السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ثورة شعبية وسياسية ضد انقلاب «الحوثيين»

ثورة شعبية وسياسية ضد انقلاب «الحوثيين»
26 يناير 2015 00:20
عقيل الحلالي (صنعاء) أرجأ البرلمان اليمني إلى أجل غير مسمى جلسة طارئة كانت مقررة أمس الأحد للبت في استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي الخميس بعد اقتحام المتمردين الحوثيين القصور الرئاسية في العاصمة الخاضعة لسيطرتهم منذ أواخر سبتمبر. وفاقمت اعتداءات الحوثيين المستمرة ضد مسؤولين حكوميين وناشطين مناهضين وصحفيين من تعقيد الأزمة في اليمن بعد انسحاب ثلاثة أحزاب رئيسية، هي التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي الناصري، من مفاوضات عاجلة أطلقها مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر لإعادة العملية الانتقالية إلى مسارها الصحيح. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن هيئة رئاسة البرلمان أقرت «تأجيل الجلسة الطارئة» للمجلس النيابي التي كان مقررا انعقادها صباح الأحد «إلى موعد آخر سيتم تحديده لاحقاً». وأشارت الوكالة الحكومية إلى أنه تم تأجيل الجلسة الطارئة التي دعت إليها هيئة رئاسة البرلمان ليل الخميس بعد إعلان الرئيس هادي استقالته من منصبه «حتى يتسنى إبلاغ كافة أعضاء المجلس بالحضور». وكانت مصادر برلمانية أكدت السبت استحالة انعقاد الجلسة بسبب استمرار المسلحين الحوثيين في تطويق مبنى البرلمان منذ ليل الخميس الجمعة، إضافة إلى إعلان الكتلة الجنوبية في البرلمان مقاطعة الجلسة احتجاجا على مواصلة المتمردين حصار منزل الرئيس هادي ومقر إقامة رئيس الوزراء المستقيل، خالد البحاح، وسبعة وزراء في الحكومة غالبيتهم من الجنوب وأبرزهم وزير الدفاع، اللواء الركن محمود الصبيحي. وأطلق مسلحون، يعتقد أنهم حوثيون ويرتدي بعضهم ملابس رجال الشرطة، الرصاص الحي أمس الأحد أمام جامعة صنعاء لتفريق تظاهرة مناهضة لـ»الانقلاب الحوثي» على مؤسسات الدولة. وذكر ناشطون معارضون لـ(الاتحاد) أن مسلحين حوثيين يرتدون زي الأمن العام اعتدوا على طلاب متظاهرين مناهضين للانقلاب الحوثي وعودة انتشار المليشيات داخل الحرم الجامعي غداة خروج مسيرة احتجاجية كبيرة ضد هيمنتهم على الدولة. وأوضحوا أن الحوثيين اعتدوا بالضرب على المحتجين وبينهم طالبات قبل أن يخطفوا قرابة 20 شخصا بينهم ثلاث فتيات أفرج عنهن بعد ساعات. كما اعتدى مسلحون حوثيون على صحفيين حاولوا تغطية أحداث التظاهرة الاحتجاجية، فيما دانت نقابة الصحفيين اليمنيين هذا الاعتداء. وأفاد شهود بأن مسلحين حوثيين انتشروا مساء الأحد بكثافة في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء في محاولة من الجماعة السيطرة على الساحة التي انطلقت منها الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011. ودعت احتجاجية شبابية إلى تظاهرة كبيرة اليوم الاثنين في صنعاء للتنديد بانتهاكات جماعة الحوثيين التي تنامى نفوذها بشكل كبير بعد إطاحة صالح مطلع 2012 وسط شكوك بتلقيها مساندة من الرئيس السابق الذي ما زال صاحب نفوذ داخل مؤسستي الجيش والأمن ويقود أكبر الأحزاب السياسية في البلاد. وعلى صعيد متصل، منع مسلحون حوثيون أمس الأحد قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، اللواء الركن طيار راشد الجند، من دخول القاعدة الجوية الرئيسية جوار مطار صنعاء في شمال المدينة. وقال مصدر في القوات الجوية لـ(الاتحاد) :»منع مسلحون حوثيون اللواء الجند من دخول القاعدة لأسباب غير معروفة»، مشيرا إلى ان هؤلاء المسلحين على علاقة بالرئيس السابق علي صالح ومازالوا منتشرين في محيط القاعدة «لكنهم لم يقتحموها». كما أخلى المسلحون الحوثيون منبى وزارة الكهرباء الطاقة في شارع المطار بعد أمروا جميع الموظفين بالمغادرة. وقال موظف يعمل في مكتب وزير الكهرباء :»امرونا بالمغادرة فورا بعد أن أغلقوا مكتب الوزير وصادروا ختم الوزارة». إلى ذلك، أعلن حزبان رئيسيان في ائتلاف اللقاء المشترك انسحابهما من مفاوضات سياسية دشنها مبعوث الأمم المتحدة، جمال بن عمر، أمس الأحد في صنعاء لإعادة مسار العملية السياسية في اليمن بعد استقالة الرئيس هادي. وذكر حزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبر موقعه الإلكتروني أن أمين عام الحزب، عبدالله نعمان، انسحب صباح الأحد من اجتماع القوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة بحضور المبعوث الأممي. وقال نعمان في بيان: إنه انسحب رفضا لمحاولات «فرض الأمر الواقع بالقوة»، واحتجاجا على «إصرار الحوثيين قمع الاحتجاجات السلمية» باستخدام القوة، مضيفا: إن «تعنت الحوثيين ومحاولاتهم فرض رؤاهم وعدم السماح بالحوار حولها يسد كافة أبواب الحوار معهم ويصل الحوار معهم إلى طريق مسدود». وطالب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري جماعة الحوثيين بالامتناع عن قمع الاحتجاجات السلمية وإطلاق سراح مدير مكتب رئاسة الجمهورية، أحمد عوض بن مبارك، المحتجز لدى الجماعة منذ 17 يناير الجاري، وشدد على ضرورة إنهاء الحصار المفروض على رئيسي الدولة والحكومة وعدد من الوزراء. ومن الوزراء الخاضعين للإقامة الجبرية، وزير الإدارة المحلية، عبدالرقيب فتح، وهو عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، ووزير الشؤون القانونية، محمد المخلافي، وهو نائب الأمين المساعد للحزب الاشتراكي الذي أعلن عبر موقعه الرسمي تجميد الحوار مع جماعة الحوثيين «الذي كان مقررا للبحث مع حلول للأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد». واستنكر مصدر رفيع في الحزب الاشتراكي «قمع المظاهرات واعتقال مجموعة من الشباب في مقدمتهم شباب الحزب الاشتراكي اليمني الذين كانوا في احتجاج سلمي صباح اليوم أمام جامعة صنعاء». وذكر مصدر مشارك في الاجتماع الذي يرأسه بن عمر لـ(الاتحاد) أن المفاوضات لم تفض إلى أي اتفاق حتى مساء الأحد لكنه أكد انها لا تزال مستمرة. وفي وقت لاحق، أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو أكبر مكون في ائتلاف اللقاء المشترك»، تجميد عملية الحوار مع الحوثيين «ردا على تعاملهم الهمجي في محاصرة وزراء الحكومة المستقيلة وقمع احتجاجات طلاب جامعة صنعاء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©