نقص الميزانيات يخفض أعداد المقبولين في الجامعات العام المقبل

أقر المجلس الوطني الاتحادي أمس الاول توصيات لجنة شؤون التربية والتعليم والتعليم العالي بشأن سياسة وزارة التعليم العالي والتي توافق معها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي قدم ايضاحات تعلقت بواقع مؤسسات التعليم العالي في الدولة· وأكد سعادة عبدالعزيز الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي في كلمة في بداية الجلسة مساندة المجلس للحكومة الجديدة، وقال إن المجلس سيعمل معها كفريق واحد وسيواصل عمله التشريعي والرقابي ليكون مرشدا وداعما للحكومة في تنفيذ برامجها ومشاريعها· وطرح أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي جملة من القضايا والمشاكل التي تواجه التعليم العالي، وكانت في مجملها تعود الى قلة الموارد المالية التي تقف وراء الكثير من هذه القضايا كاستقالات المدرسين والاداريين بسبب ضعف الرواتب والمنافسة العالمية وعزوف الطلبة عن الدراسة في كلية التربية ومسألة الانتقال من كلية الى اخرى ومن تخصص الى آخر وسياسة القبول في كلية الطب للحفاظ على مستواها العلمي والعالمي· وفتحت الدكتورة أمل القبيسي رئيسة لجنة التربية والتعليم العالي باب النقاش· واشارت الى عدم قدرة الميزانيات على تغطية الاحتياجات الفعلية الاكاديمية والادارية فضلا عن عدم قدرتها على استيعاب الاعداد المتزايدة من خريجي الثانوية العامة، واشارت الى أن موظفي جامعة الامارات يشعرون ''بظلم شديد'' جراء عدم شمولهم باية زيادة طالت موظفي الحكومة الاتحادية· وقال علي جاسم إن وزير التعليم العالي طرح قبل 8 سنوات مشاكل التعليم وهي ذاتها التي نتحدث عنها الآن· وتطرق احمد بن شبيب الظاهري الى قضية تعاون الحكومات المحلية في دعم التعليم، فيما أشار احمد الخاطري الى أهمية مشاريع الوقف في رفد ميزانيات الجامعات واتفق معه عامر الفهيم الذي دعا الى مساهمة القطاع الخاص في بتلك المشاريع· ودعا يوسف بن فاضل الى تحويل برامج تأهيل طلاب الثانوية الى كل امارة، الأمر الذي سيحقق وفرا في الميزانية· فيما اشار سلطان بن صقر السويدي الى خطورة انتشار الجامعات والكليات غير المرخصة· وسأل عبيد المهيري عن ما تقدمه الجامعات لدعم الابحاث العلمية لهيئات التدريس· اما نجلاء العوضي فسألت ان كانت لدى الوزارة خطط لإيجاد مصادر للتمويل· فيما أكد راشد الشريقي اهمية ربط مخرجات التعليم العالي باحتياجات المجتمع الفعلية· وانتقلت الدكتورة فاطمة المزروعي بالنقاشات الى موضوع توطين هيئات التدريس وضعف الرواتب للاكاديميين والاداريين في جامعة الامارات، وقالت ان جامعة الامارات تشهد ''تسونامي استقالات''· ولفتت الى أن جامعة زايد لايوجد بها توطين فضلا عن عدم وجود نظام خاص للابتعاث للدراسات العليا· واستعرض معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الصعوبات والمشاكل التي تواجه مؤسسات التعليم العالي· وقال ان الجامعات وبسبب نقص الاعتمادات المالية ستخفض من اعداد الطلاب المقبولين في السنوات المقبلة· واشار الى ان كليات التقنية العليا ستضطر العام الدراسي المقبل إلى تخفيض الاعداد 14 الف طالب وطالب عوضا عن 16 الف طالب· وعجزت الجامعات الحكومية الثلاث (زايد والإمارات والتقنية) خلال العام الماضي عن استقبال نحو 5000 آلاف طالب وطالبة· ولفت وزير التعليم العالي الى ضعف مستوى خريجي الثانوية العامة الذين يتم قبولهم في الجامعات الحكومية· وأكد أن 90 بالمئة منهم يخضعون لسنة تأسيسية تستنزف أكثر من ثلث ميزانية الجامعات التي تقوم بتنفيذ برامج تقوية للطلاب لتهيئتهم للدخول الى مرحلة التعليم العالي·وأقر بتدني رواتب وأجور اعضاء الهيئات التدريسية والادارية في جامعة الامارات· واشار الى أن 70 بالمئة من أعضاء هيئة التدريس الذين انتهت عقود عملهم خلال العام الدراسي الحالي قدموا استقالاتهم بسبب الرواتب والاعباء الوظيفية· وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك إن فتح المجال امام الطلبة الوافدين للالتحاق بالجامعات الحكومية برسوم امر غير مجد فتكلفة الطالب اعلى بكثير من الرسوم التي سيدفعها· وأشار إلى ان لدى وزارة التعليم العالي خططا في مجال البحث العلمي تحت مظلة الهيئة الوطنية للبحث العلمي التي أعلن عن إنشائها مؤخرا والتي تحتاج إلى تمويل سنوي 100 مليون ابتداء من السنة المالية 2009 لضمان تحقيق أهدافها· ودعا معالي الشيخ نهيان بن مبارك الحكومات المحلية الى التعاون مع وزارة التعليم العالي في قضيــــــة الجامعات والكلية الخاصة والتــــي يصل عددهــــا إلى 35 جامعة وكلية· وقال ان نسبـــة عالية من تلك الجامعات غير مرخصــــة وغير معترف بها وليس للوزارة أي سلطـــة لإلزامها للتقدم للترخيص والاعتماد من قبل الوزارة· ودعا اولياء الامور والطلبة إلى توخي الدقة عند اختيارهم للجامعة الخاصة التي سيدرسون بها، وأكد أن الوزارة لا تعتمد الشهادات التي تقدمها الجامعات غير المرخصة·