مع ارتفاع المحفظة الاستثمارية العقارية المخططة في دول الخليج العربية إلى أكثر من تريليون دولار، لم يعد من الغريب القول بأن المنطقة أصبحت مغناطيساً قادراً على اجتذاب كبريات الشركات العالمية المتخصصة في الإنشاءات، وبدأ الوافدون الجدد بالتهافت على السوق من دون انقطاع، طامحين للاستثمار في أفضل الفرص التي تتيحها المنطقة على المستوى العالمي· ويشير خبير في إحدى الشركات العالمية الكبرى العاملة في الخليج إلى أن المشاريع تسير فيها قدماً دون أن تتعرض الشركات المنفذة لها لأية عراقيل كبرى كالتي تواجهها في بقية دول العالم·
ويقول تقرير ''ميد'' إن الخلل القائم الآن بين العرض والطلب في قطاع الإنشاءات هو الذي يؤدي إلى تدفق الشركات الوافدة الجديدة إلى المنطقة· وبالنظر لأن المقاولين الجيدين لا يأتون إلى المنطقة بالعدد الكافي، فقد أصبح يتعين على مطوري المشاريع أن يتحلّوا بهامش أوسع من المرونة· ولقد تطورت أساليب دفع المستحقات والعوائد وظهرت أساليب جديدة للتشاور والمشاركة بين المطورين والمقاولين جعلتهما يتقاسمان المخاطر الاستثمارية التي قد تنطوي عليها بعض المشاريع·
ويضرب التقرير بشركة ''بلفور بيتي'' الإنجليزية مثالاً عن هذا التطور، حيث بدأت العمل في الإمارات قبل 30 عاماً لتكون بذلك الشركة الأجنبية الأكثر قدماً في الدولة· وكان أول المشاريع التي تكفلت بإنجازها هو تشييد ميناء جبل علي في دبي لتثبت بذلك أنها شركة تعرف كيف تصمد خاصة بعد أن أسست علاقة وطيدة مع (شركة دبي للنقل) التي عرفت باسم (دوكتو)· وتمكنت (بلفور بيت) من تسجيل نجاحات كبرى خلال السنوات الخمس الأخيرة على خلفية الطفرة العقارية التي سجلت مؤخراً في المنطقة؛ وفيما بلغت ميزانيتها في عام 2007 نحو 107 ملايين دولار، ارتفعت إلى 817 مليون دولار عام ·2007
عدد اليوم
