نيويورك، لندن (رويترز، أ ف ب) - تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى في شهر أمس حيث أدى عدم إحراز تقدم في حل أزمة الميزانية الأميركية إلى قيام بعض المستثمرين بتقليص مراكزهم في قطاعات مثل التشييد والبناء.
وتراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى لليوم الثالث على التوالي وبحلول الساعة 0704 بتوقيت جرينتش هبط 0,3? إلى 1227,91 نقطة مبتعدا قليلا فحسب عن أقل مستوى خلال الجلسة 1227,38 نقطة وهو أضعف مستوى للمؤشر منذ أوائل سبتمبر.
وهبط مؤشر قطاع البناء 1,1?. لكن الخسائر جاءت محدودة بفضل أنباء أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيعلن في وقت لاحق أمس ترشيح جانيت يلين نائب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) لرئاسة المجلس وهي من مؤيدي التيسير النقدي.
وإذا صدق مجلس الشيوخ على تعيينها ستحل يلين محل بن برنانكي الذي تنتهي فترته الثانية في يناير. ويلين من المدافعين بقوة عن اتخاذ إجراءات جريئة لتحفيز الاقتصاد عن طريق خفض أسعار الفائدة وشراء السندات.
وقال كوين دو لويس كبير الاقتصاديين لدى كيه.بي.سي في بروكسل “يصب ترشيح يلين في صالح الأسواق بلا ريب. إنها من كبار المدافعين عن تيسير السياسة النقدية وستتأكد الأسواق أن تعديل السياسة سيكون محدودا ما استمرت البطالة. “لكن الأسواق تزداد قلقا يوما بعد يوم. كلما طال أمد عدم التيقن بشأن سقف الديون واستمر توقف الأنشطة الحكومية لحق الاقتصاد مزيد من الضرر”.ومازال تركيز المستثمرين منصبا على محادثات الميزانية الأميركية التي دخلت أسبوعها الثاني. كان أوباما قال الثلاثاء إنه مستعد للتفاوض على الميزانية مع الجمهوريين بشرط أن يوافقوا على استئناف الأنشطة الحكومية المتوقفة ورفع سقف الديون. وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني منخفضا 0,3? وهبط داكس الألماني 0,2? وكاك 40 الفرنسي 0,3?.
من ناحية أخرى، فتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع أمس وصعد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بعدما سجل أكبر انخفاض منذ أغسطس بفضل توقعات بترشيح جانيت يلين لرئاسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 10,21 نقطة ما يعادل 0,7? إلى 14786,74 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 2,46 نقطة ما يعادل 0,15? إلى 1657,91 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع 5,32 نقطة ما يوازي 0,14? إلى 3700,16 نقطة. وتسلط الانظار على الجمود السياسي في واشنطن واحتمال أن يؤثر على الوضع المالي للولايات المتحدة والتعافي الاقتصادي.
وجانيت يلين التي اختارها الرئيس الأميركي باراك اوباما لتعيينها على رأس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، خبيرة اقتصادية تحظى بالاحترام ومقربة من النخبة الاقتصادية التقدمية وأمضت قسما كبيرا من مسيرتها المهنية في البنك المركزي.
وعبر اختياره يلين (67 عاما) يكون الرئيس اوباما اختار أول امرأة لتولي رئاسة الاحتياطي الفدرالي، المؤسسة التي أنشئت قبل حوالى قرن. ويلين التي تعتبر من الديموقراطيين أمضت اكثر من 12 سنة في صلب السياسة النقدية الأميركية. وتعتبر داخل اللجنة السياسية النقدية على انها من “الحمائم” وتشغلها مسالة البطالة اكثر من التضخم.
ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء خصومه الجمهوريين الى التصويت على الميزانية ورفع سقف الدين لإبعاد “التهديد” الذي يمثله الشلل الحاصل حاليا في الميزانية على الاقتصاد والذي يثير قلق الدول الأجنبية. لكن الرئيس الأميركي ترك الباب مفتوحا أمام التفاوض بعد أسبوع على بدء الشلل الجزئي للدولة الفدرالية وقبل ثمانية ايام من استحقاق يهدد باحتمال تخلف اول اقتصاد عالمي عن سداد ديونه بشكل غير مسبوق.
عدد اليوم
