الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بحثاً عـن دماء الشباب!

بحثاً عـن دماء الشباب!
8 أكتوبر 2015 01:16
وافق مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، على قرار منح العضوية لأربعين من الكتاب الإماراتيين والعرب المقيمين في الإمارات. وقد لفت هذا العدد الكبير نظر الكثيرين، خصوصاً أن قبول عضوية هذا العدد قد تم بناء على قرار من لجنة العضوية التي تعتمد معايير دقيقة لا تسمح بمرور غير الطاقات الحقيقية. وسط هذا المناخ الجديد الذي قد يحمل نوعاً ما من التفاؤل، يبدو السؤال ملحاً حول مردود هذا القرار، وهل من شأنه أن يساهم في فعالية الاتحاد، وهل كل الذين جرى تنسيبهم إلى الاتحاد ينطبق عليهم وصف الدماء الجديدة التي تضخ في شرايينه؟ وهل تمت خلال عملية التنسيب مراعاة شروط العضوية التي وضعها أصلاً الاتحاد، أم جرى استسهال في هذا الأمر؟ وهل ستستطيع هذه الكتلة الأدبية الجديدة، أن تأخذ على عاتقها مهمة التغيير لجعل الاتحاد نافذة حقيقية معبرة عن كتَّابه، تحفظ حقوقهم الإبداعية وتجنبهم حاجات وعثرات الحياة؟ وهل سيتمكن الأعضاء من وضع أو تحديد سياسة مرنة ومحددة، لتفعيل موارد الاتحاد لينهض بدوره المنشود؟ في هذا الاستطلاع يفتح «الاتحاد الثقافي»، ملف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ليلقي الضوء على واقعه وقضاياه ودوره وفعاليته في الحياة الثقافية. وهنا إجابات أعضاء الاتحاد «القدامى»، حول هذا الموضوع: معايير صارمة يؤكّد الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أنه وفي حين تمّ قبول 40 عضواً جديداً من بينهم أعضاء عاملين من المواطنين الإماراتيين، وأعضاء منتسبين من الأخوة العرب. فإن رفض طلبات القبول والانتسابات لـ 6 كُتّاب هو إشارة على وجود معايير صارمة نتبعها. وثمة شروط فنية صارمة يتم تطبيقها على معايير العضوية، فالشعر يجب أن يكون شعراً والقصة يجب أن تكون قصة والنقد يجب أن يكون نقداً. فضلاً عن أن المجال مفتوحاً أمام جميع الكتابات من أدب لسياسة لفلسفة وعلوم اجتماع وغيرها. ويضيف الصايغ: «أما بما يخص استراتيجيتنا في قبول العضوية، فتوجد كمرحلة أولى، لجنة قراءة متخصصة من مهامها تحكيم الكتابات المُقدّمة. وفي المرحلة الثانية، يجب المرور على لجنة العضوية، ثم على مجلس الإدارة في المرحلة الثالثة والأخيرة. مع العلم أننا نعاين الموضوعات في اتفاقها مع الشكل الفني ومع تقاطعاتها المحلية والعربية والعالمية. وجميع الذين قُبلوا بإمكانهم الاطلاع على التقارير المؤرشفة في سجلات الاتحاد، ليعرفوا سبب القبول. وهو ما ينطبق على من رُفضوا. ونحن في قبولنا لكاتب ما، ورفضنا لآخر، نسجّل موقفاً نقدياً يدعو إلى التجويد في الكتابة والتأليف». ويتابع الصايغ: «لا بد من الإشارة إلى أننا نهتم بفئة الشباب، وبالتالي فإن معاييرنا في قبولهم تختلف عن معايير قبول من هم أكبر سناً. ونذكر أنه عند تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في منتصف الثمانينات، كان متوسط أعمارنا 24 عاماً، إذ قدّمنا أفضل كتاباتنا في تلك الفترة. الأمر الذي جعلنا نتخذ قراراً جريئاً بقبول شاب عمره 19 عاماً، تجاوزنا شرط أن يكون لديه كتابان بالنظر إلى مؤلفه الأول وما لديه من نتاجات ثقافية وإبداعية في