متعاملون: توقيت إطلاق العاصمة و خليفة ب و الشهامة يؤكد قوة الوضع الاقتصادي في أبوظبي

توقع مسؤولون في قطاع العقارات والبناء والتشييد، أن تؤدي المشاريع التطويرية الثلاثة التي وافق عليها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني الاربعاء الماضي، إلى انعاش حركة قطاع المقاولات والتشييد بالامارة، وان تساهم في جذب شركات مقاولات من خارج ابوظبي للعمل على تنفيذ هذه المشاريع عند اطلاقها· واكدوا ان هذه الخطوة التي تشمل ثلاثة مخططات لمنطقة العاصمة ومدينة خليفة (ب) وخطة اعادة تطوير منطقتي الشهامة والباهية، تؤكد التزام حكومة ابوظبي بخططها المستقبلية ورؤيتها القائمة على خطط ودراسات دقيقة للاحتياجات الحالية والمستقبلية، في المجالات الاقتصادية والسكنية والاجتماعية· وقال رئيس لجنة الانشاءات في غرفة تجارة وصناعة ابوظبي خلفان الكعبي ''لا توجد في ابوظبي مشاريع عشوائية''، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تندرج ضمن خطة مدروسة ومتكاملة تصب في تلبية متطلبات الامارة سواء من مشاريع البنية التحتية أو الخدمات أو الاحتياجات السكنية والتجارية والمكتبية· من جهته، أوضح عتيبة سعيد العتيبة رئيس لجنة العقارات في غرفة التجارة، أن هذه المشاريع تأتي لتعيد تنظيم الإمارة وإيجاد حلول لبعض الصعوبات التي ظهرت مؤخراً مثل الزحام في داخل جزيرة أبوظبي، مشيراً إلى ان نقل المؤسسات الحكومية الى منطقة العاصمة ضمن المشروع الجديد، سيساهم في تخفيف الكثير من الضغط الحالي داخل المدينة· وكان مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني وافق في اجتماعه الأول خلال العام الحالي يوم الاربعاء الماضي، والذي عقد برئاسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، على 3 مخططات رئيسية لمشاريع تطويرية كبرى تندرج ضمن خطة ابوظبي ·2030 وتشمل المخططات الثلاثة المخطط التصوري لمنطقة العاصمة والمخطط الرئيسي لمدينة خليفة (ب) وخطة إعادة تطوير منطقتي الشهامة والباهية، وسيتم الاعلان عن تفاصيلها خلال معرض سيتي سكيب أبوظبي للعقارات الذي سيقام خلال شهر أبريل المقبل· واشار خلفان الكعبي الى ان مثل هذه الخطوات ستساهم في دعم قطاع البناء والانشاء بأبوظبي ودفعه لتحقيق المزيد من النمو خلال السنوات المقبلة، مشيرا الى ان الفترة المقبلة ستشهد اقبالا من شركات مقاولات تعمل في امارات اخرى مثل دبي وبعض الامارات الشمالية، اضافة الى شركات اخرى بالمنطقة، ستعمل على انجاز اعمال في ابوظبي نتيجة استمرار اطلاق المشاريع الجديدة· نهج التطوير واضاف الكعبي ان هذه الخطوة تدل على الاستمرار في نهج التطوير بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة والعالم، مشيرا الى ان ذلك يعكس قوة ابوظبي واقتصادها وانطلاقها نحو تنفيذ خططها ومشاريعها المستقبلية· وتكتسب ابوظبي اهمية خاصة في المنطقة خلال الفترة الراهنة، التي تمر بها اقتصادات العالم بصعوبات نتيجة الازمة المالية العالمية، واشارت مجموعة من الدراسات والتقارير الاقتصادية الى ان ابوظبي ستكون الوجهة المفضلة للاستثمارات خلال الفترة المقبلة، نتيجة استمرار حكومة الامارة في اطلاق مشاريع تطويرية جديدة وتطبيق خطتها الطموحة الممتدة حتى عام ،2030 والتي تستهدف توفير الاحتياجات المختلفة للامارة وفق معدلات النمو المتوقعة والزيادة السكانية· وقال عتيبة العتيبة ان الخطوة التي يعمل على تنفيذها مجلس التخطيط العمراني تعد ايجابية جدا، وتأتي ضمن دراسات تفصيلية تشمل النواحي المختلفة، مشيرا الى ان مشروع العاصمة على وجه التحديد سيساهم في تخفيف الضغط عن مركز مدينة أبوظبي الحالي، خصوصا انه سيتم توفير مواقف للمركبات في المنطقة الجديدة، في حين توجد مشكلة في المواقف داخل مركز المدينة الحالي· واضاف العتيبة ان آثار مثل هذه الخطوة ستكون ايجابية على قطاع المقاولات بشكل رئيسي، حيث ستساهم في تنشيط الحركة واعمال الشركات خلال الفترة المقبلة، كما انه من المتوقع ان يتم اطلاق المزيد من المشاريع في الفترة القادمة والتي ستساهم هي الاخرى