الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«البيئة»: 120 مليار جالون من المياه الجوفية تستهلك في زراعة الأعلاف

«البيئة»: 120 مليار جالون من المياه الجوفية تستهلك في زراعة الأعلاف
9 أكتوبر 2013 00:09
سامي عبدالرؤوف (دبي)- كشفت دراسات وإحصائيات رسمية، أن متوسط استهلاك المياه السنوي لري محاصيل الأعلاف في الدولة، بلغ أكثر من 120 مليار جالون (450 مليون متر مكعب) من المياه الجوفية. وأكدت الدراسات التي حصلت عليها «الاتحاد»، أن الضخ المفرط من المياه الجوفية لتلبية متطلبات زراعة الأعلاف مثل حشائش الرودس والبرسيم ذات الاحتياجات المائية العالية قد أدى إلى استنزاف نسبة كبيرة من المياه الجوفية وتدهور نوعيتها (تملحها). وقال المهندس سيف الشرع وكيل وزارة البيئة والمياه المساعد للشؤون الزراعية والحيوانية، في تصريح لـ « الاتحاد»، إن “ تحول المزارعين من الزراعة التقليدية إلى الزراعة القائمة على التقنيات الحديثة أصبح ضرورة قصوى “. وأضاف: “ الزراعة بالتقنيات الحديثة تتيح أكبر قدر من الإنتاج الزراعي وبأقل معدل لاستهلاك المياه مثل تقنية الزراعة المائية لإنتاج الأعلاف الخضراء”. خفض الإنتاج وكشف الشرع، أن الوزارة اتخذت عدداً من التدابير لتقليص استهلاك المياه في زراعة الأعلاف من أجل الحفاظ على المخزون الجوفي. وقال: “ من هذه التدابير خفض المساحات المزروعة بالأعلاف وخصوصاً أعلاف الرودس التي تشكل حوالي 80% من الأعلاف المزروعة وذات الاستهلاك المائي العالي الذي يقدر بحوالي 69 ألف جالون (260 متراً مكعباً) لإنتاج 1 طن من الرودس الأخضر”. وأشار إلى أنه تم خفض المساحات المزروعة بنبات الرودس بحوالي 65% مما أدى إلى انخفاض إنتاج الأعلاف الخضراء في الدولة مع نهاية عام 2011 إلى حوالي 745 ألف طن وهو ما يعادل 12% من إجمالي الأعلاف المستهلكة سنوياً. وبلغ إنتاج الدولة من الأعلاف الخضراء وفقاً لإحصائيات عام 2005 إلى حوالي 2.3 مليون طن، إلا أن تراجع مستويات المياه الجوفية وتملح التربة في بعض المواقع بالإضافة إلى المناخ الجاف قد أدت إلى انخفاض إنتاج الأعلاف في الدولة إلى ما معدله 1.7 مليون طن خلال الفترة 2006-2010، وهو ما يعادل 25% من إجمالي الأعلاف المستهلكة سنوياً وفقاً لإحصاءات عام 2010 والتي قدرت بحوالي 6.8 مليون طن. وأوضح الشرع، أن من أهم التدابير التي اتخذتها الوزارة، تشجيع المزارعين على استخدام الزراعة المائية لإنتاج الأعلاف الخضراء، كاشفاً أن النتائج الأولية للتجارب التي تم إجراؤها في محطات التجارب التابعة للوزارة دلت على نجاح إنتاج الأعلاف بالزراعة المائية. وقال الشرع، “ لذلك توجهت الوزارة إلى تعميم وتطبيق هذه التقنية الجديدة على مستوى الدولة، بهدف المساهمة في تنمية قطاع الثروة الحيوانية واستدامته، وذلك في إطار جهود الوزارة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية المتمثلة في استدامة الأمن وتعزيز الأمن الغذائي في الدولة”. الزراعة المائية وأكد أن الوزارة أولت استخدام أنظمة الإنتاج الزراعي الحديث ومنها نظام الزراعة المائية أهمية بهدف زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية وكذلك الأعلاف الخضراء نظراً لحاجة السوق المحلي إلى كميات كبيرة من الأعلاف الخضراء والتي لا يمكن تلبيتها بالطرق التقليدية. وأرجع الشرع، عدم قدرة الطرق التقليدية على توفير كميات الأعلاف المطلوبة، إلى النقص الشديد في الموارد المائية ونقص الأراضي الصالحة للزراعة، والتكلفة العالية للإنتاج في أساليب الزراعة التقليدية وتقلبات المناخ ذات الأثر السلبي على إنتاج. وأوضح الوكيل المساعد للشؤون الزراعية والحيوانية، أن اعتماد مشروعات الإنتاج الحيواني على الاستيراد مع ارتفاع الأسعار يجعل ربحية المشروعات متذبذبة وتمثل تكلفة الأعلاف 70?