الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مجالس النساء وأماثيل أقدم شاعرة إماراتية

مجالس النساء وأماثيل أقدم شاعرة إماراتية
6 أكتوبر 2015 00:33
محمود عبدالله (أبوظبي) في مستهل البرنامج الثقافي، المصاحب للنسخة السابعة لمعرض العين تقرأ، نظمت أمس الأول ندوة بعنوان «مناقشة كتاب أماثيل الماجدية بنت ابن ظاهر»، لمؤلفه الشاعر والباحث سالم بوجمهور القبيسي. والكتاب صدر مؤخراً عن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ووصف الشاعر والأديب إبراهيم الهاشمي، في تقديمه الندوة أبو جمهور بالدارس الدقيق الذي يفكر خارج الصندوق، يكتب ما لم نتوقعه منه، يفكر في الجيل القادم، وكيف يمكن له أن يقرأ الشاعرة سلمى ابنة الشاعر الماجدي بن ظاهر، أقدم شاعرة إماراتية معروفة حتى الآن، ولقبت بـ«جدة الشعراء». وبيّنَ الهاشمي أن بوجمهور قدم تحليلاً احترافياً للقصيدة الوحيدة التي صاغتها الشاعرة سلمى واحتفظت بها ذاكرات الرواة، وما زالت تلقى اهتماماً خاصاً من الباحثين في مجالات الشعر الشعبي. بدأ بوجمهور أمسيته المفتوحة بحديث مسهب عن والد الشاعرة، الماجدي بن ظاهر، صاحب الرقم الأول في الذاكرة الشعبية، أما الشاعرة سلمى فلا تقل عن أبيها في المعرفة وثقافتها اللغوية، ومن خلال كتابي هذا تعمقت أكثر في شخصيتها الشعرية، مستعرضاً جمال وروعة قصيدتها النبطية اليتيمة المتبقية من أثرها الشعري وتقع في 26 بيتاً، ووصفها بالقصيدة «المعجزة» لأنها ظلت لسنوات طويلة في الذاكرة الشعبية، ثم أعدت كتابة هذه القصيدة باللغة الفصيحة حتى تصل للقارئ المعاصر بيسر. أضاف بوجمهور: الذين تحدثوا عن سلمى أخذوا من سيرتها الإبداعية جانب الإخبارية، ثم أعطوها صفة «الكاشفة» بمعلومات استقوها من الرواة الشفاهيين، لكنني أخذت كلامهم وشرحهم بحذر، وتحدثت عنها بتفسير منطقي، ضمن اشتغالات على قصيدتها التي تحمل في بنائها العديد من المفردات الصعبة على جمهور الجيل الجديد، ضمن قاعدة كيف نتعامل مع القصة التراثية باستمتاع ومحبة، كما بإمكاننا أن نبحر إبحاراً جديداً للتعرف على حكايات التراث لنتعلم منها الكثير. وأوضح مؤلف الكتاب لجمهور غصَّت به المساحة المحدودة للمسرح المكشوف في المعرض، أنه قام بجهد خاص في الكشف عن مكامن الجمال الفني في القصيدة، بمواصفاتها التي تجمع التكرار الفني الواعي، والنزوع إلى تكرار العبارات لتثبت في أذهان المتلقين، وقال: في قصيدتها تشكيل لغوي في غاية الاحترافية، والتشكيل النسجي للغة الشعرية في نصها البديع يبدو دقيق التوزيع الهندسي للألفاظ والجمل وتقابلها بشكل إبداعي متماثل يدل على إحساس حاد بتمثل الجمال الفني للإيقاع الشعري الآسر. إلى ذلك تحدثت السعد عمر المنهالي رئيسة تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، في ندوة أخرى عن عوامل ازدهار واستمرار المجالس الثقافية النسائية بشكل خاص مشيرة إلى ما يواجه هذه الصالونات من تحديات وما يميزها من خصائص. وبدأت المنهالي كلامها بتقديم لمحة عامة عن تاريخ المجالس الأدبية خارج الإمارات وداخلها، مشيرة أن أهم عوامل تشكلها في الإمارات مع نهاية التسعينيات يرجع إلى وجود أشخاص مهمومين بالثقافة وقضية صنع جيل مقبل على القراءة والمعرفة ونشرها، مستشهدة بمجالس عديدة مثل مجلس الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان الثقافي، وصالون بحر الثقافة لصاحبته الشيخة روضة بنت محمد بن خالد. وأوضحت المنهالي بعض الشروط اللازمة لتشكل هذه المجالس وأهمها الأمن والوفرة المادية ووجود مرافد معرفية تفيد المجالس وتكون أداة جذب للمهتمين، والتي تؤدي أيضاً إلى انبثاق مجالس أخرى عنها تستقطب بأنشطتها الثقافية الكثير من المثقفين والمهتمين. ولفتت السعد المنهالي إلى أن مردود المجلس الثقافي النسوي سرعان ما ينعكس على المجتمع من خلال الأم والمعلمة والمهندسة والباحثة وأستاذة الجامعة، وأكدت أن الحوار الموضوعي الهادف هو الغالب عادة على المجالس والنقاشات والطروحات النسائية في هذه الصالونات. إلى ذلك شهد جناح نادي تراث الإمارات المشارك في فاعليات معرض «العين تقرأ» للكتاب إقبالاً جماهيرياً، واهتماماً خاصاً لدى الإعلاميين والأدباء والمثقفين، وتفاعلاً كبيراً من مختلف زوار المعرض، لا سيما طلبة المدارس والجامعات الذين يسعى النادي للوصول إليهم لتعريفهم بجوانب عديدة من الثقافة الإماراتية الثرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©