السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كي مون ينتقد القتل والانتهاكات ويدعو الأسد لـ «الرأفة بشعبه»

كي مون ينتقد القتل والانتهاكات ويدعو الأسد لـ «الرأفة بشعبه»
2 أكتوبر 2012
عواصم (وكالات) - جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انتقاد الحكومة السورية أمس، على القتل وانتهاكات الحقوق والهجمات الجوية والمدفعية، وأعرب عن شعوره بالإحباط لتفاقم الصراع المتفاقم منذ أكثر من 18 شهراً، داعيا خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الرئيس بشار الأسد إلى “الرأفة بشعبه”. من جهته، اتهم المعلم في كلمة له أمام الجمعية العامة، الولايات المتحدة وفرنسا “بدعم الإرهاب وتشجيعه في سوريا”، مشيراً أيضاً إلى قطر والسعودية وتركيا التي قال إنها “تشجع وتدعم بشكل واضح الإرهاب عبر تقديم المال والسلاح والمقاتلين الأجانب”، معتبراً أن مطالبة الرئيس الأسد بالتنحي تدخل سافر في شؤون سورية الداخلية. وقال إن بلاده لا تزال “تؤمن بالحل السياسي للخروج من الأزمة” القائمة منذ أكثر من سنة ونصف السنة. وقبل لقائه أمين عام الأمم المتحد، اتهم المعلم في حديث تلفزيوني لقناة “الميادين” بثته أمس، واشنطن باستخدام موضوع الأسلحة الكيماوية لشن “حملة” تشبه تلك التي سبقت اجتياح العراق وإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، قائلاً “هذا الموضوع (الأسلحة الكيماوية) هو من بنات أفكار الإدارة الأميركية..هذا هراء صنعوه لشن حملة على سوريا تشبه ما فعلوه بالعراق”. وفي وقت سابق أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي “الناتو” إندرس فوج راسموسين مجدداً أن الحلف الغربي ليس لديه أي نية للتدخل في سوريا ولا يجري محادثات بهذا الخصوص، مؤكداً القلق البالغ لموضوع الأسلحة الكيماوية، مشدداً “لكننا لا نرى حلاً عسكرياً” للنزاع، ودعا الأطراف إلى “إيجاد حل سياسي”. بالتوازي، أكدت الجامعة العربية والاتحاد الأوروبى على موقفهما المشترك بأن السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط، أمر حيوي من أجل استقرار منطقة الشرق الأوسط واستتباب السلم والأمن الدوليين، وذلك في ختام اجتماع مشترك للمندوبين الدائمين ومسؤولي الجامعة وممثلي اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي في القاهرة أمس، مشددين في بيان ختامي على إدانة كافة أشكال العنف والقتل في سوريا وضرورة وقف نزيف الدم والحفاظ على وحدة أراضيها، مطالبين بانتقال سريع نحو مرحلة انتقالية وفقاً للمطالب المشروعة للشعب السوري. في حين أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية ياسر علي أن بلاده ترفض أي تدخل عسكري في سوريا، مبيناً أن رؤية مصر لحل الأزمة السورية ينطلق من ضرورة الضغط على النظام السوري الحالي حتى يرحل. وقال مارتن نيسيركي متحدث باسم بان كي مون أمس، إن الأمين العام “أثار بأشد التعبيرات أعمال القتل المستمرة والدمار الواسع وانتهاكات حقوق الإنسان والهجمات الجوية والمدفعية التي ترتكبها الحكومة السورية”، وذلك أثناء اجتماع مع وزير الخارجية السوري. ولاحظ كي مون أن “تراجع العنف يمكن أن يعد الحكومة السورية لعملية سياسية”، معرباً عن “شعوره بالإحباط حيال استمرار تفاقم الوضع بعد 19 شهراً من القمع والمعارك”. وأوضح المتحدث أن أمين عام المنظمة الدولية والمعلم بحثا “الأزمة الإنسانية المتعاظمة في سوريا والتي تمتد في شكل مقلق إلى الدول المجاورة”. وأثناء كلمة له أمام الجمعية العامة أمس، اتهم المعلم أميركا وفرنسا وقطر والسعودية وتركيا بدعم “الإرهاب” في سوريا من خلال إمدادات السلاح والمال للمعارضة والمقاتلين الأجانب. وفي كلامه عن مهمة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اعتبر المعلم