الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصر هشام·· يقاوم الزلازل ويسكن بيوت أريحا

قصر هشام·· يقاوم الزلازل ويسكن بيوت أريحا
13 مارس 2009 00:43
يمثل قصر هشام نموذجاً للمعمار الإسلامي المبكر، فأطلال هذا القصر الصحراوي الفخم تقع على بعد 3 كيلومترات من الطرف الشمالي لمدينة أريحا الفلسطينية، وقد كان المقر الريفي الشتوي للخليفة الأموي هشام بن عبدالملك (724 - 743)، وهو عبارة عن مجمع من المباني الملكية، ومساجد وحمامات وساحات محفوفة بالأشجار، كما توجد أرضيات مبلطة بالفسيفساء الرائعة ومن بينها شجرة بالحجم الطبيعي من الفسيفساء التي تعتبر من أجمل اللوحات في العالم، ومن المعالم المشهورة الأقرب، الإطار العام للفناء الذي يعكس الشكل السداسي الأضلاع أركان النجمة الأموية· فمن المعروف أن السلالة الأموية العربية قد حكمت إمبراطورية تمتد من الهند إلى فرنسا، وكما هو الحال مع معظم الخلفاء العرب فقد فضل الخليفة هشام بن عبد الملك حرية الصحراء على حياة المدينة في العاصمة دمشق· يتكون القصر من مجموعة من البنايات والحمامات والجوامع وقاعات ملأى بالأعمدة الأثرية، وتعتبر الفسيفساء والزخارف والحلي من الأمثلة الرائعة للفن والعمارة الإسلامية القديمة· يقول الخبراء إن زلزالاً عنيفاً قد ضرب المنطقة ودمر الأبنية في قصر هشام قبل أن تكتمل· وبفعل الأتربة والأنقاض المتراكمة حفظت الفسيفساء والرسومات الرائعة الموجودة في القصر· وتعتبر الفسيفساء الموجودة على أرضية الحمامات إلى جانب شجرة الحياة الموجودة في غرفة الضيوف من أهم عناصر الجذب للسياح والزوار· هذه الفسيفساء تعتبر واحدة من أجمل الأعمال الفنية القديمة في العالم· العديد من الزخارف المنقوشة من الموجودات في القصر توجد في متحف روكفلر في القدس· وقام صلاح الدين الأيوبي وجنده بمحاولة إعادة السيطرة على القصر في القرن الثاني عشر الميلادي، ولكن بعد ذلك وحتى سنة 1940 كان القصر بمثابة مقلاع للحجارة لأهالي أريحا· يوجد إلى يمين المدخل متحف صغير يضم مجموعة من الأواني الخزفية التي اكتشفت في الموقع داخل القصر ومنها: - المرور عبر الجدار الخارجي من البوابة الجنوبية حيث يوجد برجان دائريان على جوانب المدخل· بعد ذلك يمكن الدخول من ساحة البلاط الأمامية بطول ثلاثمائة متر وعرض 40 متراً· و هي محاطة برواق مزين بالأقواس من الجهات الأربع· - حين التوجه إلى الشمال نصل إلى حوض مائي مربع بعمق متر واحد بجدران مغطاة بالرخام· وهي ملونة بالأحمر والأصفر، كانت المياه سابقاً تتدفق من نافورة في الوسط وتمر عبر فتحة من الجانب الجنوبي، وقد كانت مغطاة بسقف مزين على الطريقة الفارسية وعند الرجوع قليلاً إلى الوراء و تغيير المسار نحو الشرق لدخول البوابة الشرقية، فالمدخل الرئيسي للقصر محاط ببرجين مربعين ويوجد مقعدان حجريان على جانبي المدخل في أعلى هذين المقعدين توجد منطقة ملأى بالرسومات لأزهار وأوراق شجر يعلوها ثلاثة تماثيل· وهي مغطاة بأقواس نصف دائرية كالتي وجدت في قبة الصخرة المشرفة في القدس· فوق ذلك يوجد السقف الذي يغطي المدخل وهو مكون من عدد من الأقواس الشرقية· وقد غطي هذا المدخل بالقطع القرميدية والتي تشير إلى أنه بني على