المرأة الكويتية ساندت الرجل·· و العماريات حرّضن الشعراء على الأعداء

كويت الماضي والحاضر ··كويت الأمس واليوم ··صورة جميلة من التاريخ لا يشعر بجمالها ولا يستأنس بتذكرها سوى من عاش الصورتين بأصالة الماضي وروعة الحاضر·· الماضي بأساطيره·· وتراثه·· وعاداته·· والحاضر بتعلقه بالماضي وتجدده مع تطور العالم·· كلها عناوين لحديث مع إحدى السيدات الكويتيات التي استضافتها ''دنيا'' وحاورتها عن التاريخ والحضارة الكويتية·· إنها الكاتبة والباحثة في التراث الكويتي غنيمة الفهد، التي سردت تاريخ الكويت وحضارتها بمقارنات بين مجتمع الأمس واليوم بين عظات وعبارات وأمثال في السطور التالية: ؟ بين كويت الأمس واليوم ··ماذا يمكن أن تقولي عن المجتمع الكويتي؟ ؟؟ ما يميز مجتمع الكويت قديماً هو أن الناس كانت سواسية في كل شيء ··في منازلهم حيث كانت البيوت من حجر ومتراصة والجيرة لها طابع خاص و''السكيك'' متواضعة وأسقف المنازل ''جندل'' و''باسجيل'' ··وبساطة الأثاث وتشابه البيوت، أما في وقتنا الحاضر فالبيوت مختلفة والالوان مختلفة وطريقة البناء اختلفت وهذا عزز جزءا من الغيرة وعدم صدق المشاعر في الجيرة فاختلفت عن الماضي ·· الجيرة في السابق فيها بساطة وحب وعفة وقناعة ·· فمن وجهة نظري اختلفت الأمور وظهرت الغيرة التي لم تكن من صفات مجتمع الكويت في السابق· ؟ كيف تقارنين بين الجيل السابق والحالي من الشباب؟ ؟؟ لا يوجد وجه مقارنة بين الجيل القديم الذي لا يفقه شيئا ويتمتع بالبساطة حيث كانت وظيفتهم إما ''سيب'' يجر الغاصة أو ''تباب'' وهو صبي للسفينة، أو يكون حداد قلاف وغيره من الأعمال البسيطة ليرتزق منها·· أما الآن فيشهد مجتمع الشباب انفتاحاً رهيباً بسبب وجود التكنولوجيا فهناك فرق شاسع بين الجيل الحالي والذي سبقه· ؟ عندما تجلس النساء الكبيرات في السن مع مجتمع الفتيات الصغيرات يتذكرن أنفسهن ويعتبرن أنهن كن من ''بنات أول'' فما الاختلاف بين مصطلح بنات أول وبنات اليوم؟ ؟؟ في يوم من الايام أنا كنت من ''بنات اليوم'' بالنسبة لأمي لارتدائي بعض أنواع اللباس الذي يعتبر جديداً عليها وعلى جيلها، فكنا نقوم بعمل تسريحات غريبة لشعورنا· واخواتنا الكبار ''بنات الأمس'' كن يرتدين عباءات و 4 طبقات ''بواشي'' والآن بناتي هن ''بنات اليوم'' بالنسبة لي، فالاختلاف يكمن بما تعود عليه الفتيات في السابق أو الحاضر فيرين أنفسهن، أما بنات الأمس أو بنات اليوم· ؟ درست التاريخ وعرجت على الحضارات المختلفة فكيف لك أن تسردي لنا باختصار تاريخ الكويت؟ وهل للكويت حضارة ؟ ؟؟ في السنة الأولى من تعلمي درست كل حضارات العالم، الحضارة الفرعونية، والحضارة الاغريقية اليونانية والحضارة الرومانية، وحضارات بلاد الرافدين وحضارة بلاد الشام والحضارة الاسلامية، ووجدت أن كل حضارة تختلف عن الأخرى، وإذا عرجنا على الحضارة الفرعونية نجد أنها حضارة الراحة والجمال والأساطير والمعارك·· وأيضاً ثراء فاحش ولغة هروغليـفية عريقة ·· وقفت هنا برهة من الزمن وبعد دراستي للحضارة الفرعونية بدأت أبحث عن حضارة بلادي، لأن الحضارة هي نتاج بشري، فوجدت الكويت عريقة ولها اتصال بالحضارة الاغريقية، خاصة حضارة الاسكندر الأكبر بما تحمله من أساطير ولهجة قديمة وحروب ومعارك وآثار·· ودرست تاريخ الكويت ووجدت في هذا التاريخ الكثير من أبطال وقادة مسلمين وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ··واكتشفت أن الكويت لديها حضارة فقلت لنفسي آن الأوان للبحث عنها فبدأت مشواري·· ووجدت الحضارة بين يدي على طبق من ذهب·· إذاً نحن أصحاب حضارة عريقة مرتبطة بحضارات العبيدي ودلمون· ؟ ماذا تقول الباحثة في التراث غنيمة الفهد عن تراث الكويت؟ ؟؟ إنه تراث عميق وجميل وهو يشمل كل شيء، تراثنا بالكلمة وتراثنا بالأمثال التي قامت الأمهات بتربية بناتهن عليها، ونصحت ووجهت من خلال المثل والتعبيرات الشعبية التي تبين فراسة المرأه الكويتية في كل شيء والرد الفوري والذكاء الفطري ناهيك عن تراث البحر العظيم أساطيره وصخوره وسفنه ومواقفه ودرره ولآلئه وجواهره وأسماكه·· ناهيك عن البيئة البرية بحيواناتها وأعشابها ونباتاتها وأساطيرها والصناعات اليدوية البسيطة والصراع من أجل البقاء· ؟ ومـاذا عن بصمـــة المرأة الكويتيــة في السابق؟ ؟؟ المرأة الكويتية قديماً كانت عفوية، تلقائية، على الفطرة والسليقة، صارعت من أجل البقاء ووقفت جنباً إلى جنب مع الرجل، تشد من أزره، تساعده في تدبر المعيشة، تحفر الصخر من أجل لقمة العيش، المرأة القديمة وقفت مع الرجل في معاركه، فهي في مركب واحد مع الرجل مصير مشترك حياة أو موت وفي موقعة الجهراء عام 1920م تحصنت مع الرجل بالقصر الأحمر وضمدت الجرحى وجلبت الماء وفي بناء الأسوار الثلاثة شاركت في نقل الطعام اليومي لإطعام الرجال وحملت الطمى والطين وشجعت أطفالها كذلك في هذا المجال وفي موقعة الصريف عام 1901م اختيرت الجميلات منهن وتسمى العماريات لتشجيع الرجـــال على قـــول الأشــــعار مما ساهم في نجاح الرجل وتشجيعه لمحاربة الأعداء· ؟ كيف ترين الإعلام اليوم؟ ؟؟ يتطور مع تطور العالم فلقد بدأت في الاعلام منذ ربع قرن والآن أرى أنه قد تطور في التصوير ونقل الخبر وأصبح أسرع في كل شيء وهو في تطور سنوياً· ؟ لا يمكن أن نتحدث إلى غنيمه الفهد دون أن نتطرق لموضوع ''الغطاوي'' فكيف تصفينها لنا؟ ؟؟ هي تسلية وخفة ظل ··وتحتاج إلى فراسة ويتم اختيارها من البيئة نفسها من حيواناتها وطيورها وسدرها وأثلها ونباتاتها وأساطيرها وحكاياتها وسأعطي مثالت على بعض الغطاوي الأول يقول: ''جبك جبك '' وهي بمعنى أقدامها ''واثنين طليلي'' أي العيون كبار دون الرؤية بوضوح''، واحد يكش الذبان'' وهو الذيل'' والثاني يغنيلي'' وهو الصوت'' والجواب في النهايه هو ''البقرة '' ··مثال آخر: ''ميت وكفنه حلاوه'' الجواب هو نوى التمر·· مثال آخر :''أصله من طين ويعشي المساكين'' الجواب هو الفقع من طين الارض ··إذاً نجد أن الغطاوي من البيئة نفسها البحرية والبرية فيها شدة انتباه ويقظه تامة · ؟ ماذا تقولين عن الأدب الكويتي اليوم وفي السابق؟ ؟؟ يقسم الأدب في الكويت إلى قسمين قسم الرعيل الاول الذين انشأوا النادي الأدبي وكانوا على الفطرة مثل المؤرخ عبدالعزيز الرشيد وأبناء عائلة الخالد والشاعر عبداللطيف النصف ومجموعة بسيطة كانت حاوية للأدب·· وعندما أنشئت رابطة الأدباء في الكويت ظهر العديد من الأدباء وهم أبناء الجيل الثاني·· وتكمن مشكلة انحصار رابطة الأدباء على 5 أدباء فقط وما نريده هو أن تفتح الرابطة للجميع فلا يمكن أن تنحصر كلمة أديب على أعداد معينة في البلد· ؟ كلمه أخيرة و لمن توجهيها؟ ؟؟ آن الأوان لاهتمام الدولة بالشباب بحيث يتحملون مسؤولية مستقبل الدولة لأنها تعبت عليهم وآن الآوان لتدريبهم··وتاريخ الكويت عريق وكبير، فنحن منطقة تاريخية عاصرنا ما قبل الميلاد وفي الميلاد وعصر الدولة الاسلامية والحقائق التاريخية تثبت ذلك ··أما المجتمع الكويتي فأنا كل ما أريده منه شيء واحد وهو أن يقتنع الإنسان بكل ما أعطاه الله وأن يبارك الله في جهود المخلصين من أبناء هذا البلد·· وأتمنى أن أمسك زمام أمور قرية تراثية تبنى في الكويت لأعلم الأجيال ما هو التراث·· وكيف أن لديهم تراثاً وتاريخاً عظيماً·· وقد آن الآوان لمعرفة هذا التاريخ والتراث