نبيل فكري (مكة المكرمة) - يكتمل، اليوم الخميس، وصول حجاج الإمارات، البالغ عددهم 4 آلاف و982 حاجاً، من المواطنين والمقيمين، إلى الأراضي المقدسة، بحسب محمد عبيد المزروعي، رئيس مكتب شؤون الحجاج بالدولة، المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية والأوقاف «رئيس بعثة الحج الرسمية».
وبلغ عدد الحجاج الذين توافدوا على الأراضي المقدسة حتى صباح أمس، 3517 حاجاً، من خلال 76 حملة، بواقع 14 حملة في مكة المكرمة و62 في المدينة المنورة، وتحرص بعثة الحج الرسمية للدولة على متابعة الوفود أولاً بأول والتنسيق مع الحملات، وحصر أعداد الوفود، ومتابعة الترتيبات، التي تمكن حجاج الدولة من أداء المناسك في سهولة ويسر.
من ناحية أخرى، زار سعادة أحمد محمد منقوش، القنصل العام للإمارات في المملكة السعودية، مقر بعثة الحج الرسمية، والتقى محمد عبيد المزروعي، رئيس البعثة، وأشاد قنصل الدولة بالخدمات التي تقدمها البعثة الرسمية، وبجهود القائمين عليها، الذين يقومون بعمل كبير لخدمة ضيوف الرحمن.
ورفع منقوش أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإلى إخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، لما يقدمونه من دعم ورعاية لأبناء الإمارات في كل مكان، مؤكداً أنه يشعر بالفخر، بعدما شاهد من استعدادات وترتيبات، تليق بالتوجيهات السامية من القيادة بتوفير أقصى درجات الرعاية لحكام الدولة.
كما ثمن منقوش، العطاء المتواصل للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واصفاً عطاء سموه بأنه نهر يفيض عطاء في كل ميدان، وهو ليس بغريب على سموه.
وأكد القنصل العام للدولة على التنسيق الدائم بين القنصلية وبعثة الحج الرسمية برئاسة محمد المزروعي، معرباً عن فخره بما تقوم به البعثة من عمل على مستوى جميع اللجان والشعب، كما أكد أن كل إمكانيات القنصلية مسخرة لخدمة ضيوف الرحمن حتى عودتهم سالمين بإذن الله إلى أرض الوطن.
كما ثمن الدور الكبير لحكومة المملكة العربية السعودية، وما تقوم به من جهود جبارة، وما وفرته من إمكانيات، وأشاد كذلك بحجاج الدولة الذين يمثلون عنواناً ناصعاً للإمارات، بفضل التزامهم بالقوانين وانضباطهم، ما يجعلهم عنوان فخر لأرض زايد.
وكان قنصلا كل من الكويت وقطر، قد زارا مقر البعثة الإماراتية، والتقيا قنصل الدولة ومحمد عبيد المزروعي، رئيس بعثة الحج الرسمية، وذلك في إطار التعاون بين الأشقاء.
وأكد خميس إبراهيم المهندي، القنصل القطري بالمملكة، أن عدد الحجاج القطريين يبلغ هذا العام 1200 حاج، وأن معالي غيث مبارك الكواري، وزير الأوقاف القطري، هو الذي سيترأس البعثة الرسمية لبلاده.
كما أشاد القنصل القطري ببعثة الحج الإماراتية، مؤكداً أنها نموذج فيما تقدمه من خدمات، وأن أداءها يمثل حلقة من سلسلة الأداء الإماراتي المبهر في كل المجالات.
تسلم المخيمات
من ناحية أخرى، من المقرر أن يبدأ اليوم توزيع المخيمات في منى على الحملات وذلك بعد أن تسلمتها بعثة الحج الرسمية، ويتم بالتنسيق ما بين البعثة الرسمية والحملات الرسمية توزيع المخيمات على ضيوف الرحمن، ليعرف الجميع أماكنهم قبل التفويج إلى منى.
وأكد محمد عبيد المزروعي، رئيس بعثة الحج الرسمية، أن الترتيبات تجري وفق الخطة المقررة، وبنجاح كبير بتعاون كل اللجان والشعب، وبروح الإخلاص التي يعمل بها الجميع في المهمة الشريفة.
أضاف: إن كل حجاج الدولة الذين وصلوا حتى الآن بخير والحمد لله، وأن القادمين إلى المدينة بدأوا التوافد على مكة استعداداً للمناسك، واللجان في حالة استنفار تام لمتابعة أمورهم أولاً بأول.
وعما أثاره بعض الحجاج من مخاوف بسبب عملية الدمج هذا العام، أكد محمد عبيد المزروعي أنه لا خوف على الإطلاق من الدمج بين عدة حملات، ثلاث أو أربع، مؤكداً أن هذا النظام، سيساعد في إنجاز كثير من الأمور، سواء التنقل أو التفويج أو معرفة المواقع التي يوجد بها كل فريق، وغيرها من الأمور الإيجابية، وقال: إن بعثة الحج الرسمية إنما تواجدت هنا لخدمة حجاج الإمارات، ولن تفعل إلا ما فيه صالحهم وراحتهم، وهدفنا تقديم أفضل خدمة لهم.