الصحف ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى رغبته وحماسه بالعمل والتطور. ومنه نؤكد سعينا نحو انتقال التجارب بين الأجيال وتفعيلها بالصورة المثالية». كما يشير الصايغ إلى أن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مفتوح أمام أعضائه وغير أعضائه. وبإمكان الجميع التفاعل وسط المناخ الثقافي والإبداعي الموجود، والمشاركة ضمن الأنشطة والفعاليات من ورش عمل وندوات وجلسات نقاش. كما أن الاتحاد من شأنه طباعة الكتب ونشر النتاجات الثقافية والإبداعية للمنتسبين إليه. وعند هذه النقاط، لا يتم التمييز بين العضو العامل وبين العضو المنتسب، إلا في فرق واحد حدده مرسوم الجمعيات النفعية، وينصّ على أن حق الترشح لمجلس لمناصب مجلس الإدارة ينحسر بين الأعضاء الإماراتيين. ويأتي اللقاء التعريفي في القريب العاجل، ليحتفي بالأعضاء الجدد ويفعّل تواجدهم وحضورهم بين الأعضاء القدامى. والجميع سيحضر من أعضاء مجلس إدارة وهيئات إدارية وغيرهم. وسنعمل جاهدين، ليس فقط لمواجهة الإرهاب، إنما لنكون جزءاً من التنمية الثقافية الشاملة. تصورات نمطية من جهتها دافعت الشاعرة الهنوف محمد، عن الدور الذي يقوم به اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وقالت إن هناك تصورات نمطية ومسبقة لدى البعض تسعى إلى تعميم صورة سلبية حول فعالية المؤسسة الثقافية والإبداعية التي عملت طيلة الوقت على تعزيز موقع الكاتب الإماراتي وإبرازه والاحتفاء بنتاجه في سائر حقول الكتابة. وذكرت الهنوف، التي تشغل الآن موقع المسؤول الثقافي بالاتحاد، أن اغلب المنتقدين لدور الاتحاد لا يحضرون مناشطه، مشيرة إلى أنهم ينقسمون إلى فئتين، الأولى مكتفية بانطباعاتها عن فترات سابقة في تاريخ الاتحاد كان النشاط خلالها أقلّ والإمكانات أكثر محدودية، والثانية لا تقبل من حيث المبدأ بوجود مؤسسة للمبدعين. وعن الخدمات التي يقدمها الاتحاد لأعضائه تقول: فكرنا في ذلك قبل أربع سنوات تقريباً، وعمل الاتحاد على إنشاء صندوق للتكافل وأوكل رئاسته للكاتب إبراهيم الهاشمي، بهدف تلبية تلك الاحتياجات وسواها، ولكن الاستجابة من قبل المؤسسات الراعية أو الشريكة كانت ضعيفة جداً ولم تساعد في نجاح التجربة، زيادة على أن التفكير بموضوع الصندوق قد تزامن مع «الأزمة الاقتصادية» التي تأثر بها المجال الثقافي تأثراً واضحاً، مثله مثل بقية المجالات. طبعاً، يمكن إعادة التفكير في الأمر، أراها فكرة ممتازة، وأتمنى أن تجد القبول لدى الرعاة والمؤسسات الداعمة. وتضيف: بشكل عام، يمكنني القول إن الاتحاد في حاجة إلى تمويل أكثر حتى يتمكن من إحداث أنشطة دائمة ومتصلة وأكثر تنوعاً وتوزعاً على المناطق. أتلقى شكاوى من البعض حول ضآلة المخصصات المالية الممنوحة للمشاركين في أنشطة الاتحاد وهذا أمر صحيح، وقد يقلل في حجم الإقبال على المشاركة والتفاعل ولكن ما باليد حيلة، وعلينا الإيمان بدور الاتحاد ودعمه وتطويره بدلاً من الاكتفاء بنقده والتقليل مما يقدمه. طفرة غير مسبوقة ويرى الكاتب الإماراتي إبراهيم مبارك، أنه من المفترض أن تمر طلبات المتقدمين لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، على لجنة العضوية المؤلفة بالضرورة من أعضاء مؤهلين يتمتعون بالقدرة على التحكيم وبالمصداقية. وترك