الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصناعات الكيميائية تحد من انتشار النفايات الخطرة بابتكار منتجات أكثر ذكاء

الصناعات الكيميائية تحد من انتشار النفايات الخطرة بابتكار منتجات أكثر ذكاء
15 أكتوبر 2011 22:38
الخوض في غمار علم الكيمياء ليس طريقا مفروشا بالورود، فقد كان من المحتم أن تعترض الكيميائيين الأشواك المؤلمة والمخيفة، وما ينبغي إدراكه أن السلبيات التي أصابت العلماء والخبراء من جراء الكيماويات، ليست بفعل الكيمياء نفسها وإنما نتيجة سوء استخدامها، واختلاف الطرق التي تمارس بها من خلال البشر عن تلك التي تمارسها الطبيعة، إذ ركز تطور العمليات البيوكيميائية عبر الزمن بشكل رئيسي، على استعمال العناصر المتوافرة والقريبة التناول مثل الكربون والهيدروجين والنيتروجين والكبريت والكالسيوم والحديد، لتكوين كل شيء من البارامسيوم إلى شجرة السكويه.. ومن سمكة المهرج إلى الإنسان. (الشارقة) - يقول المهندس محمد ابراهيم المزين، خريج جامعة المنصورة والحاصل على دراسات عليا في الكيمياء التحليلية التطبيقية، إن الصناعات تقوم بجمع العناصر من كل بقعة من بقاع الأرض، وتوزيعها بطرق لا يمكن للعمليات الطبيعية أن تقوم بها، فعلى سبيل المثال الملح وهو أحد أهم العناصر المهمة لحياه الإنسان والحيوان وحتى النبات، فهو يعمل على موازنة كمية الماء بالجسم وخلاياه، وهو مهم لعملية التمثيل الغذائي في الخلية، ويمكن تخيل كيف تم استغلاله كيميائيا في البداية لخدمة الإنسان والطبيعة البشرية، ولكن على المدى البعيد ماذا حدث؟. الفضل الأكبر يكمل المزين أن الملح يستخدم في الصناعات الكيميائية حيث تستهلك أكبر كمية منه، ويستخدم بصفة رئيسية لإنتاج مواد كيميائية ومشتقات أخرى، فجزيء الملح يمكن أن يتفكك ويتحلل كهربائيا منتجا العديد من المنتجات التي تستخدم في كافة المجالات، وعلى سبيل المثال منتجات الصوديوم والكلور وغاز الهيدروجين، والتي لها استخدامات عديدة في الصناعة مثل هيدروكسيد الصوديوم، والذي يستخدم في صناعة المنظفات والورق والحرير الصناعي. والواقع -حسب محمد المزين- أن الصناعات الكيميائية تستحق أن ينسب إليها الفضل الأكبر في غالبية التحسينات الحياتية، وهناك بحوث ودراسات كثيرة لإنتاج كل ماهو صديق للبيئة، وأصبح هناك التنوع الهائل في منتجات الصناعات الكيميائية، والتي بات من المستحيل الاستغناء عنها بداية من منتجات العناية الشخصية المتعددة وأدواتها، ومنها المنظفات العامة والمعقمات كذلك الأدوات المستخدمة في معظم زوايا المنزل، مرورا بجانب الالكترونيات والأجهزة المحمولة وشرائح السليكون، ووصولا إلى المشتقات البترولية بما فيه النفط.. فهي كلها نتاج الكيمياء. تقدم المعرفة الطبية ويضيف المزين: «للكيمياء أيضا الفضل في توفير الخامات اللازمة لتصنيع الملابس والسجاد والمفروشات، وبالطبع هناك بصمة للكيمياء في صناعة مواد البناء كالأسمنت وحديد التسليح والزجاج، والأهم من ذلك فإن الصناعات الكيميائية قد ساهمت في رفع مستويات الصحة العامة مما أسهم في تقدم المعرفة الطبية، حيث تم إنتاج الأدوية الحديثة والمضادات الحيوية ومواد التعقيم، وحتى أدوات الجراحة التي لعبت دورا حيويا في تحسين العلاجات الطبية وتقليل مخاطر العدوى، وفى بعض الحالات زادت فرص الشفاء من أمراض عضال لم يكن لها علاج، كما أن مسكنات الألم قد ساعدت في خفض مستويات المعاناة وقد أصبحت المستشفيات أكثر أمنا للمرضى. ولم ترفع الصناعات الكيميائية من مستوى ونوعية الحياة فحسب، بل أنقذت بطريقة غير مباشرة ملايين الأرواح من خلال توفير الغذاء والدواء والمأوى، فكان لها تأثير هام على تطور المجتمع، كما توفر الوظائف، وتدر الثروات أيضا حيث تؤمن أرباحها الاقتصادية، الأمر الذي يدعم البحث والتنقيب فتزدهر التكنولوجيا، وتظهر التقنيات الجديدة التي تؤدى بالنهاية إلى التقدم الملحوظ والملموس في المجتمعات. مشاكل بيئية وصحية ويوضح المزين: على الرغم من سطوع هذا الوجه المشرق لهذا العلم البناء في خدمة البشرية وإعمار الكون، إلا أن استغلاله كما وكيفا بصورة سيئة، جعل بعض الصناعات الكيميائية وللأسف الشديد مسئولة عن الكثير من الدمار البيئي والتلوث الهائل، وليس أقلها الدمار الذي يصيب الأراضى التي تبني عليها المصانع، فالتخلص من المنتجات الكيمياوية الثانوية في المواقع المحدودة للتخلص من النفايات، قد نتج عنه مشاكل بيئية وصحية مقلقة للغاية. فالصناعات الكيمائية كانت ولا تزال أيضا المصدر الرئيسي لاستهلاك بعض الموارد الطبيعية، فقد تم استهلاك كميات هائلة منها، وما يخشاه البشر نفاد المواد الخام والوقود الحفــري ذوي الكميات المحدودة في ظل معدل الاســـتهلاك المتزايد والذي سيحرم الأجيال القـادمة من هذه الإمدادات. جائزة نوبل وخطوة للأمام يقول المهندس محمد ابراهيم المزين: في عام 2005 منحت جائزة نوبل في الكيمياء إلى ايف تشوفيان وروبرت جرابز وريتشارد شروك، وذلك لتطوير أسلوب الإحلال والإبدال في التركيب العضوي، وهذا يمثل خطوة كبيرة للأمام في الكيمياء صديقة البيئة، ما يحد من النفايات الخطيرة من خلال إنتاج أكثر ذكاء، ويعد أسلوب الإحلال والإبدال مثالا على أهمية تطبيق العلوم الأساسية من أجل فائدة البشر. ويقوم علماء الكيمياء الآن بالبحث عن أساليب جديدة أكثر استدامة وصداقة للبيئة، وتشمل الأمثلة إنتاج المواد البلاستيكية التي تستخدم مصادر طبيعية مثل النباتات، حيث تكون قابلة للتحلل، وكذلك إنتاج مركبات بلاستيكية خفيفة الوزن والتي تساعد على تقليل استهلاك السيارات والطائرات للوقود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©