محمد حامد (دبي) - أكد ليونيل ميسي نجم البارسا قبل ساعات من دخوله أجواء دوري الأبطال لخوض واحدة من المواجهات الهامة للفريق الكتالوني أمام بنفيكا البرتغالي أنه شخص محظوظ لأن القدر جعله لاعباً في صفوف البارسا، كما كشف ميسي عن طموحاته المستقبلية، والتي يبدو انها لا تعرف حداً أو سقفاً معيناً، فقد نجح حتى الآن وقبل أن يتجاوز الـ 25 عاماً في تحقيق وتحطيم الكثير من الأرقام القياسية على المستويات كافة، سواء على الصعيد الشخصي والتهديفي، أو على مستوى مساعدة الفريق الكتالوني في التتويج بالبطولات والألقاب.
وفي حوار مطول مع صحيفة “أل بايس” الإسبانية تحدث ميسي عن مولده الأول، الذي ينتظره بعد شهر تقريباً، قائلاً:”أشعر بحالة خاصة من السعادة الإثارة لهذا الحدث الكبير، وأنا على استعداد للتضحية بحبي للنوم حينما يأتي مولودي الجديد، كل الأمور تسير بشكل جيد، ونحن في أعلى درجات الاستعداد لاستقبال مولودنا الأول”.
ولكن ماذا تعلمت أنت في البارسا ؟ أجاب “الساحر” الأرجنتيني قائلاً: “تعلمت كل شيء في حياتي هنا في البارسا، فقد أتيت قبل أن أتجاوز 13 عاماً، تعلمت الكرة، وذهبت إلى المدرسة، واكتسبت كل شيء هنا، ولهذا دائماً أقول إنني مدين لهذا النادي بكل شيء، ولا أتردد في إظهار ولائي المطلق للبارسا، إنه بيتي وفريقي، ويكفي أنني هنا أشعر بالسعادة والاستقرار بشكل دائم.
وكشف الحوار عن جانب إنساني وأخلاقي اشتهر به ميسي بعيداً عن حبه للبارسا، وهو رغبته الدائمة في أن يظهر بصورة جيدة كإنسان، قبل أن يبحث عن لقب أفضل لاعب في العالم مثلاً، كما شدد “ليو” على عشقه لروح الجماعة، حينما قال: “دائماً أبحث عن انتصارات وألقاب وأمجاد البارسا، قبل البحث عن الانجازات والأمجاد الشخصية، فحصولنا على الكثير من البطولات مقابل تسجيلي عدد أقل من الأهداف سوف يجعلني سعيداً، كما أنني أريد أن أكون إنساناً جيداً، قبل أن أكون أفضل لاعب في العالم، أعتقد أنني سوف أظل في قلوب الجميع حينما أترك ذكرى طيبة في الملاعب، ولن يتذكرني أحد بأهدافي، إلا إذا كنت أملك علاقات طيبة مع الجميع، ما أريده قوله إن الأخلاق والذكرى الطيبة التي تبقى في ذاكرة الجميع بعد أن يعتزل اللاعب”.
هل يشعر ميسي ببعض القلق، ويتطلع إلى الفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة الرابعة ؟، قال ميسي رداًَ على ذلك: “لقب أفضل لاعب في العالم له جاذبية خاصة، ولكنني لا أحب التساؤلات التي تدور في فلك المنافسة على هذا اللقب، خاصة حينما يصر البعض على انتزاع اعتراف بأن هذا اللاعب أفضل من ذاك، وعموماً أنا لاعب محظوظ لأنني أنتمي للبارسا، لأن هذا الفريق يضم كوكبة من أفضل نجوم العالم، وأنا مدين بالكثير لهم، حيث يعود لهم الفضل في أهدافي وألقابي الشخصية، لم يكن في مقدوري تحقيق أي شيء بعيداً عن مساعدة زملائي”.
وأعترف ميسي بأن خسارة أي مباراة هي أكثر ما يجعله يشعر بالحزن والغضب، حيث يذهب إلى الملعب بخيار واحد فقط وهو الفوز، كما أكد أنه يتعاطف كثيراً مع الفئات الفقيرة حول العالم، وهو يملك مؤسسة خيرية تعمل على مساعدة الأطفال، خاصة ما يتعلق بتوفير فرص تعليم لهم، وأبدى “الساحر” سعادته بالعمل مع اليونيسيف، وهي إحدى منظمات الأمم المتحدة في جوانب العمل الخيري، سواء التعليم أو الصحة أو غيرها من المجالات.
وتحدث ميسي عن مهارته الفطرية التي جاء بها إلى البارسا منذ أن كان طفلاً صغيراً، وعلق على تصريحات سابقة لتيتو فيلانوفا المدير الفني الحالي للفريق، والذي قال ان ميسي لايزال يمارس الكرة بنفس الطريقة التي شاهده عليها منذ أن كان طفلاً صغيراً، وعن ذلك قال ليو :”حينما أشاهد تدريبات الناشئين في صفوف البارسا حالياً أدرك أنهم يتعملون الكثير من الأشياء التي لا يمكن أن يتعلهما أقرانهم في أي مكان آخر في العالم، ما أعنيه أن فلسفة أداء البارسا يتم نقلها من جيل إلى آخر، وأنا شخصياً تعلمت الكثير هنا، حيث تم تطوير أدائي وأصبح أكثر جماعية، ففي طفولتي لم أكن أمرر الكرة لأحد على الإطلاق، ولكن الأمور تغيرت تماماً مع مرور الوقت”.
كما أشاد ميسي بما أطلق عليه الرغبة الدائمة في الانتصارات التي تسيطر على فريق البارسا، وهي الروح التي تسيطر على الفريق منذ 5 سنوات، كما أكد أن المدرب السابق بيب جوارديولا هو الذي زرع هذه الروح، وأضاء الطريق للجميع، وجعل الرغبة في التفوق تسيطر على الجميع في جميع المباريات والبطولات، وذهب النجم الأرجنيتني بعيداً في امتداح جوارديولا قائلاً:”أدين بالفضل لكثير من المدربين منذ بداية مسيرتي الكروية، فقد كان لرايكارد دور كبير في تقديمي للفريق الأول، كما أن جوارديولا زرع في فريقنا روح التفوق والطموح الذي لا ينتهي، أعتقد أنني لن أرى مدرباً مثل جوارديولا”.
وتهرب ميسي من الرد المباشر على تصريحات سابقة لمورينيو اتهم خلالها فريق البارسا بتقديم الأداء الممل، وهو الأمر الذي انعكس على المنتخب الاسباني، إلا أن نجم منتخب التانجو رفض ذلك، مؤكداً أن البارسا واسبانيا يقدمان أداء جذاباً.
عدد اليوم