المجال أمامهم واسعاً لمعاينة نماذج أعمال كل متقدم على حده. فضلاً عن عامل آخر تنبغي معاينته من قبلهم، يصبّ في إذا ما كان الشخص المتقدّم مفيد لعمل الاتحاد واستمراريته أم لا، بالنظر إلى مؤهلاته وسيرته الذاتية، وتفاعله مع الحراك الثقافي في المجتمع. وما إن يطرح كل عضو في هذه اللجنة رأيه بصورة منفصلة عن العضو الآخر، يُتخذ قرار الموافقة أو الرفض بناء على إجماع الآراء. فإذا كان العدد الأكبر موافق، يتم قبول المنتسب ليصبح عضواً بالاتحاد، والعكس صحيح. وقال: إن قبول 40 شخصاً ليكونوا أعضاء فاعلين في الاتحاد، بين أعضاء عاملين وأعضاء منتسبين، هو طفرة لم تحدث من قبل في تاريخ هذه المؤسسة. وقد تكون طفرة إيجابية إن كانوا قد خضعوا فعلاً لمعايير الانتساب الموضوعية. خطوة مفاجئة وصف العضو المؤسس لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات الكاتب نجيب الشامسي، الخطوة بقبول نحو 40 عضواً جديداً دفعة واحدة بالمفاجئة، متسائلاً: هل تم مراجعة وتدقيق إمكانيات هؤلاء بما يخدم المشهد الثقافي؟ وأوضح الشامسي أن ذلك يؤشر لخلل ما، في ضوء ما عاناه عدد كبير من المبدعين القدامى الذين طال انتظارهم للانضمام لهذا الصرح الثقافي العظيم، وعلينا الآن البحث عن هذه الأسماء وضم أصحابها كأعضاء عاملين في الاتحاد. وقال الشامسي: هناك من لا يجد حماسة في الانضمام للاتحاد، وهناك من يتساءل ما هي المميزات التي يمكن الحصول عليها لو أصبحت عضواً في هذه المؤسسة، وفي ظل ما نعرفه عن الإمكانات المادية الجيدة للاتحاد، علينا إعادة النظر في التكوين ومنهجية العمل والنظر في تغيير استراتيجية دعم الأعضاء بصورة أكبر بما فيهم القدامى، لا بد أن نلمس الفرق، وفي الختام لا نشك في قبول بعض الأعضاء الجدد ممن لهم إنجازات معروفة، وننحاز لهم، ولكن من حقنا البحث في هذه المسألة المهمة وعن نتائجها في دعم المشهد الثقافي.? ..ومتسرعة واعتبر الكاتب صالح كرامة العامري، عضو الاتحاد، الخطوة بأنها متسرعة بعض الشيء، إلا في حالة واحدة أن يكون كل هؤلاء من أصحاب المنجزات الأدبية والفكرية المطبوعة النوعية، وقال: أخشى أن في انضمام هذا العدد الضخم لمؤسسة رصينة مثل اتحاد الكتاب، ما سيغير من تركيبته، ورصانته التي بناها المؤسسون والرعيل الأول من المبدعين. وأضاف: لا نعترض مطلقا على إدارة الاتحاد، ولكننا نتحدث بصوت مرتفع: لماذا لم يتم قبول 5 أعضاء كل فترة تحت مظلة التقنين والخضوع لعملية تمحيص ثقافية، ففي تقديري أنه ما زال مبكراً قبول بعض الأسماء التي لا تملك منجزات نوعية، أو حضور فاعل على الساحة الثقافية، أو تمتلك مشروعاً ثقافياً يمكن تطويره والارتقاء به لخدمة المشهد الثقافي، وعلينا أن نفكر في المستقبل، فالإبداع له قواعده.? ? ولكنها صائبة.. ورأت الدكتورة فاطمة الصايغ، أستاذ بقسم التاريخ والآثار بجامعة الإمارات، عضو الاتحاد، أن الخطوة صائبة، حتى ولو كان منجز المنضمين الجدد للاتحاد بسيط، في حالة تطبيق كافة اللوائح وقوانين القبول عليهم، وقالت: إنها خطوة إيجابية، وبخاصة إذا كان من بين هؤلاء طلاباً لهم منجز ثقافي بديع، وهذه المبادرة بإدخالهم مؤسسة كبيرة مثل الاتحاد سيحفزهم ويمنحهم المزيد من الفرص للإبداع. وبيّنت الصايغ أن قبول 40 عضواً ورفض مجموعة أخرى، يعني أنه كان لدى لجنة الاختيار فهم وتطبيق صريح للوائح الاتحاد، فنحن في المجتمع المدني نعاني من قلة الأعضاء المبدعين، وأن هذه الخطوة ستضيف إلى الحراك الثقافي دماء جديدة وأقلاماً يجب علينا رعايتها ومدها بالخبرات والمهارات اللازمة والتوجيه الصحيح، حتى تدفع بعجلة التطور الثقافي الذي ينبغي أن يقوم على أجيال مختلفة.? استراتيجية ثقافية ?