الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شهداء الحق

شهداء الحق
7 أكتوبر 2015 07:40
قال عدد من المسؤولين والمواطنين، إن «الشهداء الأربعة» الذين انضموا لرفاقهم من جنود الإمارات البواسل والذين استشهدوا ضمن قوات التحالف في عملية إعادة الأمل باليمن، وهم وكيل أحمد خميس مال الله الحمادي، وعريف أول علي خميس بن عايد الكتبي، ورقيب أول محمد خلفان السيابي، ووكيل يوسف سالم علي الكعبي يؤكد الدور الكبير الذي تقوم به الدولة في نصرة الحق وإعادة الشرعية لأهلها في اليمن. وقالوا إن هؤلاء الشهداء العظام نالوا أعلى مراتب الشرف بتضحياتهم وافتدائهم لوطنهم وأمتهم العربية بأرواحهم الباسلة الشجاعة، وخلدوا أسماءهم في التاريخ ضمن عظماء وأبطال الإمارات والأمة العربية والإسلامية، وأصبحوا فخراً للجميع. وأضافوا أن تاريخ الإمارات يؤكد مدى الصدق في المواقف التي تنتهجها القيادة الرشيدة مع الدول العربية والإسلامية ومساندة الحق ونصرة المظلوم، وهو ما أكدته الأفعال والأقوال في كل المواقف بدءاً من مقولة الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – في حرب أكتوبر بأن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي. إيهاب الرفاعي، عمر الحلاوي (المنطقة الغربية، العين) تلقت المنطقة الغربية خبر استشهاد أحمد خميس مال الله الحمادي، ضمن قوة الإمارات المشاركة في تحالف تحرير اليمن وعودة الشرعية، بفرحة بالغة لكونه أول شهيد تقدمه المنطقة الغربية فداء للوطن والواجب، وعلى الرغم من ألم الفراق والغياب، إلا أن صوت والدته وقوتها لدى تلقي الخبر، كان الدرس الأكبر في الوطنية وحب الوطن. وحرص المئات من أهالي المنطقة الغربية على التوافد إلى منزل الشهيد لتقديم التهاني باستشهاده، حيث كانت لديه علاقات متميزة وطيبة بكل من حوله، وكان يتميز بطيب الخلق. وأكدت والدة الشهيد أحمد خميس الحمادي لـ «الاتحاد»، أن لا صوت يعلو فوق صوت الوطن، وأن لديها أربعة أبناء آخرين في العسكرية، كلهم فداء لإماراتنا الحبيبة التي نفديها بالدماء، لكونها أغلى ما يملك الإنسان ليقدمه لوطننا الغالي. وأضافت أم الشهيد «ألم فراق أحمد لا يوصف، ولوعة غيابة لا تضاهيها لوعة، ولكن حب الإمارات وعشق دولتنا الحبيبة أكبر من كل ألم ولوعة»، مؤكدة أنها لو قدمت جميع أبنائها فداء للوطن، فكأنها لم تقدم شيئاً، فالإمارات تستحق أكثر من ذلك بكثير»، وقالت: «الحمد لله أن ابني أحمد شرفنا وشرف الجميع باستشهاده في سبيل الوطن». وأشار صالح إسماعيل الحمادي، ابن خالة الشهيد وزوج شقيقته، إلى أن الشهيد كان رجلاً منذ صغره، حيث إنه أكبر إخوته، وتحمل المسؤولية مبكراً بعد وفاة والده، وكان يبلغ من العمر وقتها 15 سنة. وأضاف: «رغم أن الشهيد كان لاعباً متميزاً في نادي بني ياس حتى سن 18 سنة، إلا أنه وفي سبيل رعايته لأسرته، ترك الدراسة والتعليم والرياضة من أجل العمل، حيث كان يعيل 8 إخوة قبل أن يتزوج ويصبح له 5 أبناء وزوجة يعيلهم جميعاً إلى جانب والدته، وكان حريصاً على أن يكون هو وإخوته يداً واحدة». وأضاف يوسف الحمادي، من أهالي المرفأ، أن الشهيد كان يتمتع بأخلاق عالية، ويكن له الجميع حباً كبيراً واحتراماً بالغاً، لافتاً إلى أن الشهيد كان حريصاً على التواصل مع الجميع في المناسبات كافة، وجاء خبر استشهاده بمثابة فرحة مصحوبة بألم فراقه لنيله الشهادة في سبيل الواجب والوطن. وأكد الحمادي أن جميع أبناء الإمارات فداء للوطن الغالي، وأن الجميع لديه إصرار يتزايد يوماً بعد يوم للمشاركة في الجيش والدفاع عن الواجب وحماية تراب دولتنا من العابثين الغادرين، وأن الجميع رهن إشارة قيادتنا للذود عن تراب إماراتنا الغالية والحبيبة. وقال ماجد الكتبي شقيق الشهيد علي خميس الكتبي، إن الشهادة أمر عظيم يبحث عنها الكثيرون، ولكن الله يرزقها لبعض من عباده، فهي نعمة من الله سبحانه وتعالى، حظي بها أخي تلبية لنداء الوطن، لافتاً إلى أن الفقد عظيم، ولكن العزاء انه يلتقي ربه وهو شهيد ملبياً نداء الواجب، فالشهيد يشفع في سبعين من أفراد أسرته. وأضاف: إن الشهيد خميس الذي يبلغ من العمر 30 عاماً كان يحب أعمال الخير ويلاقي كل تقدير ومحبة من أسرته، مشيراً إلى أن الشهيد متزوج منذ عام 2011 ولم يرزقه الله بأطفال وتسكن أسرته