الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رؤية.. "فن الكلاسيك"

30 يناير 2007 00:07
لكل فنّ إبداعي قصة وتاريخ؛ ولا شك في أن تصميم وصناعة السيارات يعدانّ من أعقد الفنون وأكثرها حاجة إلى عمق الخيال وبعد الرؤى· ومنذ أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، بدأت تظهر طلائع السيارات الكلاسيكية الرائعة التي مثلت تحفاً إبداعية حقيقية لا تختلف من حيث عمق مدلولاتها وتأثيراتها الفنية عن أهم أعمال رسامين مشاهير مثل جوجان وجوخ ورامبرانت وسلفادور دالي· وبدأت شهرة بعض كبار مصممي هياكل السيارات تطير في الآفاق بعد أن سجلوا صفحات بيضاء في الفن الجمالي لقولبة صفائح الحديد والفولاذ· واليوم، أصبحت هذه السيارات الراقية أثراً بعد عين، ولم يبقَ منها إلا ما ندر· وما نجا منها من الانقراض حتى الآن، أصبح من التحف الثمينة التي تباع بأسعار باهظة· والسيارات الكلاسيكية كتب مفتوحة تحكي قصة تطور صناعة السيارات، وتعبّر عن الذوق التشكيلي الذي ساد بدايات عصر النهضة الصناعية الحديثة منذ سنوات الثلاثينات وحتى نهاية الستينات من القرن العشرين· وكتب لهذا الفن أن يتحول بعد ذلك إلى نوع من (الجمال الاستهلاكي) بسبب التزايد المطرد في الطلب على السيارات· ومنذ بداية السبعينات، بدأت المظاهر الإبداعية بالاختفاء من على وجوه الغالبية العظمى من طرز السيارات· وكانت هذه الحقائق وراء سعي الكثير من الهواة والباحثين إلى إحياء الإرث الصناعي القديم للسيارات· وظهرت في أوروبا وأميركا متاحف السيارات الكلاسيكية التي تحظى باستضافة ملايين الزوّار والباحثين كل عام· وحرصت التنظيمات المدنية والحكومية المهتمة بهذا التاريخ في البلدان المتطورة على تنظيم معارض السيارات الكلاسيكية؛ وهي التي تحول معظمها إلى أسواق موسمية تبلغ مجمل مبيعاتها مئات الملايين من الدولارات ومن أشهرها على الإطلاق (معرض بيبل بيتش) الذي ينظم سنوياً في الولايات المتحدة وبيعت في دورته الأخيرة سيارة واحدة بمبلغ 10 ملايين دولار· وتوجد في منطقة الخليج مجموعات نادرة من السيارات الكلاسيكية النادرة إلا أنها لا تزال حبيسة المستودعات والجراجات بسبب عدم الاهتمام بتنظيم مثل هذه المعارض· ولو كان هناك متحف واحد يضم مختارات قليلة منها لاستأثر بعدد هائل من الزوّار المتشوقين للاطلاع على تاريخ هذه الصناعة الراقية· adnanod@maktoob.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©