وأكد الكاتب والمخرج الدكتور حبيب غلوم مدير الثقافة بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن ما يقوم به الاتحاد هو من صميم ما تقوم به الجمعيات ذات النفع العام، وتهدف في المجمل العام إلى جمع أكبر عدد من المنتسبين، لغايات خدمة المجتمع ووضع استراتيجية ثقافية من خلالهم للارتقاء بالمشهد الثقافي بمختلف مستوياته، ودفع عجلته للأمام. ونوّه غلوم إلى أهمية ضم المبدعين من المقيمين في الدولة، وقال: من المهم تواجدهم في الاتحاد، والمشاركة في عملية دفع عجلة التنمية الثقافية، في ضوء ما نلمسه من انصراف الكثيرين عن المجال الثقافي. وأوضح أن هناك ضرورة دائمة للبحث عن أعضاء جدد وتشجيعهم للانضمام إلى الاتحاد أو الجمعيات ذات الصلة، ضمن شروط تحفظ قيمة ورسالة وأهداف الثقافة، بعيدا عن المجاملات.? ? أجواء انفتاح ويقول د. منصور جاسم الشامسي أمين سِر اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات أن مجلس إدارة الاتحاد، وعبر قبوله عددا كبيرا من الكُتّاب والأدباء المتقدمين لعضويته، مؤخراً، من الإماراتيين والعرب، إِنما يركز على دعم المثقف والمبدع العربي؛ والمثقف والمبدع الإماراتي، في النهاية عربي، كما يعمل مجلس الإدارة عبر توسيع نطاق العضوية، على خلق أجواء انفتاح ترتقي من خلالها الأعمال الأدبية وترى النور ويتفاعل معها قطاع المثقفين، فهذا حراك ثقافي عربي يطمح لتحقيقه الاتحاد، فهناك العديد من المواهب الإماراتية والعربية من حقها علينا أن تمضي سفائن إبداعاتها بصورة طبيعية ضمن هذه الحاضنة الثقافية الأدبية العريقة؛ اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وتمارس دورها الأدبي والثقافي فيه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم دعمها الكبير والمستمر للاتحاد إيماناً منها بدوره الثقافي والأدبي في الحياة العامة، ولهذا فإن دور المثقفين استثمار كافة الفرص المتاحة الداعمة للإبداع والمبدعين. وأضاف الشامسي من ناحيتي، كأمين سِر الاتحاد، فإني أرى أن اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، حاضنة الإبداع الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة، والأقدم، ونحن في مرحلة تاريخية مهمة نعيشها حيث الإبداعات العالمية في مجالات الشعر والقصة والرواية تتصاعد وتتطور وتكبر وتنمو، وهذا يتطلب منا المواكبة، ولا أقول المنافسة الضارة، بل المنافسة الإيجابية في الأبداع، والتعاون مع هذه الأبعاد العالمية في الإبداع، والتفاعل معها من خلال العطاء الإبداعي العربي، وتطويره، وانتشاره، ونحن هنا بحاجة كذلك إلى عملية تسويق متقدمة للإبداع الأدبي العربي، حتى يتفاعل بصوره أكبر مع العالم الخارجي. من خلال توسيع العضوية نريد أن نخلق مناخات فرح جميل في الفضاء الثقافي والأدبي الإماراتي. ‏ تساهل بالعضوية أما الكاتبة والروائية فتحية النمر عضو الاتحاد، فتقول: لا أعرف من شروط العضوية في الاتحاد غير واحد، أن يكون للعضو إصدارات لا تقل عن ثلاثة، ولكن هذا ليس شرطا صارما، لأن هناك أعضاء ليس لديهم غير إصدار واحد، وقد تم القبول بهم من باب التشجيع أو المجاملة، سابقا كانت العضوية تتأخر كثيرا، وكان فيها الكثير من المماطلة غير المبررة، والآن صار فيها تساهل، وربما هو الآخر غير مبرر. وتضيف: أن يكون للعضو إصدارات متعددة أعتقد أنه شرط مهم، ولا بد منه، لأننا في دولة الإمارات، وفي المشهد الثقافي عندنا ظاهرة الإصدار اليتيم أو الوحيد، وهذا الإصدار ليس دليلاً كافياً على جدية الكاتب، ولا عنواناً على أنه مبدع حقيقي، ربما كتب في حالة شعورية معينة، تحت الضغط النفسي مثلاً، وربما كتب بدافع التقليد، وربما كتب بدافع الغيرة أو لاعتقاده بأن الكتابة عملية سهلة ومتاحة لكل من أراد. النتيجة أنه لم يرفد الميدان إلا بتجربة وحيدة، وقد يظل زمناً طويلاً لا يكتب، وربما لن يكتب أبداً، هنا نحن لا نستفيد من انضمامه، ولن يفيد الميدان منه شيئاً قليلاً أو كثيراً، خاصة أن الكتاب الأول في رأيي هو الخطوة الأولى، وفي غالب الأحيان تكون خطوة غير واضحة المعالم أو يعتريها النقصان والقصور. ثانياً: برأيي أن هناك شروطاً أخرى يجب أن تؤخذ في الاعتبار، أهمها الحضور، والحضور الفاعل. كثير وكثير جداً من الفعاليات تجري وتنفذ والأعضاء يتم توجيه الدعوة إليهم لكننا لا نراهم. إلى درجة أننا نتساءل عن السبب، حتى وإن كانوا مرتبطين بأعمال ووظائف، لكن الكثير من الأنشطة مسائية، بمعنى أن العذر ليس مقبولاً. وذكرت النمر: لكن هذا لا يعني أن الاتحاد كجهة ليس مسؤولاً عن التقصير والخلل، مسؤول لأنه وإن كان يعلن عن أنشطته، لكنه يحصرها على وجوه بعينها، وإن كانت قد أثبتت جدارتها، لكن عليهم ألا يغفلوا بأن هناك وجوه أخرى هي منتسبة للاتحاد، ومن حقهم أن تعطى الفرصة لإثبات نفسها. دور مفقود أما الكاتب عبدالفتاح صبري عضو الاتحاد فيقول: بخصوص ما يجب على الاتحاد فعله للأعضاء، أولا الاتحاد جمعية لرعاية الأعضاء على الصعيد المهني والاجتماعي وهو دور مفقود هنا ليس للاتحاد ولكن لمعظم جمعيات النفع العام التي تنشغل بقضايا عامة وغير مهنية. الأساس في هذه الروابط هو البعد الاجتماعي والمهني للنهوض بالعضو والرفع من شأنه والوقوف معه حتى على الصعد غير المتصلة مباشرة بالإبداع والكتابة. ولاشك أن الاتحاد كان له الدور الأعظم بالتعريف بالأدب الإماراتي داخل وخارج الوطن ولكن هذا الدور تقلص بسبب نهوض مؤسسات كثيرة أهلية ورسمية على مدار العقد الأخير مما يستوجب إعادة رسم أهداف الاتحاد بما يتسق وأهدافه ولائحته. وأشار صبري إلى أن توسيع العضوية شيء مهم وضروري لأنه يثري البناء ويوسع الدائرة، وأضاف: أتمنى أن تتسع لتشمل كل العاملين في حقل الكتابة لأنه اسمه اتحاد كتّاب وأدباء وليس قاصراً على المبدعين شعراء وكتاب سرد فقط، يجب الانتباه للقاعدة الأكبر للكتاب وطبقاً لمسماه، لكن يجب أن تكون هناك معايير الكفاءة الابداعية والجودة وان تطبق اللائحة. لأن من الملاحظ أن البعض مما أدخل حديثاً ربما لا يملك إصدارات وفق الكم والنوع. وحسب اللائحة الاتحاد كبير وله سمعة كبيرة داخل الوطن وخارجه كمؤسسة راعية للأديب والإبداع أتمنى أن تظل النظرة مرتبطة بالارتقاء دوماً بالاتحاد الذي ترسخ في السنوات الأخيرة أكثر كمؤسسة مهمة في الحراك الثقافي الوطني. أينالضوابط؟ وأما الناقد الدكتور صالح هويدي عضو الاتحاد فيقول: لا يمكنني أنا ولا أي أحد معرفة ما إذا كانت شروط العضوية قد طبقت على جميع من قبل من الأعضاء الجدد. لأن ذلك أمر يتصل بآليات عمل داخلي. وعلى الرغم من أن معايير القبول معروفة ومحددة لكنها يمكن أن تكون طيعة أو صلبة تبعاً لطبيعة اللجان ورؤسائها. لكن الملحوظة التي تلفت النظر هو العدد الكبير للمقبولين هذه المرة ودلالته. وأحسب أنها المرة الأولى التي يقبل فيها هذا العدد. كما أني أرى بوصفي عضو لجنة القبول في سنين ماضية أنه ليس من مصلحة الاتحاد التساهل في الضوابط أو التشدد المبالغ فيه. فإن من شأن ذلك أن يشكل عبئاً على الشأن الثقافي عامة وحركة الاتحاد خاصة. أما على صعيد الخدمات التي يقدمها الاتحاد فلم أعد أذكر منها شيئاً على الرغم من طرحها في انتخابات الاتحاد. حتى النشر للأدباء يحدث أن يقنن أحياناً تبعاً لدواع عدة. «ولادة» إبداعية وأشاد الأديب إبراهيم الهاشمي بانضمام كوكبة من الكتاب الجدد لعضوية اتحاد وكتاب وأدباء الإمارات، وقال إن انضمام 40 عضواً جديداً يؤكد أن الإمارات «ولادة» للإبداع الأدبي وتحمل مستقبلاً مبشراً بالخير في ظل وجود مجموعة من الكتاب الإماراتيين الشباب والذين انطبقت عليهم شروط العضوية إلى جانب نظرائهم من الكتاب العرب المقيمين بالدولة، وهو ما يعكس مدى التمازج والتناغم الثقافي في المجتمع الإماراتي والذي سيهم ولا شك بإثراء الحركة الأديبة وتفردها، وتمنى الهاشمي أن يتمتع الأعضاء الجدد بالحيوية والحضور الفاعل على صعيد أجندة وأنشطة الاتحاد في المرحلة المقبلة، ليحدث وجودهم نقلة نوعية كماً وكيفا في مسيرة الاتحاد والذي يعد أحد أهم المؤسسات الثقافية العريقة بالدولة. ونوه الهاشمي إلى أن هناك لجنة مختصة على صعيد الاتحاد تسمى لجنة العضوية تعنى بدراسة الشروط والمعايير في الأعضاء المتقدين،حيث تستقبل الطلبات من جميع إمارات الدولة وتقوم بفرزها ودراستها وأخذ القرار المناسب. كيان مؤثر وتؤكد الكاتبة باسمة يونس أن هذه الخطوة تعد مؤشرا على صحة المناخ الثقافي في الدولة، وتعكس التنوع الذي يعيشه المجتمع الإماراتي في ظل وجود مقيمين من مختلف الجنسيات، وتأتي لتعزز الحراك الثقافي القائم على الساحة وتثري المنتج الثقافي بتمازج وتناغم يدعم المسار الثقافي في خطوات جديدة نحو مزيد من التقدم والنجاح. وتقول الكاتبة يونس أن الاتحاد بات اليوم كيان ثقافي مؤثر ومهم على صعيد المؤسسات الثقافية بالدولة، ويعتبر المظلة التي يستفيء في ظلالها الكتاب والمثقفون، كما يشكل مرجعا مهما لأي ناشط أو باحث في الحياة الثقافية سواء من خارج الدولة أو داخلها، كما أن المؤسسات الرسمية في الدولة توليه أهمية كبيرة وتؤكد على حضوره في أجنداتها وفعالياتها الأديبة والثقافية، وتتابع لتقول إنها وعلى مدار سنوات عضويتها بالاتحاد ساهم في دعم مسيرتها الأديبة فكان الطابع والناشر لأربعة مجموعات قصصية وروايتين، هذا في جانب الطباعة والنشر للإصدارات الكاتب والتي لابد أن تنطبق عليها الشروط الفنية. شروط تعجيزية ويقول عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات القاص والكاتب المسرحي محسن