الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجليل» .. له الكبرياء وكامل في ذاته وصفاته

«الجليل» .. له الكبرياء وكامل في ذاته وصفاته
10 أكتوبر 2013 21:15
«الجليل» هو الكامل في ذاته وجميع صفاته اسم من أسماء الله الحسنى، يحمل من الدلالات الكثير فالجليل هو الله، بمعنى الغني والملك والتقدس والعلم والقدرة والعزة والنزاهة وصفات الحق أقسام صفات جلال وهي العظمة والعزة والكبرياء والتقديس وكلها ترجع إلى الجليل، وصفات جمال وهي اللطف والكرم والحنان والعفو والإحسان وكلها ترجع إلى الجميل، وصفات كمال وهي الأوصاف التي لا تصل إليها العقول والأرواح مثل القدوس، وصفات ظاهرها جمال وباطنها جلال مثل المعطى. العز والنزاهة ومن أدب المؤمنين مع ربهم وسلامة فطرتهم، إذا ذكروا الله، قالوا بعدها عز جل فالجليل الذي له الجلالة والعز والنزاهة، هو العظيم يكشف للقلوب المنيبة بعض أوصاف جلاله، ويكشف للأسرار بعض نعوت جماله وكل ما في العالم من جلال وكمال وحسن وبهاء فهو من أنوار ذاته وآثار صفاته وكلمة جل جلاله أي عظم قدره وتنزه عما لا يليق به. وقال بعض العلماء «الجليل» هو المستحق للأمر والنهي، فهو وحده الذي يأمر وينهى، وهو الذي يشرع يصغُر دونه كل جليل الذي جل في علو صفاته، وتعذر بكبريائه أن يُعرف كمال جلاله فعظمته أعظم من أن تعرف، أو أن يحاط بها. واسم الله الجليل لم يرد في القرآن الكريم صراحة، لكن مادته وردت في قول الله تعالى: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)، «سورة الرحمن: الآيات 26 و27»، وكذلك ورد في ختام السورة: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)، «سورة الرحمن: الآية 78»، وفي قوله تعالى: (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا)، «سورة الأعراف: الآية 143»، وقوله سبحانه: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو)، «سورة الأعراف: الآية 187». صفات الكمال ويؤكد معظم العلماء أن «الجليل» من أسماء الله سبحانه فهو الجليل في ذاته وفي أسمائه وصفاته له نعوت الجلال وصفات الكمال، قال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه «الأسماء والصفات» ومنها الجليل، وذلك مما ورد به الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الأسامي، وفي الكتاب «ذو الجلال والإكرام» ومعناه المستحق للأمر والنهي. وقال الإمام الغزالي إن الجليل هو الموصوف بنعوت الجلال، والجامع لصفاتها جميعها، وهو الجليل المطلق والكبير الذي يرجع في صفاته إلى كمال الذات وقال ابن سحاق ومن أسماء الله عز وجل الجواد الجميل الجليل الجامع الجبار. قال الإمام السعدي الجليل هو الذي له معاني الكبرياء والعظمة جميل بذاته وبأسمائه بصفاته وأفعاله، فأسماؤه كلها حسنى وهي في غاية الحسن والجمال، فلا يسمى إلا بأحسن الأسماء قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، وقال: (هل تعلم له سميا) وذاته تعالى أكمل الذوات وأجمل من كل شيء، فلا يمكن أن يعبر عن كنه جماله، كما لا يمكن التعبير عن كنه جلاله، حتى إن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم الذي لا يوصف، والسرور والأفراح واللذات التي لا تقدر بقدر، إذا رأوا ربهم وتمتعوا بجماله، نسوا ما هم فيه من الأفراح، وودوا لو أن تدوم لهم هذه الحال التي هي أعلى نعيم ولذة، واكتسبوا من جماله جمالا إلى ما هم فيه من الجمال، وكانت قلوبهم دائماً في شوق عظيم ونزوع شديد إلى رؤية ربهم، حتى إنهم ليفرحون بيوم المزيد فرحاً تكاد تطير له القلوب. وكذلك هو الجميل في صفاته، فإنها صفات حمد وثناء ومدح، فهي أوسع الصفات وأعمها وأكثرها تعلقا، خصوصاً أوصاف الرحمة والبر والإحسان والجود والكرم، فإنها من آثار جماله ولذلك كانت أفعاله كلها جميلة لأنها دائرة بين أفعال البر والإحسان التي يحمد عليها ويثنى ويشكر عليها، فليس في أفعاله عبث ولا سفه ولا ظلم، بل كلها هدى ورحمة وعدل ورشد «إن ربي على صراط مستقيم». والله الجليل اتصف بالكمال المطلق، الذي تنزه عن الشريك والشبيه والنظير اسم اجتمعت فيه آيات العظمة والمهابة والكمال والجمال، وهذا كله لا يتحقق بصفة مطلقة إلا لله تعالى وحده، فهو الذي تنزه تنزيها تاما، وتعالى علوا كبيرا عن كل ما لا يليق بذاته وصفاته وأفعاله، وهو الذي يعز من قصده بإغنائه عن سائر خلقه، ويذل من سأل غيره واعتقد أنه ينفعه ويضره، وهو الذي جل قدره في قلوب العارفين وعظم في نفوس المحبين ومن معاني الجليل الذي لا تدركه الأبصار أو تحيط بذاته وصفاته الأفهام.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©