في تنشيط الحركة الانشائية· القطاع العقاري واستبعد ان يكون هناك تأثير مباشر لهذه المشاريع الجديدة على القطاع العقاري في ابوظبي، مشيرا الى ان القطاع العقاري يتحرك وفقا لمعطيات العرض والطلب بالدرجة الاساسية، مشيرا الى انه بالرغم من تراجع الطلب خلال الفترة الحالية، الا ان الوضع لم يصل الى مستويات خطيرة تؤثر على القطاع· واشار الى ان القطاع العقاري سيستفيد من الزيادة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والمشاريع التطويرية التي ستجذب عددا اكبر من الشركات، وهو ما سيدعم معدلات الطلب على العقارات السكنية خلال الفترة القادمة، غير انه لا توجد علاقة مباشرة بين تطوير المشاريع الجديدة وخصوصا مشروع العاصمة وبين زيادة النشاط العقاري بالامارة، الا ان مثل هذه الخطوة قد تؤدي الى تعزيز الطلب في مواقع داخل المدينة بعد ان يقل الزحام فيها نتيجة تغيير مواقع المؤسسات الحكومية ونقلها الى مشروع العاصمة· وتعد المخططات الثلاثة المعلن عنها من أكبر المشاريع التطويرية التي أعدها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني ضمن خطة أبوظبي ،2030 والتي تهدف إلى إرساء موقع متقدم لأبوظبي على الصعيد الاقتصادي العالمي مع تحقيق أعلى مستويات الاستدامة فيها وتوفير نمط حياة عالية الجودة ينسجم فيها السكان مع التطورات العمرانية، وتنتشر فيها المعرفة والتنمية المستدامة التي تأخذ بعين الاعتبار مصالح واحتياجات الأجيال القادمة والحفاظ على التراث الثقافي والموروث الاجتماعي للإمارة ضمن مفهوم جديد للتطوير العمراني الحديث· ويظهر المخطط التصوري لمنطقة العاصمة التي تمتد على مساحة 4500 هكتار ويسكنها 370 ألف نسمة بأن هذه المنطقة ستشكل عند الانتهاء منها مركزاً حكومياً واقتصادياً في أبوظبي ينعم بكافة متطلبات المدن المستدامة· وستضم منطقة العاصمة مناطق سكنية عالية الكثافة تعج بالحركة والتنقل ومؤسسات جامعية ومستشفيات، إضافة إلى مناطق أقل كثافة سكانية· كما ستتجاور في نطاقها مؤسسات البنى التحتية للحكومة الاتحادية والمحلية، وكذلك المباني المخصصة للمؤسسات الاتحادية والسفارات والمؤسسات الدولية، الأمر الذي يعزز مكانة ودور أبوظبي بصفتها عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة· أما المخطط الرئيسي لمدينة خليفة (ب) فيضم ثلاثة عناصر: أولا، المخطط الرئيسي للمناطق السكنية القائمة حاليا والتي تجسد رؤية المجلس من حيث توافر المساحات والمرافق العامة الجيدة· ويشمل العنصر الثاني مخططاً رئيسياً يهتم بإنشاء منطقة جديدة نشطة ومتعددة الاستخدامات بين المناطق السكنية الحالية والطريق السريع· ويقوم العامل الثالث على المبادئ التوجيهية لتصميم وتطوير مناطق سكنية على درجة عالية من الجودة تلبي احتياجات ساكنيها وتتكامل مع المناطق السكنية القائمة· الشهامة والباهية يذكر ان مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني يشرف بالشراكة مع ''مؤسسة الإمارات'' على خطة إعادة تطوير منطقتي الشهامة والباهية بمحاذاة الطريق السريع الذي يربط أبوظبي بدبي، والتي كان قد تم الإعلان عنها لأول مرة خلال شهر يونيو 2008 · ويساهم إقرار هذه الخطة التطويرية في نمو الطاقة الاستيعابية للمناطق السكنية الحالية لتصل إلى 110 آلاف نسمة حتى عام ·2030 كما سيلبي المشروع الحاجة القائمة إلى المرافق الخدماتية للمجتمعات المحلية ومواقف المركبات ومحال التسوق والسكن· وفي المقابل، يعتمد وسط المدينة الجديد على شبكة نقل ومواصلات متطورة ومجموعة أخرى من المنشآت والمرافق المتنوعة· كما يقوم مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني حاليا بإعداد التصاميم الجديدة لشوارع الإمارة، والتي تتماشى مع المبادئ التوجيهية لخطة أبوظبي 2030 الرامية إلى إضفاء قدر أكبر من السلامة والراحة والجمالية على هذه الشوارع· وسيتيح التصميم الجديد لشوارع العاصمة خيارات فاعلة وحقيقية لكافة أنماط الحركة والتنقل، سواء للمشاة أو للراغبين بالاعتماد على الدرجات الهوائية والمواصلات العامة أو السيارات الخاصة