أزهار البياتي (الشارقة)- وقفت الموهوبة الإماراتية عائشة الحوسني ذات الـ 26 ربيعاً أمام لوحاتها التصويرية المعلقة، تتأملها بحب وفخر واعتزاز، تشاهد ما صنعته أناملها الرشيقة وتستعيد معها ما مرت به من مشاعر وأحاسيس متغيرة ومختلفة أثناء إنجاز العمل، لتسجل من خلال عدسة الكاميرا جانباً من أفكارها، طموحها، وحلمها للمستقبل، عاكسة عبر كل لوحة فنية ملامح من شغفها اللامتناهي بلعبة الظل والضوء.
أوجه متعددة
ولعل الحوسني تمثل حالة إبداعية واحدة من ضمن المواهب المشتركة في المعرض الشارقة العالمي للمرأة والفنون، الذي انطلق بفعالياته المشوقة منذ 27 من يناير الماضي حتى 27 من فبراير الجاري، رافعاً عبر دورته الجديدة الخامسة شعاراً مميّزاً وهادفاً، يجسد معاني «السلام» بكل ما تحمله هذه المفردة الجميلة من أوجه متعددة، مستقطبا أعمالاً فنية مهمة لنساء من شتى أنحاء العالم، حيث تعبّر كل واحدة منهن عن انطباعها، فلسفتها، وتفسيرها الشخصي للسلام، حيث تقول خولة السركال، مدير نادي سيدات الشارقة: هو معرض نوعي أقيم ليعزز أواصر العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين شعوب العالم، فيمد جسورا من التواصل بين مختلف الحضارات، ويرسم ملامح العالم الجديد والمفتوح على بعضه البعض، صيغ بأسلوب معاصر وحديث ليحتضن النخبة من الفنانات العالميات، من اللواتي لهن بصمة وميزة في هذا المجال، ولقد اخترنا له عنوان «السلام» بمفهومه الواسع، كونه يمثل حالات متعددة كما يطرح في الأوان ذاتها العديد من علامات الاستفهام ويثير مختلف الأفكار والمواضيع الشائقة.
التماسك والتسامح
وأضافت: هو يترجم أيضا صياغات كثيرة لمفردات الأمل، التماسك، والتسامح بين البشر، ويختزل في مضمونه العديد من القيّم والمبادئ الإنسانية منها ما يتعلق باحترام الحريات، العدالة الاجتماعية، وتقبل الآخرين، ولعل هذا ما أطر كافة الأعمال المشتركة في هذه الاحتفالية الرائعة للفن والثقافة، التي استحضرت في مجملها وجهات النظر والرؤى الشخصية لكل فنانة مشاركة في المعرض، راسمة فلسفتهن الخاصة بأعمال فنية وابداعية مبتكرة وفي مجالات عدة منها، الرسم المائي والزيتي، فن الكولاج، التصوير الفوتغرافي، التشكيل النحتي، أعمال الخط…إلخ.
فكرة
وتنوه المصورة الفوتوغرافية عائشة الحوسني إلى تفاعلها الكبير مع الحدث، مبدية إعجابها بفكرته بقولها: بالرغم من أن مشاركتي في معرض المرأة والفنون تعد الأولى، إلا أني لطالما كان لي علاقة كبيرة مع العدسة التصويرية، وبيننا عشق وشغف تطور ونمى منذ الطفولة، ولقد وجدت نفسي أكثر في مجال التصوير بالأبيض والأسود، لأرسم عبر نقاط الظلال والضياء صورا تعكس ما يشد نظري ويأسرني من مواقف مثيرة في الحياة، فاختزلها بلقطة وومضة من الزمن تعّبر عن حالتي آنذاك، ومن خلال هذا المعرض الفني ومفهوم السلام وجدتي ضالتي، متعمقة بالفكرة ومنغمسة في تحليلها، لأعيد صياغتها بكاميرتي وحسب مخيليتي الشخصية، حيث حضرت في سبيلها العديد من ورش العمل والدورات المختصة بمفاهيم التأمل علم الطاقة، ومعرفة الذات، التي كانت لها الفضل بتطوير شخصيتي أفكاري، والعديد من توجهاتي.
مراحل منفصلة
وتتابع: لقد حصرت فكرتي بمعنى السلام الداخلي، ووجدت من خلالها ما أبتغيه من أفكار، لأقسم أعمالي الفنية على خمسة مراحل منفصلة، كل واحدة منها تمثل حالة نفسية وفنية مررت بها، بحيث تجمع كل صورة وعمل عشرة صور أخرى في داخلها، مرتقية من مرحلة لأخرى، راصدة عبر تصاعد المشاهد واللقطات، كل ما عايشته في رحلتي الخاصة لاكتشاف الذات، معتمدة فيها على توظيف عناصر مهمة من ثقافة وخصوصية بلدي الإمارات، وما تزخر به من تاريخ وتراث أصيل، لأبروزها بشكل جديد وعصري، وضمن رؤية عالمية وفنية خلاقة، تساهم بإلقاء الضوء على طبيعة مجتمعتنا العربية والخليجية، وتظهر أجزاء من حضارتنا للآخرين.
إضاءة
معرض المرأة والفنون العالمي ظاهرة فنية وثقافية تسلط الضوء على المتميزات من نساء العالم، وما يلعبنه من أدوار مهمة ومحورية في كافة شؤون الحياة، وبدأ نشاطه المتميز في إمارة الشارقة منذ سنة 2000، ليصل إلى دورته الخامسة في هذا العام تحديدا، بعد استكمال حوالى ال 14 عاما من التألق والنجاح، وبمشاركة متميزة من 24 فنانة عربية وعالمية، من ضمنها 3 مواهب إماراتية، وهو عادة ما يستقطب فنون المرأة حول العالم، وفي شتى المجالات والحقول الإبداعية.
عدد اليوم