، من مدخلات الإنتاج لهذه المزارع. وأكد أنه باستخدام تقنية الزراعة المائية يمكن توفير الأعلاف الخضراء طوال العام مع ثبات جودة المنتج وتوفير المياه في الري، وعدم الحاجة إلى أرض زراعية للإنتاج لكون الإنتاج يتم في غرف مغلقة ذات بيئات يتم التحكم بها إلكترونياً. تشجيع المزارعين وقال الشرع، “ بدأت وزارة البيئة والمياه بإرشاد وتشجيع المزارعين ومربي المواشي على تبني استخدام تقنيات الزراعة المائية ذات الوفر المائي الكبير والإنتاج العالي من الأعلاف الخضراء”. وأشار إلى أهمية ذلك في تعزيز ترشيد استخدامات المياه في الزراعة وتوفير الأعلاف الخضراء للإسهام في زيادة الإنتاج الحيواني واللحوم وتحقيق عائد مادي ودخل مناسب للمزارعين. فكرة المشروع وحسب وزارة البيئة والمياه، تتلخص فكرة مشروع إنتاج الأعلاف من خلال الزراعة المائية، في توفير غرفة زراعة طولها 6.5 متر وعرضها 3.8 متر وارتفاعها 3.5 متر داخل مزارع المواشي، ومجهزة بتجهيزات معينة من حيث الإضاءة ودرجات حرارة معينة (20-22 درجة مئوية)، وبها رفوف على كلا الجانبين. ويوضع على الرفوف صوان بلاستيكية أو من الألمنيوم، كل صينية يوضع بها كمية 1.2 كيلوجرام شعير، لتعطي ما يقارب 7-8 كيلوجرامات من الشعير المستنبت، ولتعطي الغرفة يومياً حوالي نصف طن من علف الشعير الأخضر المستنبت من البذور الجاهزة لاستهلاك الحيوان بشكل طازج. ولفت الشرع، إلى أنه في حالة الإقبال على إنتاج الأعلاف من خلال الزراعة المائية يمكن توفير معظم أو كل المادة العلفية الخضراء التي يحتاجها قطاع الثروة الحيوانية. وأكد الشرع أهمية وفوائد استخدام تقنية الزراعة المائية في إنتاج الأعلاف، مشيراً إلى أنها تحقق إنتاجاً وفيراً من الأعلاف الخضراء وضمان توافرها في المزرعة طوال أيام السنة وبالكميات المطلوبة. إلى جانب التوفير المائي العالي جداً والذي يصل الى حوالي 95-98% من ذلك المستخدم لإنتاج نفس الكمية من الأعلاف بالزراعة الحقلية، كما أن دورة إنتاج الأعلاف قصيرة جداً (7-8 أيام)، وتحقق إنتاجاً عالياً جداً من الأعلاف الخضراء لوحدة المساحة، وكذلك تساهم في توفير الأيدي العاملة بالمزرعة. ويعتبر العلف الأخضر المنتج مائياً ذا تركيز غذائي عالي بالبروتينات، فيتامينات، انزيمات وغيرها، ومحتواها أعلي من ذلك الموجود في الأعلاف المنتجة بالزراعة التقليدية. وتصل نسبة البروتين في الشعير المستنبت مائياً، إلى حوالي 21% مقابل 18% في علف الجت الأخضر الحقلي. وأكد، أن الأعلاف الخضراء تحسن نوعية اللحوم (نسبة تحويل العلف إلى لحم أعلى بكثير في الأعلاف الخضراء عن الأعلاف الجافة) وتحسن نوعية الحليب ومشتقاته. وقال الشرع، “ بسبب تدني شهية الحيوانات بعد الولادة، فإنها تفضل الأعلاف الخضراء على الأعلاف الجافة، وتحسن من شهية الحيوان تحت ظروف الحرارة العالية مثل تلك السائدة في الدولة”. الفوائد البيئية وعن الفوائد البيئية، فإن هذه التقنية تساهم في خفض كمية استهلاك المياه مع تدوير استخدامها بالزراعة المائية مما يساعد على الحد من هدر المياه، إضافة إلى عدم تملح التربة نتيجة الضخ المفرط من المياه الجوفية في الزراعة الحقلية. ولا تحتاج مشاريع الزراعة المائية إلى أرض زراعية وإنما يمكن استغلال الأراضي الغير صالحة للزراعة وبمساحات قليلة جداً. لذلك فأنه يمكن استغلال الأراضي الزراعية لإنتاج محاصيل أخرى مثل الخضراوات، إلى جانب عدم استهلاك أي أسمدة أو مبيدات كيماوية في الزراعة المائية لعدم الحاجة كما في الزراعة الحقلية وبالتالي تلافي الضرر الذي يلحق بالمنتج أو بالتربة والمياه الجوفية لكثرة استعمال الأسمدة الكيميائية والمبيدات. زراعة الأعلاف بدون تربة تنتج 7 أضعاف وعن استخدام تقنية الزراعة المائية لإنتاج الأعلاف الخضراء، أفاد الشرع، بأنها تكنولوجيا زراعية حديثة تتضمن استنبات حبوب المحاصيل العلفية مثل الشعير والذرة وغيرها (دون استخدام أي وسط زراعي). وأشار إلى أن الصواني المستخدمة تكون ذات أبعاد معينة موضوعة على مسافات فوق بعضها وعلى أرفف داخل غرف زراعة مكيفة الحرارة والرطوبة وباستخدام كميات قليلة من مياه الري دون استخدام أي أسمدة أو مبيدات كيماوية. وأكد الشرع، أن الزراعة المائية تنتج كمية كبيرة من العلف الأخضر يصل ارتفاعه 20-25 سم من خلال تحويل الحبوب إلى حوالي 7 أضعاف علف أخضر مستنبت خلال أسبوع واحد تقريباً. ونوه إلى انه باستخدام تقنية الزراعة المائية يمكن من خلالها توفير الأعلاف الخضراء طوال العام مع ثبات جودة المنتج وتوفير المياه في الري مقارنة بالزراعة الحقلية التقليدية وعدم الحاجة إلى أرض زراعية للإنتاج، لافتاً إلى أن الإنتاج يتم في غرف مغلقة ذات بيئات يتم التحكم بها إلكترونياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©