جمال أبوحمدان يجلي التباسات التاريخ

محمد عريقات (عمان) أقام منتدى الرواد الكبار في العاصمة الأردنية عمان، ندوة استذكارية تناولت التجربة الإبداعية للأديب الأردني الراحل جمال أبو حمدان، شارك فيها كل من د. إبراهيم خليل، ونزيه أبو نضال، ود. بلال كمال رشيد، وأدارها رئيس رابطة الكتاب الأردنيين د. زياد أبو لبن. وفي كلمتها الافتتاحية للندوة أشارت السيدة هيفاء البشير مؤسسة المنتدى إلى أن تجربة الراحل أبو حمدان تنوعت ما بين القصة والرواية والمسرح وأعمال درامية وأدب طفل، فكانت تغوص في العمق والبعد الإنساني وسط لغة رشيقة وجميلة.تلا ذلك قراءة نقدية أشار خلالها د. إبراهيم خليل إلى أن الراحل يختلف عن غيره من الكتاب بحرصه الدائم على الارتقاء بمستوى ما يكتبه من قصص باستبعاد التكرار والتخلص من مظاهر الاجترار الفني، وقد برز ذلك منذ المجموعة الأولى «أحزان كثيرة وثلاثة غزلان»، التي تشير لظهور التيار التجريبي في القصة بصفة عامة والأردنية على وجه الخصوص. أما نزيه أبو نضال فقدم دراسة حملت عنوان «جمال أبو حمدان والدراما التراثية.. كاتب التاريخ إلى المستقبل»، تناول فيها نموذجين من أعمال الراحل الدرامية، أحدهما تراثي، «شهرزاد» 2004، والثاني تاريخي «الحجاج» 2003، مشيرا إلى أن أبو حمدان في مسلسل شهرزاد يذهب الى الماضي كي يؤشر الى الحاضر، ويدلنا على المستقبل، وعن الجانب التاريخي في مسلسل «الحجاج»، تساءل ابو نضال قائلا: ماذا أراد كاتب العمل جمال أبو حمدان أن يقول، حين غادر الراهن نحو حقبة تاريخية مغرقة بالحساسيات والالتباسات والصراعات الدموية والمرعبة بين المسلمين؟ هل كان الحجاج ظالماً ويعكس واحدة من صور القمع العربي عبر العصور، فجاء المسلسل صرخة ضد القمع والظلم؟ وأضاف: إن سيرة الحجاج كما يؤشر المسلسل تطرح القضية المركزية المتصلة بالحكم منذ كان وهي: هل العدل فوق الملك أم الملك فوق العدل؟ وفي ختام الندوة تحدث الناقد د. بلال كمال رشيد عن «البناء اللغوي في رواية (الموت الجميل) لجمال أبو حمدان»، أكد فيها أن هذه الرواية تتميز ببنائها اللغوي، إذ تبلغ معانيها ومراميها دون مبالغة في رصف أو وصف، وهي تختار مفرداتها بعناية بالغة، وتقف مع المفردة اللغوية بكل محمولاتها، فهي تؤدي معنى، وتحقق جمالا، وتتكرر حضوراً وتأكيداً، وتؤتي أكلها عند كل حضور.