الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زواج بالإكراه

15 أكتوبر 2011 22:36
المشكلة: تقدم شاب من أقارب زوجي لخطبة ابنتي وعمرها لم يكن يتجاوز الثامنة عشرة، ورفضته كما رفضته ابنتي، لكن زوجي سامحه الله أجبرها على الموافقة وأصم أذنيه لكل ما سمعناه وقلناه عنه، ودامت الخطبة لبضعة أشهر، ظهر فيها على حقيقته من شح وبخل، إلى جانب شخصيته الجافة الغليظة، وكلامه اللاذع وعدم لياقته في التعامل، وكثيراً ما أعربت عن رفضها له، لكن دون فائدة أمام تعنت والدها وإصراره على إتمام الزواج. وتزوجته، ومنذ اليوم الأول من زواجهما عانت معاناة شديدة ولم تفلح في تقبله كزوج، واضطرت إلى السكوت خشية الفضيحة، وحاولت التعايش معه على مضض، إلى أن حملت منه ومرضت وتقاعس في رعايتها والإنفاق عليها، وتركت له بيت الزوجية وجاءت إلينا تشكو بخله، وأتمت علاجها دون أن ينفق عليها فلساً واحداً، وعاد والدها ومارس ضغوطه ورجعت إليه، لتخدم أمه وأخواته والقيام بجميع الأعمال المنزلية، وأمه وشقيقاته جالسات دون اهتمام أو اكتراث، وعندما شعرت أنها تعاني الظلم الكبير والتعب وهي حامل، رفضت خدمتهن، فحاول زوجها أن يجبرها على ذلك لكنها لم تقبل، فضربها وأهانها وطردها من البيت. المهم أن زوجها يفعل ذلك لأنه عاطل عن العمل، ويعتمد على أهله، ورغم أن أصحاب العمل يأتون إليه يومياً ليتابع أعمال الأسرة، إلا أنه لا يهتم ويرفض أو يتلكأ، ويحب أن يبقى بالبيت كالطفل المدلل، وامرأته تخدم أهله، وفي كل أسبوع يزورها والد زوجها ويعطيها نقوداً لتصرف على نفسها بحجة أن كل زوج في بداية حياته يعاني من المصاعب المادية ويعطيها ما قدر الله عليه. هذا إلى جانب شكواها المريرة في علاقتها الخاصة معه، ومعاناتها في مجاراته، وعدم استطاعتها تقبله نهائياً، إلى جانب تشدقه الدائم بتعدد علاقاته خارج حدود بيت الزوجية، وتفاخره بقصصه المخجلة مع الساقطات، فلم تطيقه وتركت بيت الزوجية وعادت إلينا منذ ثلاثة أشهر، ولم يتحرك هو ولا أهله لإعادتها، وعرفنا أنه ينتظر إلى أن تلد عندنا حتى لا يكلف نفسه أية تكاليف مالية، وبالفعل أنجبت بنتاً، ومن ثم اعترف والدها متأخراً بخطئه وظلمه لها، ومدى الذنب الذي ارتكبه بحقها، ووكل أحد المحامين لرفع قضية خلع ونفقة على زوجها، لكن المحامي قال إن المشكلة أن الزوج عاطل عن العمل، ولن تستفيد منه شيئاً، ونحن حائرون أمام هذا الوضع، وعاجزون عن التصرف، فكيف تنصحنا، وكيف نضمن حقوقها وحقوق طفلتها؟ أم هند النصيحة لا أعرف حقيقة من أين أبدأ! هل ألوم الأب؟ أم ألوم ابنتك على هذا الصبر؟ فإذا كان والدها أجبرها على الزواج من هذا الشخص لكونه من أقاربه، فأظنه كان يعلم بخله وشحه، وربما أراد لها الستر وظن أنها ستتعايش معه. إن الندم الآن لا يفيد ولا يجدي نفعاً، ومن الواضح ألا فائدة من هذا الزوج، فهو لا يعمل «طواعية»، ولا يحب ذلك، ويعيش فقط ليأكل ويشرب ويعربد ويتفاخر بالمعاصي، وأظن أن ما يفعله أسبوعياً لا يقم بيتاً ولا أسرة، ولا يعيل أطفالاً، فالزوج غائب وغير مسؤول، هذا إن ابتلعت ابنتك «كيلو جرام من الملح» وتقبلته على «قرفه» وسخافاته وممارساته. نحن لا نملك إلا أن ندعو له بالهداية. لذا لا مفر من وضع الأمور في نصابها، وعليكم بالاستعانة بأهل الخير من الأقارب والحكماء للتوسط ومحاولة التوصل إلى حل مقبول، وأظن أن للمحاكم الأسرية تقديرها للظرف وللحالة التي تمر بها ابنتك دون شك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©