الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«إخوان» الأردن يريدون الحوار مع «القصر» لا الحكومة

14 أكتوبر 2011 09:29
(عمان) - سارعت قيادات حركة الإخوان المسلمين في الأردن بنفي وجود أي لقاءات مع حكومة الدكتور معروف البخيت على خلفية ما أشيع في الصحافة عن رغبة الحكومة محاورة الإخوان والتوصل إلى توافق معهم حول ملف الإصلاح، في مقابل تخلي الإخوان عن الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي، لكن الإخوان شددوا على أن لديهم رغبة في الحوار مع “القصر الملكي وليس الحكومة”. وأرسل المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات رسائل تطمينية للمشاركين في مسيرات الاحتجاج منذ شهور مفادها أن “الحركة الإسلامية لن تخذل الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح”. وقال إنه “لا صحة للأنباء التي تتحدث عن حوار بين الإسلاميين والحكومة”. وفي المقابل يلفت عضو المكتب السياسي لجماعة الأخوان زكي بن ارشيد أن “الحركة ليست في قطيعة مع أحد “لكنها “ستحاور صاحب القرار ولن تحاور حكومة سبق وأن زورت الانتخابات النيابية في عام 2007 “وهو ما أدى إلى خروج الإخوان من البرلمان بستة مقاعد فقط بدلا من 17 مقعداً. والحوار من وجهة بني ارشيد يفترض أن “يشمل كافة القوى المعارضة ليكون حواراً وطنياً وليس فئوياً ومعلناً وليس سرياً وان يكون مع صاحب قرار وليس مع موظف لا يدري متى يذهب”. وعلى صعيد متصل، نفى أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور أن يكون قد التقى وزير الداخلية مازن الساكت أو أي من المسؤولين الحكوميين خلال الأيام القليلة المنصرمة. ويقول “الحوار سياسة ثابتة لدى الحزب ولا نعدل عنه الا لمصلحة وطنية، ولكننا لن نتحاور مع الحكومة الحالية غير المؤهلة”. وملف الانتخابات البلدية هو الملف الأكثر سخونة في الأردن، فقد شهد الأردن خلال الأيام الماضية ولأول مرة في تاريخه إغلاقات لطرق رئيسية ولمقار البلديات وإطلاق رصاص من محتجين وإحراق إطارات على خلفية استحداث الحكومة (99) بلدية فتحت شهية العشائر إلى المطالبة بمزيد من البلديات والانفصال عن البلديات الكبرى. المواجهة اليومية بين القبائل والحكومة بظهور مزيد من الاحتجاجات للمطالبة بالإكثار من زيادة عدد البلديات، دفعت الحكومة إلى تسريب أخبار صحفية عن حوارات مع الإسلاميين (أكبر قوى المعارضة في البلاد) في محاولة منها لتعزيز موقفها الداخلي وتهدئة الأوضاع”. وأنكر الإسلاميون تصريحات نسبها وزير البلديات الدكتور حازم قشوع لعضو المكتب السياسي في الحزب بني ارشيد مفادها أن الأخير أشاد بإجراءات التحضير للانتخابات، وقال بني ارشيد “إنني لم اشد بأي شيء ورهن المشاركة في الانتخابات بالاستجابة لعدد من المطالب الإصلاحية أبرزها تشكيل حكومة إنقاذ وطني”. ودعم موقفه أمين عام الحزب حمزة منصور بقوله “اذا كانت هنالك جهة جادة وقادرة على إدارة حوار منتج فالحزب يرحب بما يخدم المصلحة الوطنية ويسهم في ترجمة مطالب الشعب الاصلاحية”. وهو ما يؤكد أن لدى الحركة موقفا موحدا يتمثل في رفض الحوار مع الحكومة وفقدان الثقة فيها. ورغم الحضور القوي للإخوان في الشارع الأردني إلا أنهم في مواجهة مع قوى عشائرية ترفض استخدام مناطقها للانطلاق بمسيرات احتجاجية أو مهرجانات خطابية، فقد أعلن أمس المئات من ابناء عشيرة بني حسن في الأردن رفضهم لتجمع الأخوان وأنصارهم في قرية سلحوب إحدى قرى العشيرة الأكبر عددا في البلاد والتي يقارب عدد أفرادها المليون شخص لإقامة مهرجان خطابي. ولم يتوقف أبناء العشيرة عند الرفض بل اتهموا حركة الإخوان في بيان صحفي “بالعمل على تنفيذ مخططات وأجندات خارجية تحاول تمريرها”، لافتين إلى أنهم “لن يسمحوا بإقامة مهرجان سلحوب مهما كلف الأمر”. وبحسب بيان لأبناء العشيرة فإن “قيادات حركة الإخوان المسلمين أصرت على إقامة مهرجان خطابي في سلحوب ودعت إليه كافة الحركات الشعبية في المملكة السبت المقبل وظاهر المهرجان خير وباطنه لا يكن للأردن إلا العداء والبغيضة والحقد وسفك الدماء”. وطالب البيان منظمي المهرجان تأجيله وإخراجه من قرية سلحوب درءا للفتنة وعواقبها الوخيمة المحتملة. وبحسب مراقبين فإن “الحراك الاجتماعي والسياسي في الأردن لا يخيف النظام الحاكم أو يهدد وجوده، لكنه يسبب له تخوفا من أن يقود إلى صدام بين المطالبين بالتغيير وبين الرافضين لكل مظاهره، وهو ما يؤكد أن النظام سيفتح حوارا مع القوى المطالبة بالإصلاح حفاظا على أمن داخلي تمتع به الأردن لعشرات السنين”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©