سليمان أنه كان ضمن المشاركين في لجنة اختيار الأسماء الجديدة المرشحة للمشاركة في عضوية الاتحاد، حيث ساهم هذا الاجتماع في إيجاد حلول لإشكالات وشروط عديدة وصعبة كانت تشكل عائقا في السابق أمام انضمام الشريحة الأكبر من الكتاب والأدباء الإماراتيين والعرب إلى أسرة الاتحاد، وبالتالي كما أضاف سليمان، تم تجاوز الكثير من العقبات البيروقراطية لاحتضان الكتاب الشباب والمخضرمين على السواء، الذين يحمل بعضهم درجات ماجستير ودكتوراه ولم تتح لهم فرصة للانضمام بسبب تلك الشروط التعجيزية، كما وصفها. وأضاف سليمان أن وصول العدد الإجمالي للأعضاء الجدد إلى ما يقارب الأربعين عضوا تقريبا، نصفهم من الإماراتيين هو رقم مفرح ومبهج، ليس من ناحية الكم فقط ولكن من ناحية الإضافة النوعية للأفكار والإبداعات وحتى الحلول الإدارية والتنظيمية التي يمكن أن يطرحها هؤلاء الأعضاء الجدد، من أجل إثراء الساحة الأدبية وخلق مساحات أكبر للتنافس والجودة والإتقان وتنوع الأدوات والأطروحات الجمالية والنقدية في الساحة الثقافية المحلية. وفي سؤال حول تأثير التفاوت في المستوى الإبداعي بين الأعضاء الجدد، ما قد يصنع فراغات واسعة بين طموح الاتحاد وواقع الإبداع، أوضح سليمان أن هذا التفاوت لا يمكن تجاوزه بالمطلق وليس الهدف الآني من انضمام هذا العدد الكبير هو الفرز والتمييز، بقدر ما هو معني بردم الهوة الافتراضية بين النخبة المكررة والمكرسة من الأسماء الإبداعية وبين الأسماء الشابة والجديدة وحتى المنسية منها، والتي تحتاج للالتفات والاحتضان والدعم حتى تفرض حضورها وتطور أدواتها وتؤكد تفاعلها مع الساحة من خلال الفعاليات الثقافية التي ينظمها اتحاد الكتاب محليا وخارجيا. ونوّه سليمان إلى أن لجنة الاختيار وافقت على انضمام أحد الشعراء الإماراتيين والذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره من خلال مخطوطة شعرية قدمها، وارتأت اللجنة أنه يمتلك الموهبة التي تؤهله لعضوية الاتحاد، وقال إن هذا المثال يجسد رغبة الاتحاد في تشجيع كل من لديه مشروع إبداعي واعد ومبشر بعيدا عن الشروط السابقة التي كانت تعزل المبدعين عن المشاركة والتواجد تحت مظلة الاتحاد، مضيفا أن هناك أسماء مهمة في الساحة مثل الشاعر عبدالله الهدية والشاعر كريم العراقي وغيرهم، باتوا ضمن الأعضاء الجدد في الاتحاد. وعزا سليمان هذا القصور إلى انقطاع قنوات التواصل معهم في السابق، مشيرا إلى أن المرونة واتخاذ بعض الإجراءات البسيطة وتطوير آليات التواصل مع أهل الكتابة والأدب قادرة على اجتراح خطوات كبيرة لخدمة الثقافة والمثقفين في المكان. جمود فكري ويقول الكاتب الإماراتي حارب الظاهري: «ثمة معوقات في إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، يأتي في مقدمتها عدم دراسة العضوية الجديدة في هذا الصرح الثقافي الذي من المفترض أن تعمل اللجان المتخصصة على البحث في الأسباب والأولويات. كذلك من المفترض تطوير هذه اللجان بما يتناسب مع مكانة الاتحاد. لكن في ظل وجود مجلس الإدارة الحالي، أنا شخصياً لا أعوّل على تطوير أي من آليات العمل الإداري، سواء كانت آلية العضوية أو أي من اللجان الأخرى. لذلك نأمل من بعض الأعضاء، سواء داخل المجلس أو خارجه أن يبحثوا إشكالية العضوية الجديدة بعيداً عن العواطف