الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المرأة العربية·· بين المواجهة النضاليـة والمشاركة العامـــــة

27 يناير 2007 00:58
د· رسول محمد رسول: رغم أشكال التخلف في غير صعيد، تلك التي مني بها المجتمع العربي والإسلامي وما زال، ولأسباب معقدة وشائكة، وتعرضت في خلال كل ذلك إلى جملة من التحديات والصعاب، كان للمرأة العربية أكثر من دور في الحياة العامة، ما أدّى إلى أن تصبح مشاركتها أمراً لافتاً في حراكه وفي تبدياته العملية أو الميدانية· خصوصاً بعد أن تعرَّضت المنطقة العربية والإسلامية في القرن العشرين إلى جملة من المتغيرات التي يصح وصفها بأنها جوهرية، وبالتالي جذرية كونها غيرت من مجرى الحياة في المجتمعات العربية والإسلامية، ومنها احتلال فلسطين عام ،1948 ونكسة يونيو في عام ،1967 وحرب ،1973 والثورة الإسلامية في إيران عام ،1979 واندلاع حرب الخليج الأولى عام ،1980 وانهيار الاتحاد السوفييتي عام ،1989 وغزو دولة الكويت عام ،1990 وحادث الحادي عشر من سبتمبر عام ،2001 والحرب على أفغانستان، وبالتالي الحرب على عراق الدولة البعثية عام ،2003 ناهيك عما خلفته تلك الحربين من مشكلات جمة بل وطاحنة، وبالتالي الحرب على لبنان في صيف ·2006 حتى اللحظة نتوافر وبشكل متواصل على جملة من الدراسات والمؤلفات التي تتناول قضايا المرأة العربية وهي تعيش كل ما نتجَ عن كل تلك المتغيرات الآنفة الذكر· ومن ذلك كتاب (المرأة العربية في المواجهة النضالية والمشاركة السياسية) الصادر مؤخراً عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، والذي شارك فيه كل من أحمد جابر (فلسطين) ووخالد علي عبد الخالق (مصر) وسمير عبد الرحمن حائل الشميري (اليمن) وفاضل الربيعي (العراق) ونادية سعد الدين (الأردن) ونيفين عبد المنعم مسعد (مصر) وأخيراً هيفاء زنكنة (العراق)· المرأة العراقية يبدأ الكتاب بدراسة فاضل الربيعي عن نساء أبوغريب أو بزوغ مجتمع اغتصاب نموذجي في العراق الجديد، كما يقول الكاتب، الذي بنى الكاتب دراسته على رسالة افتراضية بعثتها سجينة عراقية كانت تتعرض إلى الاغتصاب من قبل الأميركيين في سجنها إلى عدد من الشخصيات العراقية الدينية، والتي نقلوها بدورهم إلى وسائل الإعلام· ولكن في ظل أوضاع منفلتة بالعراق كان صدق تلك الرسالة موضع شك دائما، إلا أنها صارت مادة ثرية لمعارضي الحرب على العراق وبالتالي معارضة المشروع الأميركي في العراق· ومهما يكن يذهب الباحث إلى أن الاغتصاب لا يعدو أن يكون استراتيجية عسكرية في أي حرب تشنها الولايات المتحدة وفي أي مكان في العالم· يسلط الربيعي الأضواء على مضامين الرسالة ليخرج بجملة من المفهومات البنائية التي ساق عبرها موضوع دراسته، فهو يستخدم مفهوم (مجتمع النساء)، ومفهوم (النساء المعزولات)، وعلاقة ذلك بمفهوم (الرجل الأبيض في مخدع الحريم)، ليقول عندما تبلغ درجة الانتهاك هذا الحد الفظيع من الشعور بالألم في مجتمع النساء المعزولات عن العالم كلياً، فإن تلك الدرجة من الانتهاك ليست سوى انتهاك فظ يتجاوز نطاق المبررات بكل يقين· ويتحوَّل الغزاة من حاملي هدية الحرية للعالم إلى مجرَّد موجة عاتية من المتوحشين وممارسي الاغتصاب· الباحثة العراقية هيفاء زنكنة من جانبها ناقشت الخطاب السياسي الأميركي تجاه المرأة العراقية، ومدى تحقيق الإدارة الأميركية وعودها للمرأة العراقية· لكنها تتساءل عن الكيفية التي ينظر فيها الأميركيون إلى المرأة العراقية؟ تقول زنكنة: تم تصوير المرأة العراقية أميركياً بأنها أمية غير متعلِّمة، وبلا إنجازات تُذكر في المجالات الاجتماعية والثقافية، ولا علاقة لها بالوضع السياسي العام، ولم تلعب يوماً ما دوراً في بناء الدولة العراقية وبناء المجتمع؛ إنها بلا تاريخ، بلا هوية، إنها ضحية، ضعيفة، صامتة، لا حول ولا قوة لها في مجتمع ذكوري مهيمن· إنها أقرب ما تكون إلى المرأة الأفغانية المحرومة الحقوق بسبب الاضطهاد الطالباني، أي أنها بحاجة ماسة إلى التحرير من القمع السياسي والديني والتقاليد المجتمعية الخانقة· إن هذه الآراء جاءت على لسان عدد من الأميركيات مثل جوان ديكو، ممثلة ''سلطة التحالف المؤقتة'' التي بدأت العمل مع النساء العراقيات بعد أبريل ·2003 وديبرا برايس، مندوبة الكونجرس عن الحزب الجمهوري في العراق· وتحاول الباحثة التأكيد على أن الصورة التي رسمها الخيال الأميركي عن المرأة العراقية هي صورة غامضة غير حقيقية في وقت كانت للمرأة العراقية مشاركة كبيرة على أكثر من صعيد في خلال عقود القرن العشرين· المرأة والعنف أحمد جابر يكتب عن المرأة الفلسطينية في مواجهة العنف والتمييز، وتطرق إلى أشكال العنف ضد المرأة في المجتمع الفلسطيني؛ كالعنف الأسري ضد الفتيات غير المتزوجات، والاعتداءات الجنسية داخل الأسرة التي تأتي من جانب الأب، أو الأخ، أو العم، أو الخال· والعنف الذي يعتمد على الاغتصاب الذي يؤكد الباحث أنه أخذ في الازدياد منذ عام ،1998 وضرب الزوجات، وقتل النساء على خلفية شرف العائلة تعد أيضاً من ضروب العنف ضد المرأة· ليس بعيداً عن فلسطين، فالباحثة المصرية نيفين عبد المنعم تدرس أوضاع المرأة المصرية في ضوء انتخابات مجلس الشعب المصري خلال عام ·2005 وبعد أن تستعرض الظواهر التي رافقت تلك الانتخابات، وتقدم جملة من الملاحظات الخاصة ببيئة الانتخابات، وبالتالي تركز القول في خريطة المرشحات فيها، وتخلص إلى القول إن تمثيل النساء في مجتمع لا يمثل رجاله المؤهلون لتمثيله وضع لا يستقيم، لذلك فإنه لا حاجة لتخصيص لا يأتي مصحوباً بإصلاح سياسي وتشريعي كاملين· إصلاح سياسي يؤمن بمبدأ التعدد، ولا يتعامل مع الاتجاه المختلف بوصفه شراً مطلقاً، فمثل هذا التفكير يحمل مسؤولية الاستقطاب، خصوصاً ونحن نعيش في مجتمع يلين للخطاب الديني، وإن لم يدن تنظيمياً بالضرورة لمن يحمل هذا الخطاب من تيارات· إلى الأردن، حيثُ دراسة نادية سعد الدين عن مستقبل المرأة الأردنية في التنمية السياسية في ضوء السياسات المعلنة بالمملكة الأردنية· تستعرض الباحثة وضع المرأة في الحياة السياسية قبل عام 1989 وبعده من سنوات حيث تطورت مشاركة المرأة الأردنية في السلطة التشريعية من خلال مشاركتها في مجلس النواب، ومجلس الأعيان، وفي السلطة التنفيذية، والقضائية، والوظائف العليا، والمجالس البلدية، والأحزاب، والنقابات المهنية والعمالية، فضلاً عن الإعلام· وخلصت الباحثة الى أن مستقبل مشاركة المرأة إنما هو رهن دعم الحكومة الأردنية لها، لكن السياسات المعلنة والمتعلقة بهذا السياق تتسم بالضعف والمحدودية، بل إنها لا تسمح بزيادة وتفعيل دور المرأة في التنمية السياسية· المرأة والانتخابات لليمن أيضاً حصة من التأمل في أوضاع المرأة هناك، كتب سمير عبد الرحمن هائل الشميري دراسة بعنوان المرأة والانتخابات البرلمانية اليمنية، استعرض فيها تجربة انتخابات اليمن عام ·2003 وأجاب الباحث عن أسباب سقوط المرأة المروع في تلك الانتخابات في مهاوي الفشل· وعزا الباحث سبب ذلك إلى شيوع الثقافة التقليدية في المجتمع اليمني، وضعف وعي المرأة والمجتمع معاً، كذلك ضعف مساندة المرأة من قبل الحكومة والمؤسسات المدنية، ناهيك عن انعدام الرؤية الاستراتيجية الخاصة بتفعيل دور المرأة الفاعل في المجتمع السياسي والمدني· أخيراً، يستعرض الباحث المصري خالد علي عبد الخالق، أوضاع المرأة الإماراتية المعاصرة، ليتوقف عند الأنشطة النسوية المنظمة، والتي بدأت منذ عام ،1974 عندما تأسست في دبي (جمعية النهضة النسائية)، وفي الشارقة (الاتحاد النسائي)، وفي أم القيوين (الجمعية النسائية)، وفي عجمان (جمعية أم المؤمنين)· وفي عام 1975 تأسس (الاتحاد النسائي)، و(جمعية نهضة المرأة الظبيانية)· وفي عام 1979 (جمعية نهضة المرأة) في رأس الخيمة، ويتعرض الى جملة التطورات التي طرأت على أوضاع المرأة في الإمارات في ظل تطور اهتمام الدولة بها وتأكيدها على مشاركة المرأة في الحياة العامة، ومنها الحياة البرلمانية والسياسية والإدارية العليا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©