هوندا "سي آر" في 2007 .. عهد جديد مع الرشاقة والقوة

عدنان عضيمة: تأتي نسخة عام 2007 من سيارة الاستخدامات الرياضية المعدّلة (هوندا سي آر-في) بعد 10سنوات من إطلاقها الأول، وفي وقت كثر فيه الحديث حول العالم عن توجّهات جديدة للمستهلكين وهواة القيادة الرياضية تقضي بضرورة تخلي رباعيات الدفع عن تصاميمها الهندسية الخارجية الجافة أو الخشنة، وأن تتحلّى بكمّ وافر من الرشاقة والمرونة، وأن تكون أكثر فعالية في حرق الوقود وأقل استهلاكاً له· وعلى الرغم من أن نسخ السنوات السابقة من (سي آر-في) لم تكن تفتقد لهذه الخصائص، إلا أن من الواضح تماماً أن نسخة عام 2007 تخلّت أكثر وأكثر عن مظاهر الخشونة والتعابير الدالّة على القوة واستبدلتها بمزيد من لمسات الرقة والجاذبية التي تميّز فئة سيارات (الكروس أوفير) cross overs. وتقع هذه الفئة من حيث خصائصها الهندسية والميكانيكية بين رباعيات الدفع والسيارات الرياضية؛ وبحيث تزهو بسلوك مشابه لسلوك السيارات الرياضية العادية في المدن وفوق الطرق المعبدة، وبقوة سيارات الدفع الرباعي فوق رمال الصحارى والطرق الوعرة· وبدت هذه المظاهر واضحة على الكثير من التراكيب والتشكيلات المنتشرة في كافة أرجاء الهيكل الخارجي· وليس من الصعب ملاحظة هذه اللمسات من مجرّد إلقاء نظرة متمعنة على المظهر الهندسي للطراز الجديد أو مجرّد الجلوس وراء المقود والانطلاق· وكانت لنا فرصة اختبار هذه التطورات الجديدة من خلال قيادة قاسية فوق الرمال والأراضي الجافة· ويبدو واضحاً من الوهلة الأولى أن (سي آر-في) فازت بنصيبها الوافر من اهتمامات قسم البحوث في شركة هوندا وبما يبرّر عدّها منصّة بحوث الدفع الرباعي في الشركة بعد أن احتلت أختها (هوندا سيفيك) مكانتها كمنصّة بحوث لفئتي السيدان والصالون· ويعرف عن التصميم الداخلي للقسم الأمامي من مقصورة (سي آر-في) أنه يفتقد تماماً للكونسول الأوسط الذي يفصل عادة بين المقعدين الأماميين· ويهدف هذا التركيب إلى توفير فضاء أكثر اتساعاً للسائق والراكب الأمامي· وفازت (سي آر-في) أيضاً المزيد من الإضافات الهندسية على المقصورة حتى وإن بدت طفيفة بالمقارنة مع الطرازات السابقة· وعلى الرغم من نزوع معظم صنّاع سيارات الاستخدامات الرياضية في الفترة الأخيرة إلى تصغير سياراتهم نزولاً عند رغبات المستهلكين، إلا أن مهندسي (هوندا) لم يقتنصوا من الطول الكلي للنسخة الجديدة من (سي آر-في) إلا بضع بوصات فقط· ولم يكن هذا التطور ليقلل من رحابتها الداخلية لأنها أضافت 1,4 بوصة إلى عرضها فيما نقص ارتفاعها بمقدار 0,1 بوصة فقط· ويبدو بالحساب البسيط أنها حافظت على رحابتها الداخلية على الرغم من أنها أصبحت أقل طولاً· وسرعان ما يبدو من خلال قيادتها الأولى أنها أصبحت أكثر خفّة ورشاقة من النسخ السابقة، وتمكنت من إضافة المزيد من المرونة ومتعة القيادة· وتم تجهيزها بمحرك قوي صامت سعته 2,4 لتر يمكنه تحرير 166 حصاناً من الطاقة الميكانيكية و161 ليبرة قدم من عزوم التدوير· وتنساب العزوم عبر ناقل حركة خماسي آلي إما إلى العجلتين الأماميتين أو إلى العجلات الأربع في نسخة الدفع الرباعي الاختياري؛ أو إلى العجلات الأربع فقط في نسخة اختيارية ذات دفع رباعي دائم للعجلات الأربع· وبلغ زمن أسرع انطلاقة لـ(سي آر-في) من سرعة الصفر حتى 100 كيلومتر في الساعة ثوانٍ، وبلغ معدل استهلاكها التقريبي من البنزين 12 كيلومتراً في كل لتر· وتتجلى مرونة (سي آر-في) بسرعة استجابتها لأوامر القيادة؛ ويتضح ذلك من تكرار عملية (الغمز) بدواسة البنزين ثم الكبح السريع· وهي مجهزة بنسخة متطورة من نظام منع انغلاق المكابح ABS الذي يحقق لها القدرة على المناورة أثناء الضغط المفاجئ على دوّاسة الكبح· ومن تجهيزاتها المتقدمة المهمة نظام ضبط التوازن سس الذي يضمن الحفاظ على توازن السيارة أثناء الالتفاف السريع أو الانطلاق فوق الطرق غير المستوية· وفازت (سي آر-في) أيضاً بالعديد من الأنظمة الإلكترونية المتطورة بما فيها نظام المساعدة على الكبح ءس ونظام مراقبة ضغط الهواء في الإطارات· وتحمل قيادة (سي آر-في) لكل من يقودها الإيحاء بأنها فئة جديدة تماماً من السيارات بسبب جمعها بين المرونة والرشاقة من جهة وقوّة الأداء الميكانيكي من جهة أخرى·