الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مناجم ضخمة للنحاس والذهب في قاع المحيطات

27 يناير 2007 23:28
نيويورك - أحمد كامل: مع ارتفاع سعر أي خام يستخرج من باطن الأرض فإن وسائل البحث عنه واستخراجه التي سبق استبعادها بسبب ارتفاع تكلفتها تعود إلى مجال البحث وطاولة الدراسة ومعها معادلات حسابية جديدة لمعرفة ما إذا كان استخدام هذه الوسائل الجديدة يمكن أن يكون أمراً مجزياً من الوجهة الاقتصادية في ضوء ارتفاع الأسعار· وكان هذا على وجه الدقة ما حدث مؤخراً مع ارتفاع أسعار المعادن مثل الذهب والفضة·· ذلك أن هذه الأسعار تضاعفت ثلاث مرات خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة· وتقول الأرقام التي تتناول حجم الطلب المتوقع- لاسيما من الافراد - حتى عام 2020 أن أسعار مرشحة لفترات أخرى ستتجاوز كل التوقعات· وهكذا أعيد بحث وسائل للاستخراج والتنقيب ما نراه في أفلام الخيال العلمي ولكننا لم نرها -حتى الآن على الأقل - في الواقع الذي نراه من هذه الوسائل استخدام الروبوت للبحث عن المعادن في قاع الميحطات التي لم يتمكن أحد من ملامستها على أي نحو مباشر حتى الآن· كان ذلك ما فعله ديفيد هايدون، وهو ''مغامر تكنولوجي'' إن جاز التعبير، على مقربة من ساحل جزيرة بابوا غينيا الجديدة في المحيط الهادي، إذ استخدام هايدون روبوتا بدائيا أرسله إلى مسافة 1600 متر تحت سطح مياه المحيط حيث استخرج صخرة بدت في كاميرا الفيديو التي يتابعها هايدون من قاربه مشجعة· وحين عاد الروبوت بالقطعة الصخرية الصغيرة باعها هايدون بنحو 300 دولار، إذ كانت غنية بالنحاس والذهب· إلا أن الربح في هذه الحالة لم يكن 300 دولار فقط، وانما البرهنة على أن هناك ثروات تنتظر من يستخرجها في قاع البحار والمحيطات· فالرسائل التي يرسلها السوق واضحة للجميع، من هذه الرسائل مثلا أن احتياطي النحاس المتاح لأغراض البناء والتعمير من 1,2 مليون طن متري في عام 2003 إلى 150 ألف طن في نهاية سبتمبر الماضي· ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى زيادة الطلب في الصين والهند مع الطفرة التنموية التي يشهدها البلدان وحتى يمكن للعالم أن يواكب الزيادة المتوقعة في الطلب عليه أن يضيف نحو 1,1 مليار طن متري جديدة من النحاس إلى موارده المتاحة حتى عام ·2020 ولكن من أين؟ المديرة التنفيذية في شركة سنتري سيليكت كابيتال جروب الكندية لورا لو تقول ''لاشك في أن الطلب على النحاس سيزداد بمعدلات تفوق كثيراً الاحتياطيات العالمية المؤكدة من خام هذا المعدن المطلوب· والعالم يواجه صعوبات متزايدة في العثور على الخام· ولذا يتعين البحث عن مصادر غير تقليدية''· إلا أن مدير شركة أخرى هي شركة كوانبري كابيتال بول ايدن يضع نفسه في معسكر المتشائمين حول مستقبل استخراج النحاس من قاع المحيطات، إذ يقول ايدن ''هناك تساؤلات عن تأثير عمليات الاستخراج على التوازن البيئي، وفي المناخ الراهن الذي يسوده قلق عالمي حول البيئة لا أعرف إذا كان من السهل اقناع الآخرين بسلامة هذه العمليات''· ويضيف المدير ''فضلاً عن ذلك فإن هناك أيضاً أسئلة عن جدوى عملية هذا النمط من الاستخراج، ذلك أن صخور قاع المحيطات لا تحتوي على معدلات متجانسة من المعدن· ومن المبكر حتى الآن القول إن بالإمكان اكتشاف ما نسميه منجماً حيث نجد ترسبات الخام فوق سطح الأرض''· ولكن مؤسس ومدير شركة نبتون التي تعمل في حقل استخراج المعادن سيمون ماكدونالد يقول ''سمعنا هذا النوع من التشاؤم حين بدأ التنقيب عن النفط في الحقول البحرية، فقد قيل إن ذلك يضر بالبيئة وأن من الصعب الحصول على البترول تحت قاع البحر، وأثبت الزمن خطأ كل ذلك· إن البحث عن المعادل في قاع المحيطات ليس مجرد نزوة أو عرض مؤقت''· وقال ماكدونالد ''بحثنا مساحة محدودة بالقرب من سواحل نيوزيلاندا وكان تركيز النحاس الذي استخرجناه من قاع البحر نحو 8,1% بينما نجد أن التركيز في المناجم البرية في تشيلي مثلا لا يتجاوز 1,2%، بل وجدنا خام الذهب بنسبة 11,2 جرام في طن الصخور بينما الخام الذي يتواجد في منجم نيفادا الأميركي لا يتجاوز 0,13 جرام للطن، إننا نقف أمام احتمالات كبيرة قد تشكل نقطة تحول في عمليات استخراج المعادن·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©