الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جيل ثان من شركات العقارات ينشط السوق المحلية

27 يناير 2007 23:17
تعرض تقرير ثان لـ ''ميد'' لواقع شركات المقاولات والإنشاءات الأجنبية في دبي، مشيراً إلى أن الإمارة كانت تعتمد بشكل أساسي على المقاولين العالميين الذين منحتهم فرصة الاحتفاظ بموقع الريادة في تنفيذ المشاريع الأكثر ضخامة، ولعبت عمليات الشراكة القوية بين شركات المقاولات المحلية والعالمية دوراً حيوياً في تسهيل تنفيذ المشاريع العمرانية الأكثر طموحاً في دولة الإمارات، ومن أشهر الشركات العالمية التي خاضت هذه التجربة الناجحة: ''لايينج أورورك'' من المملكة المتحدة، و''سيكس كونتركت'' البلجيكية، و''ماليبليكس'' الأسترالية· ومع حجم المشروعات الهائل اتضح أن الطاقة القصوى لأداء هذه الشركات المندمجة بدت محدودة، وكان ذلك مدعاة لظهور موجة جديدة من الشركات العالمية الوافدة التي اصطدمت بمشكلة نقص المصادر الأساسية من الفنيين والأيدي العاملة ومواد البناء· ولحسن حظ مطوّري المشاريع العمرانية، ظهر البديل العملي الذي يمكنه تعويض هذا النقص، فبعد 5 سنوات من التعاون في تنفيذ المشاريع العمرانية الكبرى، أصبحت لدى مجموعة متآزرة من الشركات المحلية الخبرة والثقة بالنفس بما يكفي للتكفل بالمشاريع الكبرى، وكانت شركتا ''آرابتيك للإنشاءات''، و''الحبتور للأعمال الهندسية'' سباقتين للتكفل بإنجاز مثل هذه المشاريع· وبعد أن أقامت هاتان الشركتان ائتلافات جديدة مع شركات عالمية مثل: ''موراي أند روبرتس كونتراكتورز'' من جنوب أفريقيا، و''سامسونج'' الكورية الجنوبية، أصبحتا في الوضع الذي يؤهلهما للخوض في تنفيذ أضخم المشاريع العمرانية التي يتم إنجازها في الإمارات· وشهدت السنة الماضية، ظهور الموجة الثانية من شركات المقاولات المحلية التي اختارت أن تحذو حذو ''آرابتيك''، و''الحبتور''، منها شركة: ''الشعفار للمقاولات العامة'' المحلية، فقد بدأت العام الجديد بالفوز بعقد قيمته 218 مليون دولار لبناء محيط وضواحي ''الميل الذهبي'' أو ''جولدن مايل'' الواقع على سعفة ''نخلة الجميرة''، وهو الأول من سلسلة عطاءات ينتظر الإعلان عن المقاولين الذين سيفوزون بها· ونقلت ''ميد'' عن عماد عزمي العضو الإداري في شركة الشعفار قوله: بدأت الشركة نشاطها عام ،1989 وكانت في ذلك الوقت مجرّد شركة متواضعة تعمل في مشاريع إنشاء الأساسات والتسوية الأرضية والطوابق الأولى للبنايات، وبدأت نقطة التحول الكبرى التي شهدتها الشركة مع أفول آخر شموس الألفية الثانية، وأيضاً مع الانفجار المدوّي الذي شهده القطاع العقاري في دبي في بدايات الألفية الثالثة· وأضاف عزمي: بدأنا العمل في بناء البنايات الضخمة قبل أربع أو خمس سنوات في مدينة دبي للإنترنت، وكان إيقاع العمل من النوع السريع، ومنذ ذلك الوقت انطلقنا للعمل لصالح شركة إعمار العقارية في المشاريع الكبرى ثم في القطاع 6 من مجمع مساكن شاطىء الجميرة، وكان النجاح في كل مشروع يحفزنا على التحرك بسرعة نحو مشروع آخر· وسرعان