بمنطقة الشهامة. ولفت ماجد إلى أنهم استقبلوا خبر الشهادة بكل ثبات، موضحاً أن والدته تلقت الخبر بصبر وثبات شديدين، مثل كل أمهات شهداء الوطن، مشيراً إلى أن والد الشهيد متوفى. وقال خالد خلفان شقيق الشهيد محمد خلفان عبد الله السيابي (35 عاماً)، من منطقة الظاهر في العين، إن الشهيد كان ذا أخلاق عالية ويحترم الآخرين في الوقت نفسه حظي بحب وتقدير واحترام الجميع، لافتاً إلى أن لديه 6 أطفال، وعمل في القوات المسلحة فترة طويلة. وأضاف أن أسرته تلقت خبر الاستشهاد الساعة العاشرة صباح أمس، وستقام صلاة الجنازة عليه اليوم. وأكد أن تلبية نداء الواجب والشهادة من أجل الدين والوطن والعرض، من أسمى الأعمال، فالإنسان يضحي بأغلى ما يمتلكه من أجل وطنه وأمته، لافتاً إلى أن كل جنودنا المرابطين على أرض المعركة باليمن يدافعون عن أشقائهم وعن أمتهم ملبين نداء وطنهم وقيادتهم. إلى ذلك، أعرب علي سالم الكعبي أخو شهيد الوطن يوسف سالم علي الكعبي عن اعتزازه وافتخار العائلة بما قدمه ابن «الوطن» الشهيد يوسف، وقال: «نقدم أرواحنا وأهلنا جميعاً فداء الوطن وفداء الحق والعدل». فاروق حمادة: جنودنا يسطرون صفحة جديدة في مجد الوطن إبراهيم سليم (أبوظبي) أكد المستشار الدكتور فاروق حمادة، المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي، أن شعار أبطالنا الأشاوس من أبناء قواتنا المسلحة «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا»، وهذه الآية الكريمة هي عقيدتهم التي نشأوا عليها وامتلأت قلوبهم بدلالاتها ومعانيها، فهم نذروا أرواحهم وأجسادهم لحماية مجد الوطن ورفع رايته، وتوطيد عزته ومكانته، فهم على الدوام في أهبة الاستعداد والانتظار للساعات الحاسمة والأيام الفاصلة، فلا يمكن أن تتغير عقيدتهم، ولا تلين عزيمتهم، وها هم اليوم يوفون بعهدهم، ويسطرون صفحة جديدة في مجد الوطن، ورؤوسهم عالية مرفوعة، في بطولات ترسخها قيم النبل التي يتحلون بها. وقال: «لقد عرفهم العالم في مواطن عديدة، يرفعون راية الإمارات العربية المتحدة، وهم يبنون الحياة، وينشرون الخير والسلم أينما حلوا، فرأوا فيهم أنموذج القوة البانية المعطاء، وها هم اليوم يرفعون راية الإمارات في معارك الحق والمؤازرة للأخ الشقيق والجار القريب والأرومة الواحدة في اليمن، ويحاربون عدواً وفئة ضالة مفسدة، قد ظهر مكنون قلبها، وباحت ألسنتها بما تفكر به ويجول في ضميرها من تهديد ووعيد للوطن وقيمه ومقدساته بل ووجوده وكيانه حين نشروا خرائطهم المزعومة وأكاذيبهم اللئيمة، وجعلوا هذا الوطن جزءاً من أحلامهم الفاسدة السقيمة، فوجب على كل وطني غيور ذي ضمير أن يقف في وجههم، فكان جنودنا الأبطال عنوان ذلك، فهم اليوم يحمون مجد هذا الوطن بالحرب النبيلة والمعارك الشريفة التي ليس فيها غدر ولا مكر ولا خيانة، يواجهون المعتدين وجهاً لوجه إن استطاعوا أن يقفوا في وجوههم، فيرى فيهم شجاعة العربي الأبي، ونبل المحارب التقي، وهكذا علمهم القائد الفذ (أبو خالد)، فلا يقاتلون إلا من واجههم، ولا يعتدون على الحرمات والممتلكات». واستطرد المستشار فاروق حمادة قائلاً: «إنها القيم العربية الإسلامية التي ميّزت هذا الوطن، والعالم يرى فيهم قوة الحق التي تدمغ الباطل فتزهقه، وترد المعتدي فتمحقه، إنهم يحمون دارة المجد في أرض الإمارات العربية المتحدة، ويُعلون أسوارها بين الأمم، ويصونون مقدسات الأمة العربية». واختتم المستشار فاروق حمادة كلمته قائلاً: «إنها أيام فاصلة في تاريخ العرب والعالم، أراد الله لهذا الوطن دولة الإمارات العربية المتحدة أن تكون عنوان صفحاتها البيضاء، وتاج أيامها الغراء، وهذا له تكاليفه وثمنه الذي يوازي المجد ورفعة المقدسات، إنه أرواح طائفة من بناء الوطن الأوفياء، لقد أراد جنودنا الأبرار أن يكونوا روح هذا المجد، وحماية المقدسات التي ورثوها عن نبيهم وآبائهم وأجدادهم، فكانوا لها أوفياء، وفي سبيلها أسخياء». مؤكداً «إن أسماء شهدائنا قد ارتبطت بمجدنا ومقدساتنا فلا تزول ولا تحول، وحفرت في قلوبنا ومشاعرنا وتاريخنا، فإلى جنان الخلد يُرفعون، وبالعز والفخر دائماً يُذكرون، اللهم اجعلهم عندك في الملأ الأعلى، وجازهم عن هذا الوطن ومقدسات العرب والمسلمين خير الجزاء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©