الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفريق التاسع - ناصر العنزي

30 يناير 2007 01:02
قُضي الأمر.. سئل أحد الفلاسفة عن الجمال في الأشياء فأجاب: أحب من الطبيعة الجبال لأنها ترفع الأبصار والأفكار، ومن الطيور النسر لأنه يحاول أن ينقر النجوم، ومن الدموع دمعة العذراء لأنها صافية، ودمعة البطل لأنها عزيزة، ولو سألنا الجمهور الإماراتي من هو الذي تنطبق عليه كل هذه الصفات الفيلسوفية لأجابوا بصوت واحد إسماعيل المطر الذي انهمر كالسيل في ملعب محمد بن زايد أمس الأول وأنعش الحياة في العاصمة أبوظبي وبقية الإمارات، فهذا الفتى اليافع صاحب البشرة السمراء كأنه قادم إلينا من بلاد السحرة البرازيلية، فالكرة تحت قدميه كالجمرة إن قذفها صوب المرمى أشعلت بداخلها الحريق، وإن مررها الى زميله فكأنها خيط من حرير فقد أخذ من الجبال شموخها وثباتها ومن النسور سموها في الطيران ونقرها الدائم للنجوم، ثم ذرف دموع الأبطال بعدما اطمأن على فوز فريقه وردت عليه الجماهير دمعتك غالية يا اسماعيل · كأنه حلم قصير جداً بعد وجبة عشاء خفيفة، فالمواجهة الملتهبة كانت في طريقها الى وقتين إضافيين، وكل المؤشرات تشير الى أن ركلات الترجيح ستحسم المباراة بين الأبيض الإماراتي و الأخضر السعودي، لكن مثل هذه المعارك الكروية تحتاج الى فارس ينهي المسألة بضربة سيف أو طعنة خنجر، فجاءهم اسماعيل مطر كالريح العاتية ولم يخرج إليه أحد للمبارزة، واقتحم الصفوف وسدد بيمناه زاحفة مرت من بين سيقان اللاعبين وعلى يمين الحارس، وكأنها كرة منجنيق وليست كرة جلد منفوخة بالهواء، والتفت الى الحكم الخبير سعد كميل وقال له قُضي الأمر يمكنك أن تطلق صافرتك، ثم دخل مسرعاً الى غرفة الملابس يبكي حلاوة الانتصار· تتذكر الجماهير الإماراتية نجومها السابقين بفخر واعتزاز وتقول إن عدنان الطلياني قناص وفهد خميس هداف وزهير بخيت فنان، لكن اسماعيل مطر أفضل منهم جميعاً، فوحده استطاع أن يهزم السعودية ويأخذ بمنتخبنا الى النهائي على بعد خطوة من الكأس، فيما عجز كل نجوم السنوات السابقة عن تحقيق هذا الحلم، ووحده كان مصدر إزعاج لكل الفرق وصداع دائم لكل المدربين، فقد مللنا سابقاً من نغمة فريقنا صاحب العروض الجيدة وماذا بعد؟ وجاءنا المطر اسماعيل بكل الخيرات، وها نحن أصبحنا نتحدث عن الفوز بالكأس الخليجية بعدما كنا نرشح السعودية والكويت للقب· الثالثة ثابتة قالها اسماعيل مطر لـ الأنباء قبل انطلاق البطولة، ولن نسمح بأن تخرج من دارنا برداً وسلاماً، وكما تقول العرب أكرم الضيف ثلاثة أيام، ونحن سنكرم الكأس الخليجية على طريقتنا في أبوظبي في زيارتها الثالثة لنا· يندب الحارس السعودي محمد خوجة حظه كثيراً بعدما أوقعه في مواجهة أخطر لاعب في خليجي 18 ، وهو الذي يرمي الى البعيد لخلافة محمد الدعيع في العرين الأخضر ، وأفسد عليه اسماعيل مطر حلمه بتسديدة قاتلة سيذكرها خوجة طويلاً وزملاؤه المدافعون· قضي الأمر ، فالمطر لن يتوقف حتى نهائي الثلاثاء· عن الأنباء الكويتية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©