أيدي عمال من العراق · وكان من الطبيعي أن يتكون السقف من أحجار موجودة في سوريا· - هذا المدخل يؤدي إلى قاعة بطول 12 متراً يوجد على جانبيها 9 أعمدة مغطاة مع الجدران بالجص المزين بالأشكال الهندسية المنقوشة· وهي مرصعة بأشكال لرؤوس رجال مغطاة بالعمامات و نساء مغطاة بالخمار والتي لا تترك مجالا للشك عن الطابع العربي للمكان، توجد أيضا رؤوس لطيور برية ومدجنة بعضها و هو يقضم بضعة أغصان من العنب و الفاكهة الأخرى· - حين الخروج من القاعة و التوجه إلى ساحة القصر يصادفنا خندق مائي يتبع للمبنى الشرقي و الذي يتكون من ثماني غرف على اليمين يقابلها العدد نفسه في الجهة الأخرى· في الجانب الغربي المطل على الساحة توجد لوحة ملونة لأزهار و حيوانات بالإضافة لعدد من الألواح الزجاجية المخزنة في الزاوية· - حين التقدم إلى الأمام، نعبر إلى الساحة الداخلية الرئيسية و التي يرتفع حولها عدد من الأبنية، مساحة هذه الساحة هي حوالي 29 ضرب 28 متراً، محاطة بأعمدة تعلوها أقواس من الرخام تدعم سقفاً، و يشكلان معاً رواقاً أمام الغرف في الخلف· أرضية الساحة والرواق مرصوفتان بقطع من البلاط الأسود· في هذه القطع توجد فتحات خاصة لخروج المياه من القصر· - من الواضح أنه قد تم استجلاب فنانين بيزنطيين للعمل على هذه اللوحات والفسيفساء و التي تعتبر من أجمل اللوحات الفنية التي تم العثور عليها· منقبو الآثار الذين نفذوا الحفريات الأثرية في القصر يعتقدون بأن الزلزال الذي ضرب المنطقة في سنة 746 ميلادية قد دمر معظم الأبنية في القصر قبل أن يجهز الطابق العلوي· لقد دمر القصر في الوقت ذاته حين دمرت كنيسة القيامة في القدس بعض الكنائس في جرش والبعض الآخر في أنحاء متفرقة من المنطقة· و قد ظل موقع القصر مهجوراً حتى بدأ الناس بتشييد البيوت في مدينة أريحا، حيث بدأ السكان المحليون بأخذ بعض من حجارته المنحوتة لبناء بيوتهم· العمل على بناء القصر و تجهيزه استمر حتى وفاة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك 125 بعد الهجرة 743 بعد الميلاد، و لا يوجد دليل واحد حول إمكانية قضائه شتاءً واحداً فيه· من الملاحظ أيضاً أن مجموعة من جيش صلاح الدين الأيوبي قد قامت بترميم بعض الغرف في القصر و سكنتها في القرن الثاني عشر بعد الميلاد، و قد وجدت بعض المخلفات التي تعود لهم مثل العملات المعدنية القديمــة والمصنوعات الفخارية، و بقي القصر على هذا الوضع أي بمثابة أنقاض حتى عام 1933 حين بدأت الحفريات الأثرية ثم قامت وزارة الآثار الأردنية و على مدى خمسة أعوام من 1957-1961 بالكشف عن البقايا لهذا الــقصر وقد أسفرت الحفريات التي جرت ما بين 1957 -1958 عن اكتشاف بيوت العمال الذين قاموا ببناء القصر· هذه الاكتشافات تعود إلى الفترة بين القرن الثامن والاثني عشر ميلادي· يبين لنا القصر مدى التقدم في الحياة الاجتماعية لدى المسلمين، فهو مزود بشبكة من القنوات موصولة بأماكن للاستحمام· والجص المنحوت الذي وجد في هذه الأبنية قد نقل للمتحف الفلسطيني للآثار في القدس حيث يتم عرضها الآن· و هذا لأن الجص يعتبر من المواد الهشة و لا يمكن تركه عرضة للتغيرات في الطقس
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©