سرت (وكالات) - تراجعت قوات المجلس الوطني الانتقالي التي طوقت فلول قوات معمر القذافي في اثنين من احياء سرت، نحو كيلومترين ظهر امس تحت نيران كثيفة، فيما تراجع قادة النظام الجديد عن إعلانهم القبض عن المعتصم نجل معمر القذافي. وأكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أنه لا صحة للأنباء التي ترددت عن اعتقال المعتصم. ونقلت صحيفة “قورينا” عن عبد الجليل قوله لقناة الجزيرة إنه “لا يرى ما يستحق الزوبعة التي أثيرت حول اعتقال المعتصم وإن هذا الأخير ليس بالشخص المهم جدا بالنسبة لليبيين سواء اعتقل أو لم يعتقل”.
وانسحبت قوات المجلس الوطني التي كانت تأمل في القضاء على آخر جيوب المقاومة في حيين سكنيين شمال غرب المدينة، لمسافة كيلومترين تقريبا الى مقر الشرطة الذي سيطروا عليه الثلاثاء.
وقال المقاتل حميد ناجي من قوات المجلس “اضطررنا الى الانسحاب نحو المقر العام للشرطة وسنستخدم المدفعية الثقيلة لضرب قوات القذافي”. وقبل الانسحاب قال قائد ميداني إن قواته تحاول تجنب استخدام نيران المدفعية الثقيلة لقصف حي الدولار و”الحي رقم 2” السكنيين لتجنب ايقاع قتلى بين المدنيين. وصرح يحيى المغصبي احد القياديين في قوات المجلس الوطني الانتقالي بأن “المعارك تدور خصوصا في هذين الحيين”.
واضاف “نتوقع ان أمامنا ثلاثة ايام قبل القبض عليهم”. واوضح “لا نهاجم بشراسة في هذين الحيين لان عائلات لا تزال عالقة هناك”.
ويسيطر مقاتلو النظام الجديد على الساحة الرئيسية والواجهة البحرية في المدينة وكذلك على مركز المؤتمرات وحرم الجامعة والمستشفى. الا انهم واجهوا مقاومة قوية غير متوقعة في غرب المدينة رغم انهم يسيطرون على شرق المدينة بأكمله.
وفي لندن أكد وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس امس أن حسم معركة مدينة سرت الليبية أمسى وشيكا. وقال فوكس عقب لقاء لمجلس الأمن القومي البريطاني إنه يعتقد أن النهاية الوشيكة لمعركة سرت ستأذن بنهاية الصراع الذي تشهده ليبيا. وأوضح الوزير للصحفيين “إننا قريبون جدا من حسم معركة سرت، وهو ما أعتقد أنه سينهي الصراع الليبي”.
ونفى عبد الكريم بيزامة مستشار رئيس المجلس اعتقال المعتصم نجل معمر القذافي في سرت. وقال “هناك اشتباه بان المعتصم اعتقل ويتم التحري والتأكد من عدة شخصيات تم اعتقالها واسرها وعند التأكد من ذلك سيتم الاعلان رسميا عن اعتقال المعتصم”. كما نفى قيادي كبير في مدينة سرت لفرانس برس اعتقال المعتصم. وقال القائد وسام بن احمد أحد القياديين الميدانيين لقوات المجلس الوطني الانتقالي على جبهة سرت “ليس صحيحا ان المعتصم اعتقل”. واضاف “لكن بعض الاسرى الذين قبضنا عليهم يقولون إن معمر القذافي موجود في سرت”.
وكان بيزامة أعلن امس الاول اعتقال المعتصم وهو طبيب وعسكري كان يقود كتيبة من وحدات النخبة. وقال إن “المعتصم القذافي اسر في سرت ثم نقل الى بنغازي”، مؤكدا “لم نعلن عن هذا الأسر قبل ذلك تفاديا لاي محاولة من أقربائه لتحريره”. وفي الاثناء اعلن مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي امس انهم قبضوا في سرت على خالد تنتوش الذي كان مفتي ليبيا في عهد نظام القذافي وسانده طيلة الانتفاضة.
وقال عبد السلام “اسرناه على الطريق الساحلية غرب سرت”. واضاف ان الرجل “غير هيأته تماماً وحلق ذقنه وكان يقود سيارته ويحاول الفرار الى طرابلس”. وأكد انه اوقف هو شخصيا سيارته مع أربعة مقاتلين آخرين.
عدد اليوم
