الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الدوري حياة

15 أكتوبر 2011 02:25
يشبه الحياة، بل هو الحياة! عرفتهُ، عبر سنواته العديدة، وعشته وهو يتقاطر أمامي في نسخه المختلفة نسخة بعد أخرى، مرات كان يطاول النجوم، ومرات كان يهوي بنا إلى السفوح، فدورينا دائماً أقول إنه يشبه مواسم الفواكه كل موسم بطعم ورائحة ولون مختلف، ولا يوجد أبداً موسم فيه يشبه الآخر عبر نسخه السبع والثلاثين السابقة، لكن - ودوماً هناك لكن ـ أرى أن هذا الموسم الذي ينطلق بعد سويعات قليلة مختلفاً من كل جوانبه ومعطياته ونظرياته، ولم أضع هذه العبارة في سياق الكلام على سبيل الاختلاف أو بنيتها على خيال أو طموح جانح، بل بنيتها من خلال واقع عشته فتحت فيه كل الملفات المغلقة، والتقيت فيه كل الأطراف المتقابلة والمتعارضة والمتباينة. فعلى مدى أكثر من شهر مضى، سبقت انطلاق الدوري، طفت كل الأندية من خلال برنامجي “جيم أوفر” الذي قدمت فيه خمسا وعشرين حلقة متتالية جمعت فيها كل ما يريد أن يعرفه المشاهد، ومن قبله ما أريد أن أعرفه أنا عن هذا الموسم الفريد، لذا غصت في قضايا كثيرة وتحدثت في جوانب عديدة وانتهيت بعد هذه الرحلة المعذبة مهنياً إلى أن هذا الدوري الجديد الذي ننتظر انطلاقه، يأتي مختلفاً من كل جانب، سواء كان هذا الاختلاف يتعلق بما سيدور داخل حدود الملاعب أو على خطوطها أو بعيداً عنها. ولا يذهب فكر أحدكم بعيداً، ويعتقد أنني أقصد النجوم الذين يزدحم بهم دورينا هذا الموسم في كل نادٍ وهم كثر، وكل منهم علم ونجم يشار إليه بالبنان واللسان، وإن كان هذا الأمر مهماً، كما لا أقصد هذا الكم من الخبرات والأسماء الرائعة التي ستقف على خطوط الملاعب لتقود الفرق، بل أقصد من العبارة كل منظومة العمل إدارية وفنية، وهذا ما لمسته من خلال رغبة ـ كل ـ الإدارات في أن يأتي هذا الموسم مختلفاً قوياً ومثيراً، والأهم أن هذه الرغبة كانت جماعية، من أجل هذا أقول إن هذا الموسم مختلف اختلاف التميز، وهو ما نؤمله ونتمناه ونعمل من أجله في أي مسابقة لكرة القدم. تبقى حلقة وحيدة إذا ما اكتملت سيكون لدينا أفضل دوري على الإطلاق في تاريخ كرة القدم الإماراتية وأقصد بها الجماهير التي ما فتئت تغيب عن المدرجات وتكتفي بالجلوس في المجالس متمتعة بما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات أمام بلازما “ستينية الحجم”، وتترك المدرجات خاوية تشكو الهجر، وهو ما يجب أن تدرك الجماهير أنه يقتل كل هذا العمل الرائع الذي قام به الجميع وتسلبه أهم مقومات نجاحه، وأخشى ما أخشاه أن يلوح دورينا من الآن براية بيضاء لكن المشجعين لا يرونها. بوجه عام دورينا أشبه ما يكون بالحياة، فيه صعود وفيه هبوط فيه حزن، فيه فرح، فيه متعة وسعادة وفيه ألم وزيادة، وما الحياة إلا هذه المعاني، أبشركم بموسم رائع من كافة الجوانب، ودائماً وفي كل عام لتبقى كرة الإمارات في خير وزيادة. البعد الخامس مثلكم جميعاً كنت أرى مارادونا نجماً مشاغباً، مغروراً مزعجاً، لكن حين التقيته وجدت أمامي طفلاً رائعاً يحمل كل مشاعر الطفولة البريئة، فتأكدت أن الأحكام المبنية على غير معايشة دوماً تكون خاطئة، ويبقى مارادونا أسطورة يجب أن نستغل وجودها جميعاً. يعقوب السعدي | Yakoob.Alsaadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©