السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأستاذ.... والحذاء الضيق

الأستاذ.... والحذاء الضيق
15 أكتوبر 2011 09:51
ثلاثة من علماء الفرنجة حصلوا على جائزة نوبل للفيزياء لعام 2011، تحديداً وتخصيصاً وتنصيصاً، وحسب الأخبار المتواترة، فإن هؤلاء نشروا أبحاثاً حول توسع الكون و«السوبرنوفا»، وتقول نظريتهم إن الكون دائم الاتساع بشكل دائم . الغريب، إن اثنين من هؤلاء العلماء يحملون الجنسية الأميركية، رغم أن المرحوم كريستوفر كولمبوس، وبعده أميركو فيسبوتشي - قبل 500 عام ونيف - قاما بتوسيع العالم عن طريق اكتشاف قارتي أميركا، بينما قامت أميركا ذاتها - تحديدا الولايات المتحدة الأميركية - بتضييق هذا العالم. طبعاً يعرف الجميع أنها مجرد نظريات، ومن الممكن أن تمنح جائزة نوبل في الفيزياء بعد أعوام، قد تقل أو تقصر، لعلماء قاموا بإثبات نظرية تضيق الكون، فنحن في عصر انهيار الثوابت، بعد أن سقطت نظرية أن الضوء هو أسرع ما في الكون، (طبعاً بعد سرعة أردني ذاهب إلى عزومة منسف، أو صومالي يلاحق دجاجة)، لذلك اقترح دمج نوبل للفيزياء مع نوبل للآداب - والرواية تحديداً - على اعتبار أن الموضوع هو مجرد إبداع في التخيل. كل هذه المقدمة، لأكتب لكم عبارة رائعة قرأتها قبل سنوات، ليس لمجرد التكرار، بل من أجل التفكير في مدى صحتها وتطبيقها على ما تشاؤون ...... تقول العبارة: «ماذا استفيد من اتساع العالم، وحذائي ضيق؟؟؟؟» ??? «أعلن رئيس هيئة البريد في إسبانيا، المدعو أنخل أجودو، أن مدريد ستقدم طابع بريد يحمل صورة الأديب البيروني الشهير ماريو بارجاس يوسا، الفائز بجائزة نوبل للآداب لعام 2010. وأوضح أجودو أن إصدار طابع بريد يحمل صورة يوسا يأتي في إطار مبادرة تضم إصدار طوابع لأبرز الشخصيات في مجال الأدب والثقافة في إسبانيا، بهدف تكريمهم». انتهى الاقتباس. كم أتمنى أن يخطر في بال أحدنا في العالم العربي، تكريم الشخصيات المحلية والعربية والثقافية في بلادنا، بدل تكرار صور المناطق السياحية الأثرية، التي لم نصنعها، لا نحن ولا أجدادنا، ومع احترامي لهكذا مناطق، إلا أنه يتم تكرارها بشكل ممل على الطوابع وفي كل مكان. من حقهم علينا وحقنا على الأبناء في المستقبل ...!! من حقنا أن نطالب الجهات الرسمية العربية بهذه الممارسة الحضارية. ??? كان الأستاذ ظالماً ومنحازاً، وكان يمارس التمييز التعليمي على حارات بأكملها، لذلك كثر التسرب والهروب من المدرسة، لأن الأستاذ حول، حتى المجتهدين من أبناء حارتنا، إلى أكياس ملاكمة، يضربهم بيديه الصاعقتين دون الحاجة لإستخدام العصا كغيره من الأساتذة، حتى أصيبوا بارتجاجات قطعت مستقبلهم الأكاديمي إلى الأبد. المهم امتلأت المدينة على مدى سنوات من التسرب الدراسي، امتلأت بالبنائين وباعة الفواكه والخضراوات والكهربجية، وغيرهم من أصحاب المهن التي تجلب دخلاً. اشترى أكثر هؤلاء سيارات، في وقت عزت فيه السيارات على الموظفين ومن أكملوا دراستهم، وعندما كانوا يمرون بجانب الأستاذ، ويذكرونه أنه هو سبب خروجهم من المدرسة، كان يعترف بذلك بفخر. نعم كان يعترف بذلك بفخر، بأنهم لو تخرجوا موظفين أو معلمين أو محامين لما امتلكوا سيارات، ولما تزوجوا، ولا كانت أوضاعهم المالية على ما هي عليه. على الأقل، فإن الأستاذ كان يعترف بأنه أخرج الطلبة من المدرسة، ويعزي نجاحهم المالي إلى خروجهم من المدرسة، دون أن يدافع عن نفسه ويتهمهم بالفشل مثلاً، لكن هناك الكثيرين ممن ظلمونا على المستويين الشخصي والعام، وما زالوا يعتقدون أنهم سبب نجاحنا وتقدمنا ... ويتهموننا بالفشل. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©