أن “نجاح أي جهد دولي يتطلب إلى جانب الالتزام التام للحكومة السورية، إلزام الدول الداعمة للمجموعات المسلحة وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر وليبيا وغيرها بوقف تسليح وتمويل وتدريب وإيواء المجموعات الإرهابية وبدلاً من ذلك تشجيع الحوار ونبذ العنف”. واتهم المعلم “أطرافاً إقليمية ودولية بالدفع إلى تأجيج الأزمة عبر إفشال كل محاولات الحوار والإصرار على إيجاد حالة من اللاستقرار”. وقال وزير الخارجية السوري “إن الأولى بالدول التي تتدخل في شؤون سوريا وتتغنى بديمقراطيتها أن تدعمنا في خطتنا الديمقراطية”. وأعلن المعلم أن بلاده لا تزال “تؤمن بالحل السياسي للخروج من الأزمة” المتفاقمة مبيناً بقوله “نحن لا نزال نؤمن بالحل السياسي خطاً أساسياً للخروج من الأزمة وادعو كل الأطراف والأطياف السياسية داخل سوريا وخارجها إلى حوار بناء تحت سقف الوطن”. وأضاف في كلمته أن “أبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد الحوار والبناء وأدعو كل الدول الممثلة في المنظمة الدولية إلى الضغط لإنهاء العنف في سوريا عبر وقف تسليح وتمويل وإيواء وتدريب المجموعات الإرهابية المسلحة”. واعتبر أن “ما سينتج عن ذلك الحوار الوطني بعد توافق كل الأطراف، سيكون خريطة البلاد وخطها المستقبلي في إقامة سوريا تعددية وديمقراطية”. وأضاف المعلم أن دمشق “مستمرة بالعمل مع أطراف وطنية في المعارضة لبناء سوريا تعددية وهي عازمة في الوقت نفسه على القيام بواجبها وتحمل مسؤوليتها في حماية شعبها من الإرهاب الذي تعمل مجموعات مسلحة من خلاله على نشر الفتنة بين السوريين وضرب عيشهم المشترك”. وحذر المعلم من أن الولايات المتحدة ذاتها سوف تتذوق سم الإرهاب الذي تدعمه”، موضحاً أن بداية “التذوق” كانت “في بنغازي حيث قتل السفير الأميركي خلال احتجاجات على فيلم مسيء للإسلام. لكنهم لم يتعلموا على ما يبدو درسهم في أفغانستان”. وفي رد على الدعوات لتنحي الرئيس الأسد قال المعلم “سمعنا من هذا المنبر دعوات صدرت من البعض غير العارف بحقائق الأمور أو المتجاهل لها تدعو رئيس الجمهورية إلى التنحي، في تدخل سافر في شؤون سوريا الداخلية”، مضيفاً “أن الشعب السوري هو المخول الوحيد في اختيار مستقبله وشكل دولته وهو الذي يختار قيادته عبر صندوق الاقتراع”. وفيما يتعلق بأوضاع اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، ناشد الوزير السوري المواطنين العودة إلى مدنهم وقراهم لـ”الفرار من أوضاع لا إنسانية” في إشارة إلى مخيمات اللاجئين بالدول المجاورة، مضيفاً أن اللاجئين السوريين يتم وضعهم في معسكرات تدريب أو اعتقال. وذكر المعلم أن فرض العقوبات الدولية على بلاده “لا يستقيم والحرص المزعوم على مصلحة سوريا”. واعتبر أن الأحداث في سوريا “ترجمة عملية لمفهوم (الفوضى الخلاقة)، كما تخدم مصالح إسرائيل التوسعية”. وفي مقاطع بثتها قناة “الميادين” التي تتخذ من بيروت مقراً لها، أبقى المعلم على الغموض فيما يتعلق بامتلاك سوريا أسلحة كيماوية رغم تأكيد وزارة الخارجية ببيان رسمي هذا الأمر في يوليو الماضي. وقال المعلم في المقابلة التي أجريت معه في نيويورك على هامش الجمعية العامة، إن “موضوع الأسلحة الكيماوية إذا وجد في سوريا وأنا أضع خطاً تحت إذا وجد، فهل معقول أن نستخدمها ضد شعبنا؟ هذا هراء”. وأضاف “لكن هذا لا يعني إطلاقاً أن سوريا لديها مخزون أسلحة كيماوية أو أنها تنوي استخدام هذه الأسلحة ضد شعبها”. وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أكد في 28 سبتمبر الماضي، أن دمشق “نقلت أسلحة كيماوية إلى مواقع أكثر أمناً” وهو ما تتهمها قوى المعارضة بالقيام به لا سيما بعد اتساع دائرة العنف في البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©