وأكد محمد عبيد المزروعي أن البعثة ستشتري تذاكر قطار المشاعر لجميع حجاج الإمارات، على أن تسلمها للحملات التي تسلمها بدورها للحجاج، كاشفاً عن وضع توقيتات سيتم إعلانها للتفويج بإذن الله من منى إلى عرفات ثم إلى مزدلفة، وكشف عن اجتماع يعقده مع مسؤولي الحملات غداً للاستقرار على كافة الأمور.
إلى ذلك، وزعت بعثة الإمارات أكثر من 16 ألف وجبة غذائية أمام الحرم النبوي الشريف، صدقة عن روح المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك ضمن أكثر من 200 ألف وجبة، بدأ توزيعها مع بداية العشر الأوائل من ذي الحجة.
وتولى محمد عبيد المزروعي، رئيس بعثة الحج الرسمية، الإشراف وتوزيع الوجبات على المحتاجين، يرافقه طالب الشحي، رئيس لجنة الوعاظ في البعثة، وعلي الصريدي، مدير مكتب شؤون حجاج الدولة في المدينة المنورة، وقد حظيت المبادرة الكريمة بإقبال كبير.
وتوالت الدعوات بالرحمة والمغفرة من النساء والرجال الذين اصطفوا في جهتين للوالد المؤسس، وتولى أعضاء البعثة يتقدمهم محمد عبيد المزروعي، رئيس بعثة الحج الرسمية، تسليم الوجبات أمام الحرم النبوي الشريف، في موقف روحاني تجلت فيه أجواء الرحمة والعطاء.
ومن جانبه، قال المزروعي: إنه مشهد مهيب لا يوصف حين نرى الناس البسطاء يلهجون بالرحمة والدعاء للإمارات ومؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد رحمه الله، وسنستمر بهذه المكرمة الجليلة على مدار أيام العشر من ذي الحجة، وسنصل بإذن الله تعالى إلى المحتاجين في جميع المشاعر من منى إلى عرفات والمشعر الحرام ومختلف البقاع الطاهرة التي يلتئم فيها شمل الحجيج.
وقال طالب الشحي، رئيس لجنة الوعاظ في البعثة: إن ما يلفت النظر هي تلك الألسنة من مختلف الجنسيات التي تلهج بطلب الرحمة للشيخ زايد، وهنا أستذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “إذا أحب الله عبداً جعل له القبول في الأرض”، والحمد لله أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمه الله، لا تزال الناس تدعو له بالمغفرة والرحمة.
وأضاف الشحي: لقد كان الشيخ زايد رحمه الله نهراً يجري بالخير، مبادراً في كل مكان، ونحن في هذه الحملة المباركة لتوزيع الوجبات على المحتاجين إنما نقدم جزءاً متصلاً بأعماله الكثيرة الحافلة بالخير والعطاء.
وتجاوب الكثيرون من ضيوف الحرم النبوي مع حملة العطاء الإماراتية، خاصة أنها تحمل اسم زايد، ودعوا له بالرحمة مستذكرين عظيم سجاياه وطيب مآثره، وقال أحد الحضور بصوت عالٍ: رحم الله الشيخ زايد فقد عاش طيباً ومات طيباً، وإن خيره بلغ جميع المحتاجين في شتى أقطار الأرض، وبارك الله فيمن ساروا على هذا النهج المبارك من أبنائه بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
اللجنة الأمنية تعاين مخيمات منى وعرفات
مكة المكرمة (الاتحاد)- أكد العقيد سعيد راشد اليماحي رئيس اللجنة الأمنية ببعثة الحج الرسمية، أن اللجنة تعمل على إنهاء كافة الترتيبات المتعلقة بتفويج حجاج الإمارات إلى المشاعر المقدسة.
وكانت اللجنة قد عاينت مواقع المخيمات في منى وعرفات بالتنسيق مع رئاسة البعثة، وهيئة الدفاع المدني بالمملكة السعودية، وذلك لحصر البوابات والمداخل والمخارج، تمهيداً لوضع خطتها الأمنية، وتوزيع أفراد الحراسة، سواء من أعضاء فريق كشافة الإمارات أو أفراد الحراسة، بما يضمن توفير أفضل الأجواء لحجاج الدولة.
وأشار العقيد سعيد راشد اليماحي إلى أن دور اللجنة يتركز في إنجاز الشق الأمني، وحصر سيارات الحملات إلى المشاعر المقدسة بالتنسيق مع مديرية المرور بالمملكة للحصول على تصاريح لتلك السيارات، لأنها لن تدخل المشاعر من دون تلك التصاريح.
كما لفت إلى بقية المهام الأمنية، كتوفير طفايات الحريق، ومساعدة البعثة في تفويج الحملات إلى قطار الحرمين في منى وعرفات ومزدلفة، داعياً الله أن يوفق الجميع في أداء المناسك وأن يتقبل طاعاتهم، وأن يعيد كل الحجيج إلى أوطانهم سالمين غانمين.
عدد اليوم
