الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

على أجنحة المرجوحة ·· نحلق مع الطيور والفراشات

على أجنحة المرجوحة ·· نحلق مع الطيور والفراشات
13 مارس 2009 00:37
الحرية عند الأطفال والطيور تبدو أهم ما في الحياة، وحين يريد الأطفال أن يستمتعوا بحريتهم إلى أقصاها فإنهم يقلدون العصافير بالطيران· واللعبة التي تحقق لهم الانطلاق والارتفاع عن سطح الأرض هي الأرجوحة· هذه اللعبة البسيطة والمحببة للصغار وأحيانا نجد بعض الكبار يتمرجحون فيها، خاصة إن كانت وسط الطبيعة ومن حولك الأشجار وأمامك مياه الخليج العربي وأبراج أبوظبي تطل عليك وكأنها تسند الأفق· إنه لمنظر رائع ورياضة ترفيهية تريح النفس ولو لدقائق معدودة· لحظات تعيدنا إلى حضن السرير الأول والأم تهزه وهي تدندن: نام يا حبيبي نام·· لجبلك طير الحمام· ومع نوسان الأرجوحة نعود إلى الطفولة، ويمكن العودة إلى الشباب حيث كانت الآلة البسيطة سرير النوم في الحديقة أو الحوش، فيربط الحبل إلى شجرتين ويوضع عليه غطاء وبذلك يكون الهناء بالنوم في هدوء الطبيعة والشعور بالحرية والانطلاق مع الأحلام بصحبة الطيور والفراشات· وهنا وفي قرية التراث المتكئة على وسادة الخليج العربي وجدنا الكبار والصغار والشباب، عربا وأجانب يسرعون إلى المرجوحة، هذه الرياضة المحببة والمريحة للجميع، وإن كانت لا تحظى بالاهتمام مثل بقية الألعاب الرياضية، وإنما ظلت هواية نتعلق بها أحيانا وبالصدفة لتحملنا على أجنحتها· وهنا يحدثنا الشاب ياسر معروف من مصر وذكرياته مع هذه اللعبة الجميلة فيقول: تعود بي إلى الطفولة والذكريات مع الأصدقاء والطبيعة في مصر، إضافة إلى أن هذه اللعبة تراثية، تمارس في كل الدول العربية والعالمية، وهذا دليل على أنها لعبة محببة لدى الجميع، إنها لعبة الطفولة· ويضيف ياسر: تشعرني بالحرية والاطمئنان كأنني طائر يرفرف في عالمه الخاص، أحب هذه اللعبة لأنني التقيت عندها مع مجموعة من الأصدقاء وكانت هي التي جمعتنا مع بعضنا، كما أنها رياضة مفيدة في تحريك الأطراف ونتمنى الاهتمام بها وإدخالها في النوادي الرياضية، وإعادة التدقيق والتفكير في هذه اللعبة مثل رياضة الكرة والتنس· ولكن محمد خلدون وأخوه عبد الله من سورية يقول: تذكرني ببيتنا في مدينة حماة حيث أرض الدار واسعة وكان يجتمع عندنا بعض الأصدقاء وكنا نلعب تحت الأشجار ونسمع صوت الطيور، كلما تذكرت تلك الأيام أعود إلى عالمي الطفولي الذي لا أجده اليوم، لما أرى المراجيح القديمة المربوطة بالحبل إنها أجمل من الحديثة المصنعة، لأن الشعور بالحياة الطبيعية يدخل السعادة والاطمئنان إلى القلب· ويضيف خلدون بأنه يشارك صديقه ياسر في تمنياته في الاهتمام وتحفيز هذه اللعبة· ولكن سارة تقول: هذه لعبة ورياضة جميلة تنتشر أكثر في الريف والمناطق الشعبية، ولأن الناس في الريف يهتمون بالتراث، وكذلك المولات غير موجودة عندنا هناك فنجد في المرجوحة البسيطة رياضة وتسلية بيننا، حيث الطبيعة الجميلة، خاصة هذه الأيام في المنطقة الغربية من أبوظبي· وعندما سألت الطالبة مريم وهي من المنطقة الغربية - غياثي، عن حبها لهذه اللعبة·· قالت: أحب ''وايد'' لعبة الدرفينة وهي موجودة عندنا في الحوش كنت ألعبها وما زلت، إنها لعبة جميلة، كذلك لها قوانين، مثلاً من تستطيع أن ترتفع لمسافة عالية، ومرات نعمل مسابقات للسرعة، وهناك أشواط، ومن تستطيع أن تربط المرجوحة قبل غيرها، وهناك جوائز وهدايا لمن تفوز حيث نقدم لها الحلويات، أتمنى أن يهتموا بهذه اللعبة، خاصة نحن بالريف لا توجد عندنا ألعاب كثيرة ولا يوجد مولات مثل أبوظبي· ويبقى لنا مع لبنان حديث آخر، فهذا إسماعيل من ''بعلبك'' يقول: كنت ألعب المراجيح وأيضا كانت لي مثل التخت أنام فيها، فقد نصبت حبلين بين شجرتين في حديقة البيت حيث أنام على صوت صرار الليل، وفي الصباح أصحو على زقزقة العصافير التي تتنقل بين أشجار الصفصاف والكينا وتدعوني للنهوض· ويضيف إسماعيل: رغم التطور الذي جرى في العالم، ولكن تبقى للطبيعة نكهة خاصة، عندما أتذكر النهر الموجود وراء البيت ونبات المرجان وكذلك الورد الجوري كان عندي أرض كبيرة اسمها محورة، فيها أشجار الحور، كنا نلعب في المرجوحة، وأيضا لعبة حاضور وهي ضرب الطابة، كل شيء يذكر بالطبيعة وأيام الطفولة التي أصبحت بعيدة عنا، ونأمل أن نعود ولو قليلا إلى الطبيعة بكل ما فيها لنحصل على الصفاء والراحة ولو لمدة أشواط في المرجوحة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©