السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حلم بثلاثة أجنحة

9 أكتوبر 2013 22:23
نتحسس كثيراً من الرهبة والتهيب من سفر المنتخبات العربية الثلاثة مصر، تونس والجزائر?،? إلى الأدغال الأفريقية لاصطياد بطاقة التأهل لمونديال السحر بالبرازيل، الرهبة والتهيب لأن هناك خطوة واحدة تفصل المنتخبات الثلاثة عن الحدث الرياضي العالمي الذي يعني التواجد مع فرسانه، الانتماء فعلياً إلى الصفوة العالمية، والتحقق من سلامة المقاصد الفنية، ومن دقة التخطيط. من منا لم يتحسر أن يكون جيل أبوتريكة الذي تسيد أفريقيا بكل أضلاع السحر فيها، ونال مع المعلم حسن شحاتة ثلاث بطولات أفريقية متتالية، مقدماً نفسه للأمانة كواحد من أكثر أجيال الكرة المصرية شموخاً وقدرة على تطويع العلامات الكروية البارزة بأفريقيا، من لم يستشعر نوعاً من الحسرة على أن هذا الجيل لم يفلح في الحضور إلى نهائيات مونديالي 2006 و2010، لذلك عندما يصل جيل الأسطورة أبوتريكة إلى المنعرج الأخير كما كان الحال تماماً سنة 2010 فإن الأمل كبير في أن يحصل هذا الجيل على مكافأة يستحقها، أن يقدم نفسه عالمياً بعد أن قدمها بكفاءة عالية أفريقياً. هذه المكافأة لغاية الأسف لا تمنح بصفة تقديرية ولكنها توضع على محك التباري، لذلك يحتاج المنتخب المصري إلى الإيمان بالقدرات، وإلى التمتع بكل الصفاء الذهني، وإلى التحصن بكل أسباب المناعة التكتيكية لربح معركة كروية ضارية من فصلين، أولهما سيكون هناك بكوماسي أمام نجوم غانا، وبالطبع فإن توصل فراعنة النيل إلى اقتطاع نصف تذكرة الحلم فسيكون ذلك أمراً رائعاً. والأقدار الجميلة التي أعادت نسور قرطاج إلى مسرح الرهان بعد أن شيعتهم الهزيمة بالدار أمام منتخب الرأس الأخضر إلى خارج الإطار، هي نفسها التي نريدها أن تحضر عندما يبدأ منتخب تونس الفصل الختامي بمواجهة الكاميرون برهان ترويض أسود شرسة، يقول عنها البعض وتقول عنها الوقائع أنها تجتاز حالة مرضية بفعل الشيخوخة. ولأن منتخب تونس بالجيل الحالي كانت له الشجاعة ليصطاد غير ما مرة المحارات في الأحواض المحرمة، فإننا نأمل عندما تحين ساعة اللقاء بأصدقاء صامويل إيتو أن يتحرر نسور قرطاج من كل العوارض والأعطاب التكتيكية التي تجعلهم أحياناً لا يتطابقون مع أنفسهم. ويشهد منتخب الجزائر على حالات مدهشة من الصعود والهبوط، فما كاد حضوره في مونديال 2010 متخطياً شقيقه المصري تمر عليه أسابيع حتى غرق في براثين الأزمة التي تسببت في غيابه عن كأس أمم أفريقيا سنة 2012، إلا أنه بمجيء البوسني هاليلودزيش ستتغير أشياء كثيرة وسيستعيد محاربو الصحراء جسارتهم، وبالقطع فهم يحتاجون إلى كثير من الاتزان ومن النجاعة ليتخطوا منتخب بوركينا فاسو وصيف بطل أفريقيا ويؤمنوا الحضور الثاني لهم على التوالي في كأس العالم. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©