الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التسوية» في الحملة الانتخابية الأميركية

«التسوية» في الحملة الانتخابية الأميركية
2 أكتوبر 2012
أريل زريولنك كامبردج - ماساشوستس تعارض مجموعة من الناشطين الإسرائيليين- الفلسطينيين الخطاب السائد من خلال الإصرار على أن الوقت الراهن هو الوقت المناسب لإشراك الأميركيين في عملية السلام في الشرق الأوسط التي دخلت في حالة ركود مديدة، هذا إن لم تكن قد أوشكت على أن تكون قريبة من الاحتضار. وعلى رغم أن الموسم الانتخابي في الولايات المتحدة عادة ما يكون هو أقل الأوقات مناسبة لتحقيق أي تقدم في مجال السياسة الخارجية وخصوصاً خلال الانتخابات التي يتم التركيز فيها على القضايا المألوفة، إلا أن ما حدث هذا الخريف عندما أثار المرشحان وحزباهما قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وما يتعلق بها من مسائل فرعية وتعقيدات سياسية كثيرة، وأعاداها مرة أخرى إلى دائرة الضوء، كان مختلفاً بعض الشيء، حيث قررت مجموعة تدعى "وان فويس جروب" أي "مجموعة الصوت الواحد" استغلال الفرصة للانخراط في السجال العام. وفي الخريف الحالي يطوف ممثلو المجموعة أنحاء الولايات المتحدة لجمع توقيعات المواطنين على التماس يناشدون المرشحين الرئاسيين جعل إعادة تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط على رأس قائمة أولوياتهما بعد انتهاء الانتخابات القادمة. ومنطق المجموعة في ذلك هو أن حل الدولتين لا يمكن تحقيقه من دون مساعدة حقيقية وملموسة من قبل الولايات المتحدة. و"إذا ما تجاهلنا حل الدولتين فإننا نكون بذلك قد زججنا بأنفسنا في مخاطرة كبيرة لأن هذا التجاهل سيؤدي تدريجياً إلى توليد مواقف راديكالية متصلبة" هذا ما يقوله "ديفيد ماكوفسكي" مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط التابع لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. ويرى "رون بانداك" الذي يعتبر المهندس الإسرائيلي لاتفاقات أوسلو، ويشغل الآن منصب رئيس منتدى منظمات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية غير الحكومية، أن التوجهات اليمينية الإسرائيلية الحالية مثل التوسع في بناء المستوطنات على أراضي الضفة الغربية تغلق الباب عملياً أمام احتمال حل الدولتين، ومن ثم أمام احتمال اجتراح سلام قابل للاستدامة، ويوضح هذه النقطة بقوله "إن ما يحدث في الوقت الراهن ونتيجة لسياسات التسعة عشر عاماً الأخيرة هو أن حل الدولتين يتحول على نحو تدريجي إلى أن يصبح حلاً غير واقعي بسبب الحقائق الجديدة على الأرض من ناحية وتغير المناخ العام من ناحية أخرى". ويقول "بانداك" أيضاً إن الانطباع العام في إسرائيل في الوقت الراهن هو أن ميت رومني: "قد شطب بالفعل عملية السلام في الشرق الأوسط من قائمة أولوياته في حين أن أوباما على استعداد للقيام بمحاولة أخرى إذا ما أعيد انتخابه رئيساً". ولذا فهو يعرب عن اعتقاده بأن أوباما يريد حقاً أن يكون واحداً من مهندسي حل الدولتين. بيد أن "ماكوفسكي" يبدو أقل تيقناً -مقارنة بـ"بانداك"- من أن أياً من رومني أو أوباما لديه الرغبة أو الحماس الكافي الذي يمكنه من إعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط. ولمزيد من التوضيح يقول إن "الناس في الشرق الأوسط يميلون للاعتقاد بأن الرئيس الأميركي الذي ينجح في تأمين فترة ولاية ثانية، يصبح أشبه ما يكون بالملك حيث يكون في هذه الحالة غير مكبل بالحسابات التي تجعله يفكر جيداً قبل الإقدام على التصدي لقضايا كبرى