشخصية تضافرت الجهود بإخراج شخصيات مماثلة بأسماء مختلفة، بينما نحن كمسلمين وبفضل الله عز وجل لدينا قدوة عالمية، فالله عز وجل لم يضع لنا منهجاً وهو القرآن الكريم دون وجود شخصية طبقت تعاليم هذا المنهج وجعلها لنا أسوة وقدوة نقتدي بها في أقوالنا وأفعالنا، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد سُئلت عائشة زوجته رضي الله عنها: كيف كان خلقه؟ قالت: كان خلقه القرآن الكريم أي كما هو في القرآن. حتى قال عنه المؤلف مايكل هارت الذي وضع قائمة 100 شخصية الأكثر تأثيراً في العالم، إن محمداً هو الرجل الوحيد الذي حقق نجاحا ساحقا في الوجهين الديني والدنيوي»، وقد قال الله تعالى «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر» (سورة الأحزاب: الآية21)، وهذه الآية الكريمة تؤكد الاقتداء برسول الله صلى اللّه عليه وسلم، في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أمر تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته. نموذج صالح وترى فاطمة العلي، أن أسلوب النمذجة في التربية من أهم أساليب تعديل السلوك عن طريق الاعتماد على النماذج في نقل فكرة أو خبرة إلى فرد أو مجموعة أفراد، وتضيف: «هي إحدى فنيات وطرق إكساب الأفراد أنماط السلوك الصحيح، وهي أيضا فنية علاجية لتعديل أنماط السلوك الخاطئ وغير المرغوب لدى الأطفال، ويعتبر أسلوب عرض النماذج السلوكية التطبيقية- النمذجة- في مواقف حية Overt modeling، أفضل أساليب التعلم وأكثرها تأثيراً كما أثبتت مئات الدراسات العلمية. وفي هذا الإطار يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير كلمة «أسوة» هي قدوة ونموذج سلوكي، والرسول صلى الله عليه وسلم مُبلِّغ عن الله منهجه لصيانة حركة الإنسان في الحياة، وهو أيضا صلى الله عليه وسلم أُسوة سلوك، فما أيسر أنْ يعظ الإنسان، وأن يتكلم، المهم أن يعمل وفق منطوق كلامه ومراده»، وكان سيدنا رسول الله مبلغا وأسوة سلوكية، فهو صلى الله عليه وسلم نموذج للأسوة الحسنة في كل عضو فيه، ففي لسانه أُسوة حسنة، وفي عينه أُسوة حسنة، وفي يده أُسوة حسنة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»، رواه البخاري. غرس القيم وتوضح العلي أنه يجب غرس القيم الإيجابية من خلال السيرة النبوية، مؤكدة ضرورة إيجاد آلية لذلك، وتقول في هذا الصدد: «حددي السلوك أو الموقف الذي ترغبين بإصلاحه، ابحثي في حياة محمد عليه الصلاة والسلام، عن موقف مماثل، احفظي الموقف أو القصة، شوّقي أبناءك لمعرفة القصة، وأثناء سرد القصة حفزيهم على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، شجعيهم على الصلاة عليه كلما ذكرت اسمه، أثني عليهم واستخدمي كلمات محفزة، مثل: ما شاء الله على حبكم لرسول الله، أنا واثقة من أن أخلاقكم ستكون مثل أخلاق محمد عليه الصلاة والسلام إن شاء الله سترونه وتجلسون بالقرب منه، أنتم أبطال الأخلاق وبعد سرد القصة اكتبي أسماءهم على بطاقات وضمنيها قيمة الصبر أو الرحمة عند الرسول الكريم، حفزيهم كلما استطعت باستخدام الكلمات المحفزة: أنت نجم الصبر، أخلاقك أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم.. وهكذا.. وسائل إبداعية للتربية وتشير العلي إلى أن هناك عدة وسائل إبداعية لتربية الطفل تجعل قدوته رسولنا الكريم، وتضيف: «اسألي طفلك وقولي له، تخيل لو دعيت لقصر الملك، فأي مكان تحب أن تجلس فيه، والجواب سيكون بالقرب من الملك، هذا المكان الأفضل والمميز، ألا تريد أن تجلس بالقرب من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ كيف؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم «إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا».. احكي لهم سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، قومي بزيارة الأماكن التي جرت فيها أحداث السيرة، مكة والمدنية ومواقع الغزوات، كرري لترسيخ المعلومة، جهزي زاوية خاصة بالسيرة في البيت تحتوي على كتب وCD وكاسيت وقصص، مع إجراء مسابقة ثقافية أثناء رحلة تكون كلها معلومات عن السيرة النبوية. وأيضاً ذكر الأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في المواقف اليومية بصوت مرتفع، وذلك عند بدء تناول الطعام أو ركوب السيارة أو النظر إلى المرآة أو عند لبس ثوب جديدة أو الدخول إلى الخلاء وليس بأسلوب التلقين والتحفيظ، ولكن بالبدء بتحفيظهم الأحاديث النبوية القصيرة المكونة من كلمة أو كلمتين مثل: لا تغضب، عليكم بالصدق، بحيث لا تزيد على 4 أ 5 كلمات، وذلك من كتب الأحاديث النبوية للأطفال، مثلا: «من أطاعني دخل الجنة «ومفهوم هذا الحديث يتم نقله من خلال الحديث مع الأولاد، ومناقشتهم فيما رأوه في المدرسة أو النادي وتوضيح الأخطاء والأفكار، وذلك وقت تناول الطعام أو غيره وما يجب عليهم فعله مما يتناسب مع أقوال وأفعال الرسول الكريم، ومع أي موقف يتعرض له طفلك في المدرسة أو البيت حاولي أن تبحثي عن موقف من حياة محمد صلى الله عليه وسلم، وأخبريه كيف تصرف رسولنا الكريم في مثل هذا الموقف».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©