الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرعي الجائر والتصحر·· مخاطر تهدد الأشجار العمانية

13 مارس 2009 00:42
تعتمد بلدان العالم وخاصةً قبيل الثورة الصناعية على الأشجار اعتماداً أساسياً في كل نواحي الحياة المختلفة، فبالإضافة إلى مساهمة الأشجار في مختلف جوانب التنمية المختلفة، وذلك قبيل بداية الحقبة البترولية والتعدينية، حيث تلعب الأشجار دورا محورياً في عملية التوازن الكيميائي في المحيط الحيوي للأرض، وتقوم الأشجار متمثلة في الغابات الطبيعية بتنظيم ثاني أكسيد الكربون المتهم الأساسي في قضية الاحتباس الحراري، تلك المشكلة العالمية التي تؤدي إلى تغيرات مفاجئة في المناخ العالمي· وأثبتت الدراسات العلمية المتعلقة بتقييم تأثير الغطاء الغابوي على التغذية الجوفية للأحواض الجوفية خاصةً في المناطق التي تتعرض للأمطار الموسمية·· فالغابات تسهم في زيادة التغذية الجوفية في تلك المناطق نظراً لأن الأشجار التي تتعرض للأمطار الموسمية تعمل في اصطياد وتجميع مياه الضباب· وفي دراسة أعدها الدكتور والأكاديمي العماني محاد شماس المعشني ذكر أن محافظة ظفار العمانية التي تضم سلسلة من الجبال الشاهقة، تعتبر بمثابة جزيرة نباتية في منطقة شبه الجزيرة العربية، تحدها من الشمال الصحراء ومن الشرق والغرب أراضي قاحلة بينما يحدها بحر العرب من الجنوب، وتحتفظ المحافظة بغطاء غابوي كثيف يضم لأكثر من 750 نوعاً نباتياً غابوياً محلياً، 50 منها مستوطن فقط في محافظة ظفار· من جانب آخر تشير الدراسات التي أعدتها وزارة الزراعة العمانية إلى أن أكثر من 90؟ من نباتات محافظة ظفار في خطر بسبب مشاكل عدة منها الرعي الجائر والتغير المناخي، حيث بيّنت الدراسة الميدانية التي قامت بها وزارة الزراعة في عام 1998 عن آثار رعي الإبل على الغطاء النباتي والتربة أن هناك تقلصاً في الرقعة الرعوية يبلغ 5؟ في المتوسط سنوياً، وإذا استمرت النسبة السابقة خلال السنوات الماضية دون زيادة فإنه بعد 20 سنة- وذلك اعتباراً من عام 1998- سوف تصبح الغابات والمراعي الطبيعية في سلسلة جبال ظفار أرضاً قاحلة، لا سمح الله· وبلا شك يعلم الجميع أن الغابات الممتدة على طول سلسلة جبال ظفار هي كنز من أهم الكنوز التي حبا الله بها هذه البقعة من أرض عُمان، ويتفق الجميع، على أنه من الضروري أن تتكاتف الأيادي وتتضافر الجهود للوقوف أمام الخطر المحدق بغابات جبال ظفار جراء العوامل الطبيعية وإهمال المجموعات البشرية، ونظراً للحاجة الماسة للمجتمع المحلي في السلطنة إلى تأسيس جمعية تعنى بمجال النباتات والأشجار التقت طموحات وأهداف مجموعة من أبناء السلطنة لتأسيس جمعية أهلية تعنى بالحفاظ على الغابات الطبيعية التي تعاني من الإهمال مخلفة وراءها تصحراً مخيفاً، وتهدف الجمعية إلى دعم ومساندة الجهود الحكومية في إطار تحقيق الحفاظ على مواقع الغابات الطبيعية في السلطنة، وإعادة الغابات الطبيعية إلى ما كانت عليه عام 1980م ولتكون البداية من محافظة ظفار، حيث يوجد أكثر من 75% من التنوّع البيولوجي بالسلطنة ''حسب الدراسات البيئية''، علماً بأن الغابات في محافظة ظفار توجد في مساحة حوالي نصف مليون هكتار، وتتدهور بواقع 5% سنوياً، مما يستدعي أهمية المحافظة على هذا الكنز الذي حبا به المولى عز وجل هذه البقعة من أرض عُمان المباركة، لا سيما في وجود الخطر الذي يداهم غابات جبال ظفار من خلال التصحر والممارسات البشرية الخاطئة، وذلك ينذر بحلول كارثة بيئية· ورأت الدراسة أن الاهتمام بعمليات التشجير والحفاظ على الغابات الطبيعية في محافظة ظفار سيحفظ بلا شك التوازن البيئي الذي تتمتع به المحافظة، وسيقلل مستقبلاً من مخاطر التصحر التي بدأت رقعتها تتوسع في الآونة الأخيرة· فسلطنة عمان التي يعيش فيها حوالي ثلاثة ملايين نسمة تحتاج كل عام إلى زراعة عشر ملايين شجرة من الأشجار المحلية على مدى 30 سنة القادمة بالعمل الفردي والجماعي من خلال الجمعيات غير الحكومية سعياً للعودة إلى مستــــويات الكثـــافة النــــباتية عام 1980م· وعند وصول الجمعية لهدفها المنشود فإنه من المتوقع تخفيف انبعاث ما مقداره 75 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً· وتتفق أهداف الجمعية مع توجه العالم الذي ينادي بخفض الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات وتدهورها من خلال التوسع في عمليات استزراع أنواع النباتات المحلية سعياً لاستدامة المظلة الشجرية ومكافحة الاحتباس الحراري نظراً لأن الأشجار تعمل كمخزونات للكربون
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©