في فترة ولايته الأولى". ويضيف ماكوفسكي: "ليس هناك رئيس يرغب في نزيف رأس مال سياسي، وخصوصاً إذا ما كان يعتقد أن القضية التي يفكر في أن يتصدى لها قضية خاسرة. ولهذا السبب يتعين على الزعماء والقادة المعنيين بقضية الشرق الأوسط العمل على إغراء الرئيس الذي ينجح في تأمين فترة ولاية ثانية بشيء إذا ما كانوا يريدون منه أن يتصدى لقضيتهم". ولكن ما الذي يمكن أن يغري رومني الذي يتولى المنصب لأول مرة إذا ما فاز في الانتخابات بالتصدي لهذه القضية الملغومة؟ سيغريه بذلك وجود مؤشرات تفيد بأن الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين لديهم الرغبة فعلاً في التعامل مع خطوات مؤقتة مثل مسائل الحدود والأمن، كما يمكن أن يغريه بذلك مستوى جديد من الأمانة من قبل هؤلاء الزعماء تجاه شعوبهم بشأن ضرورة السلام، بالإضافة إلى عوامل أخرى كثيرة. ولكن تلك الخطوات تتطلب ضغطاً شعبياً لطمأنة الزعماء الذين يميل سلوكهم عادة لتجنب المخاطر. ولكن حتى بعد استيفاء كافة تلك الشروط، فإن احتمال تحول هذه القضية لتصبح على رأس أجندة الرئيس سواء كان أوباما أو رومني، سيظل ضعيفاً بسبب الموضوع الإيراني الذي يبدو في الوقت الراهن أكثر إلحاحاً وأكثر حضوراً على الساحة. وترغب مجموعة "وان فويس" أن يتضمن النقاش العام في إسرائيل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، التي لم يتم التوصل إلى حل لها حتى الآن. وحول ذلك تقول "أدفا فيلتشينسكي" المبعوثة في الوفد الإسرائيلي المشارك في المجموعة التي تقوم بجولة في الولايات المتحدة في الوقت الراهن "نحن بحاجة لإقناع إسرائيل بأن الوضع القائم يمثل أخطر الأوضاع على هويتها وأمنها القومي". أما أحمد عمير وهو أحد الممثلين الفلسطينيين في مجموعة "وان فويس" فيقول: "إن الغرض من المجموعة هو أن نثبت للفلسطينيين بشكل عام أن حل الدولتين فقط هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يمنحهم الهوية القومية والتحكم في المصير الذي يريدونه لأنفسهم". ويضيف "عمير" في معرض توضيحه لآراء الفلسطينيين بشأن إمكانية نجاح وصلاحية عملية السلام إن "مستوى التشكك السائد بشأنها يبدو مستوى مخيفاً بالفعل، ولذلك فإن الجزء الأكبر من عمل المجموعة ينحصر في نزع هواجس الخوف بشأن انعدام وجود شريك على الجانب الآخر". ووفقاً لـ"فيلتشينسكي" فإن أغلبية الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون حل الدولتين حيث قال ما يقرب من 70 في المئة على الجانبين عام 2009 إنهم يريدون أن يعيشوا جنباً إلى جنب من خلال دولتين، ولكنهم لا يعتقدون أن ذلك يمكن أن يحدث، لأنهم لا يرون شريكاً على الجانب الآخر. ويلوم ماكوفسكي القادة من الجانبين على ذلك قائلاً: "إن غالبية الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون حل الدولتين، ولكنك عندما توجه إليهم السؤال الذي يلي ذلك وهو: هل يريد الآخرون السلام؟ هل يريدون حل الدولتين؟ فإن الإجابة عن ذلك ستكون على الأرجح بالنفي". وفي معرض تفسيره لذلك يقول "ماكوفسكي" إن السبب يرجع إلى أن الجمهور على الناحيتين تم إفهامه أن الطرف الآخر غير مهتم بالموضوع من الأساس... كما أن القادة لا يبذلون الجهود الكافية لإعادة تشكيل الفضاء المجتمعي وهو ما يمكن وصفه بأنه ضعف في القيادة أو افتقار إليها. وينهي ماكوفسكي توصيفه قائلاً: "إن القيادة باختصار هي عملية تتمثل في القدرة على قول أشياء صعبة لشعبك، وأشياء جيدة للطرف الآخر". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©