الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إقبال أسعد تدخل «غينيس» من باب الحرمان

إقبال أسعد تدخل «غينيس» من باب الحرمان
7 يناير 2016 20:17
رنا سرحان (بيروت) سخّرت إقبال الأسعد الظروف «القاسية»، لتصنع مستقبلاً مشرقاً، فرغم أنها عاشت لاجئة في البقاع اللبناني إلا أنها ثابرت وتمردت على الواقع لتخط اسمها في التاريخ عابرة بوابة «غينيس» للأرقام القياسية مرتين؛ الأولى كأصغر طالبة جامعية، والثانية بوصفها أصغر طبيبة في العالم. تقول إقبال، التي ولدت عام 1993: «ظروف الإنسان التي نشأ بها تؤثر على تكوين شخصيته وأهدافه في الحياة»، موضحة: «ظروف نشأتي، وأنا الفلسطينية التي أبعدني القدر عن وطني، لعبت دوراً إيجابياً في أن أستغلها لأبني مستقبلي بيدي. لم تلدني أمي وفي فمي ملعقة من ذهب. لقد ترعرعت أنا أرى معاناة شعب فلسطين في بلدي والمهجر». إلا أن النبوغ والرعاية شكلا فرقا في حياتها. وتقول إقبال: «منحني الله تعالى الذكاء، واحتضن والدي موهبتي، ولم يقمعها بل آمن بي ووضعني على الطريق الصحيح»، مستذكرة أشخاصا أسهموا في دعمها مثل مدير مدرستها محمد عمر عراجي، والوزير السابق عبد الرحيم مراد، الذي اخترق القانون اللبناني للتعليم ومنحها استثناء في عمر الـ 10 سنوات. ووزير التربية خالد قباني، الذي أمن لها منحة جامعية مجانية بعد حصولها على الثانوية العامة في عمر الـ 12 سنة، لافتة إلى سلسلة تكريمات حظيت بها منها رئيس الجمهورية اللبناني السابق ميشال سليمان، الذي منحها وساماً برتبة فارس. ولم يكن مشوار إقبال التعليمي طويلا فقد أنهت الروضة في عام واحد، واختصرت صفوف المرحلة الابتدائية الستة بثلاث سنوات، بينما أنهيت المرحلة الإعدادية بعامين، ثم الثانوية بتفوق. وبعد تخرجها في كلية «وايل كرونيل» بقطر، وحصولها على إجازة في الطب بعد 4 سنوات فقط، انتقلت إلى ولاية أوهايو الأميركية للتخصص في طب الأطفال، وبدأت العمل بعمر الـ21 عاماً في عيادتها، وبمستشفى «كليف لاند». وحول اختيارها هذا الاختصاص، تقول إقبال: «أسعى لإدخال الفرح إلى حياة طفل والشفاء إلى قلبه. فالأطفال هم شباب المستقبل، وأن تسهم في معالجتهم رسالة حياة للطبيب»، مضيفة: «بسمة طفل بعد المرض أثمن من كنوز العالم، وإدخال الطمأنينة إلى حياة أهله بمثابة العثور على وطن ضائع». وحول أهم صفات إقبال، تقول والدتها وفاء الحشيمي: «هي واعية، وحنونة، وقادرة على تحمل المسؤولية ما يجعلها عصبية أحيانا»، لافتة إلى أنها لم تكن شغوفة بالدراسة، بل كانت ولا تزال تحب النوم كثيراً. إلا أنها ذكية جدا وتفهم الموضوع بمجرد قراءته مرة واحدة. ولإقبال شقيقان قاسم الحاصل على الماجستير في الفيزياء النووية، وعمر الحاصل على الدكتوراه في الهندسة. وحول كيفية اكتشاف نبوغ إقبال، تقول الحشيمي: «كنت أراجع الدروس لابني قاسم وكان حينها في الخامسة من عمره، فبدأت إقبال، وكانت في الثانية، بترديد ما درسته لأخيها، باللغتين العربية والإنجليزية، فتنبه والدها لذلك، ومن هنا بدأت الرحلة». ورغم سجلها الحافل بالإنجازات تعيش الطبيبة النابغة في أميركا من دون الحصول على الجنسية الأميركية، أو اللبنانية، وكأن العلم بات وطنا لها. وتؤكد الحشيمي شغف ابنتها بالأناقة، وهي التي تقصد أثناء سفرها لزيارة أصدقائها في شيكاغو أو نيويورك محال الماركات العالمية لشراء أحدث الملابس والإكسسوارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©