ما ظهرت بوادر التطور الكبرى في شركة الشعفار، حيث حققت نمواً سنوياً تراوح بين 30 و50% خلال السنوات الخمس الماضية وأصبح مسيّروها على يقين من أن هذا النمو سيتميز بالديمومة والاستمرار· ويضيف عزمي قوله: ''ولا شك أن وضعنا قبل خمس سنوات كان مختلفاً كل الاختلاف عما هو الآن، لقد كانت فرص العمل في ذلك الوقت محدودة وكانت الأسعار والعوائد متدنية، بخلاف ما هو عليه الحال الآن، وسوف يستمر تطورنا على هذا النحو''· وفيما اقتربت المزيد من المشاريع الكبرى من مرحلة الطرح في مناقصات، فإن التحدي الأكبر الذي يواجه شركات المقاولات والإنشاءات في عام 2007 أصبح يتعلق باختيار المشاريع المناسبة· وأصبح الخلل المسجل في مبدأ العرض والطلب بين ضخامة المشاريع من جهة، وقلّة منفذيها من المقاولين من جهة أخرى، يعني أن سرّ اللعبة بالنسبة لشركة الشعفار إنما يتعلق بطريقة الاختيار، ويقول عزمي: ''تتوافر الآن كثير من المشاريع الجيدة ما يقتضي منا أن نكون ماهرين في الاختيار، ولابد أن يكون للمشروع الذي نختاره اسماً طنّاناً؛ لأننا نحرص على تنفيذ المشاريع المتميزة فقط· ثم إن التوسع السريع الذي يشهده القطاع العمراني في دبي كان وراء ظاهرة الطلب الكبير على دورة التموين بالمواد الأساسية والأيدي الخبيرة، مما جعل من المتعذّر على هذه الشركات اجتناب عبور عنق الزجاجة، وكان لشركة الشعفار أن تخفّف من صعوبة عبور هذه الأعناق عندما استعانت بأخواتها من الشركات المتخصصة بإنتاج مواد البناء الأساسية مثل قوالب الإسمنت الجاهزة ومواد الإكساء الخارجي، والأصباغ وعازلات الماء والرطوبة، ويمكن قول الشيء ذاته على المقاولين الثانويين الذين تتعامل معهم شركة الشعفار· ويمكن للشعفار أن تعتمد أيضاً على شركائها لتأمين المصادر في وقت الحاجة إليها''· ويشكل الانتشار وتوسيع رقعة النشاط والعمل خارج إمارة دبي الخطوة التالية لشركة الشعفار، ووفقاً لضخامة المشاريع العقارية الكبرى المخططة في إمارة أبوظبي، أسست الشعفار مكتباً للمشاركة في مشاريع الأبراج التي ستقام هناك· وبالرغم من أنها لم تضمن حتى الآن أياً من هذه المشاريع الكبرى، إلا أن عزمي يتوقع تغيّراً لهذا الحال خلال العام الجاري ،2007 أما الانتشار إلى ما وراء حدود دولة الإمارات، فهو من الأفكار التي لا تندرج حتى الآن في أجندة شركة الشعفار، ويعلق عزمي على هذا الحال بقوله: ''نتطلع الآن إلى دولة الإمارات فقط طالما أن لدينا فيها ما يكفي من المشاريع ولقد بلغنا فيها مرحلة الكفاية الذاتية''· ويأمل الشعفار أن يساعدها حجم المشاريع المخططة في دولة الإمارات على تحقيق طموحاتها في أن تصبح إحدى شركات المقاولات الأكثر ضخامة على المستوى الاتحادي· ويقول عزمي: ''عندما بدأنا العمل، كنا مجرّد شركة صغــيرة، إلا أن الهوّة باتت أكثر ضيقاً بيننا وبين الشركات التقليدية الشهيرة· ويكمن التحدي الآن في تضييق هذه الهوّة أكثر وأكثر· ونحن نسعى لأن نصبح أحد أكبر المقاولين في دولة الإمارات''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©