والتسلّط أو الجمود الفكري المختزل في الشللية وما غيرها. الشباب أولاً وتقول القاصة لولوة المنصوري عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـ رأس الخيمة: في السنة الأخيرة بدا ملاحظاً جداً تلك النسبة العالية لعنصر الشباب والذين تم منحهم عضوية اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وذلك يدل على ثقة مجلس الإدارة الجديد بوعي الشباب ونشاطهم الثقافي الحماسي الذي من شأنه أن يحرك الثقافة ويقودها نحو أوج نشاطها وازدهارها. وأظن أن من حق الشباب أن يأخذ فرصته في كل فروع الاتحاد بالدولة، وأن يطرح رأيه في اجتماعاتها، وتتم مشاركته في صنع القرار وتحديد البرامج وأنشطة الاتحاد، ويقترح الأفكار المجددة. وفي المقابل لا يكفي فقط أن يصغي رؤساء فروع اتحاد كتاب الإمارات ومجلس الإدارة إلى المقترح الجديد ويقدم الوعود بتحويله إلى واقع مضيء، وبعدها تمر الأيام والواقع كما هو دون جديد ودونما إنجاز، يكتشف الشاب مدى إحباطه في ظل هذا الواقع الجامد المهمّش الذي انزوت في ظله كل أفكاره الحماسية، فيقرر الكاتب الشاب العودة إلى الظل والاكتفاء بالجهد الفردي. وتضيف: عندما نقبل عضوية كاتب شاب فعلينا أيضاً أن نحول فكرة الإيمان به وبقدراته إلى فعل ثقافي ولا نكتفي بالوعد الثقافي، لا بد من حوار ونقاش وتحديد رؤى مستقبلية نابعة من الفكرة المقترحة، والإيمان والقناعة الداخلية بأهمية المقترح ومدى إمكانية تطبيقه على أرض الواقع. صورة فوقية وتعتبر الشاعرة والكاتبة أمل إسماعيل عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـ رأس الخيمة، إن توسيع عضوية الاتحاد خطوة جريئة تحتاج إلى جهد ومتابعة وتشجيع لنشاط الأعضاء الجدد الذين تطغى عليهم فئة الشباب، وإلا فسوف يتحول الأعضاء إلى مجرد لوحات حائطية ملونة إلى جانب لوحات الأعضاء القدامى بالأبيض والأسود! أما بخصوص الخدمات التي يقدمها الاتحاد، فالصورة التي تظهر بها خدمات الاتحاد على الساحة المجتمعية باهتة وتبدو للفرد العادي»شللية«خاصة في الأمسيات الأدبية بأنواعها، وهو ما يجعل من صورة عضو الاتحاد»المخضرم» فوقية. الأعضاء الجدد جاؤوا حاملين معهم طابعهم الاجتماعي الحر والأقل تعقيدا وعلى الاتحاد أن يستفيد من ذلك ويعزز اندماجه بالمجتمع أكثر عن طريقهم. منصة إبداع وترى الشاعرة كلثم عبدالله عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـ دبي أن توسيع عضوية الاتحاد خطوة إيجابية وضرورية وذلك لتمكين أعضائه من أدواتهم، وتوفير المنصة لإبداعاتهم، وتفعيل مواهبهم عبر توجيه الدعوة اليهم إذا كان لهم تأثير فاعل في المجتمع الثقافي. وتعتبر أن إتاحة الفرصة لمختلف الجنسيات التي تثابر على المشاركة الدائمة والتواصل المثمر مع نشاطات الاتحاد أمر جيد لتوسيع رقعة النشاط والتفاعل والتبادل المعرفي. وحول الخدمات التي يقدمها الاتحاد لأعضائه قالت الشاعرة كلثم: بصراحة من خلال متابعتي لنشاط الاتحاد أجد أن كثيراً ما يبادر الاتحاد لإصدار كتب متنوعة من قصص وروايات دواوين شعرية، ولم يفرق بين مواطن ووافد وهذا يحسب له بكل تأكيد. ولكننا نطمح إلى المزيد من الخدمات والنشاطات من خلال تكثيف المشاركات الأدبية والثقافية داخل وخارج الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©