الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الريال المرعب.. القوة واللياقة والمهارة سر التفوق

الريال المرعب.. القوة واللياقة والمهارة سر التفوق
28 أكتوبر 2014 00:37
دبي (الاتحاد) «استحقاق» و«جدارة».. كلمتان يمكن استخدامهما لوصف تفوق الريال على برشلونة في الكلاسيكو، والأمر لا يتعلق فقط بالفوز بثلاثية مقابل هدف، أو الحصول على 3 نقاط مهمة تعيد الفريق الملكي إلى المنافسة الحقيقية على اللقب، بل الأمر يتعلق باستعادة الثقة والهيبة في مباراة قمة الليجا، حيث ظهر الريال في صورة فريق الكرة العصري، باعتماده على السرعة والقوة والمهارات الفردية التي يتم توظيفها لمصلحة المجموعة، وربما يدرك كل من تابع مباراة الكلاسيكو أن السبب الأهم لتفوق الريال على البارسا كان بدنياً في الدرجة الأولى. قد يتعجب البعض من أن الريال سافر إلى ليفربول، وخاض مباراة من العيار الثقيل في دوري الأبطال الأربعاء الماضي، في حين خاض برشلونة مباراته الأوروبية الثلاثاء بمعقله في الكامب نو، ولكن الريال كان أفضل بدنياً طوال المباراة، هو ما اتضح في الشوط الثاني. بعيداً عن العامل البدني الذي يرجح كفة الريال، فإن الفريق أصبح يملك مجموعة متناغمة من اللاعبين، وخاصة في وسط الميدان الذي يعد نقطة قوته، والمدهش في الأمر أن توني كروس، ولوكا مودريتش من العناصر التي تفضل الأداء الهجومي، ولكن كارلو أنشيلوتي تمكن من إضافة الجانب الدفاعي لأداء كل منهما، واستخدمهما للقيام بدور «محور الارتكاز»، ومن ثم يمكنهما القيام بالدور المزدوج بكفاءة لافتة، ومعهما مفاجأة الكلاسيكو خاميس رودريجيز صاحب المهارة الجيدة والجهد الوافر والقدرة على صناعة الأهداف، والموهوب إيسكو، الذي فتح الطريق لمارسيلو لشن غزوات هجومية من الجبهة اليسارية للريال «اليمنى للبارسا»، وكلاهما قدم مباراة أكثر من رائعة، ومن ثم يمكن القول، إن عناصر وسط الميدان في الريال صنعوا الفارق بدنياً وتكتيكياً، وربحوا معركة الوسط بالضربة القاضية. وفضلاً عن كل ما سبق ذكره، أصبح لدى الثنائي كريم بنزيمة والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو درجة عالية من النضج الكروي والذهني، فهما يتمتعان بخبرة هائلة في مثل هذه المباريات الكبيرة، وبالفعل نجح كل منهما في التسجيل، وصناعة أكثر من فرصة، وتشكيل خطورة كبيرة على مرمى برشلونة، وعلى الرغم من الاعتقاد للوهلة الأولى أن رونالدو كان أقل من مستواه المعتاد، وهذا صحيح إلى حد ما، ولكن السبب في ذلك يعود إلى حالة التألق الجماعي للريال، وهو مؤشر جيد يصب في مصلحة الفريق، حيث لم يعتمد على «النجم الأوحد» في هذه القمة الكروية الكبيرة، ومن ثم يمكننا القول، إن هوية الريال الكروية في عهد أنشيلوتي تأكدت في الكلاسيكو، حيث الأداء الجماعي والاندفاع البدني مع بعض اللمحات الفنية، ليصبح النادي الملكي أكثر تكاملاً من أي وقت مضى. ميسي بخيل في العطاء والتحركات، أم يعاني مشكلات بدنية وذهنية؟ سؤال يجب أن يعثر الجهاز الفني لفريق برشلونة بقيادة لويس إنريكي على إجابة له، أقول إن ميسي يبقى ميسي، وقد ينتفض في بقية مباريات الموسم، ويعود إلى عرش النجومية بفضل مهاراته وقدراته الخاصة، ولكن الوضع الراهن يؤشر إلى بداية هبوط في المستوى، أرى أنه كان بخيلاً إلى حد كبير في الكلاسيكو، لقد بدا بلا دوافع، وبلا حماس. وفي الوقت ذاته، يجب القول إن ميسي يعاني مشكلات بدنية، وسط إصرار الجهاز الفني لبرشلونة، وكذلك المنتخب الأرجنتيني، وربما ميسي نفسه على وجوده أساسياً في جميع المباريات، والقدرات البدنية لميسي لا تتيح له ذلك، ومن ثم يحدث هذا الانخفاض في المستوى، يتوجب على إنريكي البحث عن آلية جديدة للتعامل مع ميسي لكي يحافظ عليه، ويمنحه الفرصة للعودة إلى تألقه المعتاد، ما أعنيه أنه يجب عليهم منحه الراحة الكافية في بعض المباريات، أو إشراكه في جزء من المباريات بحسب الظروف. وقد خسر إنريكي فرصة ذهبية للبدء في تطبيق هذه السياسة مع ميسي، كان يجب عليه استبداله في الشوط الثاني من الكلاسيكو، ولكنه لم يتحل بما يكفي من الشجاعة لاتخاذ هذا القرار، أؤكد أن ميسي لم يعد قادراً على صنع المعجزات في ظل معاناته من مشاكل بدنية هائلة. وبعيداً عن تراجع مستوى ميسي مقابل استمرار رونالدو في الصعود بمستواه، هناك فارق مهم بين النجمين، وهو أن ميسي تراجع كثيراً مع هبوط مستوى تشافي، وإنييستا، ولكن على العكس من ذلك يستمر رونالدو في التألق، بعد رحيل دي ماريا، ومن قبله أوزيل، وهما من أفضل صناع الأهداف، ولكن رونالدو لا يعجز عن الاعتماد على نفسه، أو على لاعبين جدد لمساعدته على التسجيل، ولكن ميسي لم يخرج من عباءة تشافي وإنييستا، وقد يكون نيمار هو الأمل بالنسبة له، وفي الوقت ذاته أخشى ألا يتمكن «ليو» من الاندماج مع سواريز، فقد سبق أن استغنى برشلونة عن إيتو وإبرا وفيا وهم من أفضل المهاجمين في العالم، ولكن تمت إطاحتهم من أجل ميسي. فقد كان وجود تشافي هيرنانديز من بداية المباراة على حساب راكيتيتش الأكثر جاهزية خطأ كبيراً، ولكن إنريكي كان يرغب في إحداث المفاجأة، فانقلب السحر على الساحر، وعلى العكس مما يقال أرى أن سواريز قدم أداءً لا بأس به، ولكنني أخشى عليه من شبح ميسي الذي طرد جميع المهاجمين من جنة البارسا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©