الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفتنة منعطف حاد في طريق الأمة الإسلامية

الفتنة منعطف حاد في طريق الأمة الإسلامية
13 أكتوبر 2011 19:31
أكد علماء الدين أن المنعطفات الحادة التي تمر بالأمة العربية تحتم على العلماء القيام بدورهم في الإصلاح والإرشاد والتوجيه والتواصل مع الشعوب، وتوحيد الفتوى في أمور الدين لتحقيق الوحدة والإصلاح والتنسيق بين مكونات المجتمع المسلم، والتصدي للمحاولات الخارجية لإثارة الفتنة والخلافات بين أبناء الشعب الواحد والأمة المسلمة. واستنكروا محاولات التفرق بين المسلمين في برامج بعض القنوات الفضائية. (القاهرة) - أدان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر محاولات الجهات المشبوهة التي تعمل على إثارة الفتنة الطائفية، ودعا العقلاء من أبناء الأمة الى أن يتمسكوا بوحدتهم وأخوتهم الإسلامية، وأن يحبطوا الخطط الجهنمية التي تتربص بوحدة المسلمين وتحاول زرع الفتن والنعرات الطائفية والخلافات المذهبية بين أبناء الشعب الواحد، لخدمة مخططات أعداء الإسلام في الخارج. وحذر من محاولات إشعال الفتنة المذهبية بين المسلمين لأنها تضر أبلغ الضرر بوحدة الصف والإخوة الإسلامية، مؤكداً أن ديننا الحنيف هو دين الاعتدال والوسطية والتيسير في غير تسيب ومن مصلحتنا جميعاً أن نتكاتف ونتعاون فيما بيننا امتثالاً لأوامره تعالى بالتعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان. واستنكر محاولات تفريق المسلمين على أساس جغرافي أو مذهبي أو طائفي مؤكداً أن الإسلام الحنيف لا يعرف التعصب أو التمذهب بل هو دعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة امتثالاً لأمره عز وجل «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» وحذر من كافة صور التشنج والتعصب التي تضر بالمسلمين أبلغ الضرر وتتنافى مع الإسلام الحنيف الذي هو دعوة الاعتدال والوسطية. كما انتقد الفضائيات التي تلعب على وتر الفتنة المذهبية وتتصيد من الطرف السني شيئا ومن الطرف الشيعي شيئا بهدف الوقيعة لتحقيق الرواج وجذب الإعلانات لتدخل جيوب أصحاب القناة بلا ضمير ومن دون أن يفكر هؤلاء في خطورة بعث الفتنة من مرقدها. وقال الدكتور الطيب أن هناك فضائيات أخذت على عاتقها استضافة أصحاب الفكر المتطرف كي يضرب كل طرف الآخر فيزعم الأول أن الثاني أضاف على القرآن آيات لم تكن فيه ويزعم الثاني أن الأول كافر وملحد ليضيع المسلمون جميعا، رغم أن عقلاء الطرفين هذا الفكر المتطرف. الشرائع السماوية وقال الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق: لابد أن يدرك الجميع أن الشرائع السماوية تدعو إلى المحبة والسلام والتعاون والإخاء والتنمية والرخاء ويجب عدم الانصياع إلى دعاة الفتنة والتخريب والانسياق وراء مروجي الشائعات ويجب تحكيم العقل وإعمال الضمير وترك النزاع ورأب الصدع وحقن الدماء والتعايش في حب وسلام. ودعا الجميع إلى الوقوف صفا واحدا لمواجهة أي فتن طائفية ومحاربة الفوضى التي تؤدي إلى اضطراب المجتمع وشل حركته واستنزاف موارده، ومواجهة الإساءة للآخرين فحرية التعبير لا تعني التشهير والتشكيك وتلويث الذمم بالباطل. وأضاف: على كل مسلم وخصوصا العلماء منهم الدعوة إلى مواجهة الفتن والتصدي لها وان يكون التعبير عن الرأي بحرية بعيدا عن الإثارة والتخريب فهذا واجب ديني وقومي يجب أن يساهم فيه رجال الدعوة وأن يكونوا دائما في مقدمة الصفوف التي تدعو لحماية الأمة في هذه المرحلة الصعبة كما ان على الدعاة ان يكونوا إيجابيين، ويتفاعلوا مع نبض الشارع ويسهموا في حث الناس وتوعيتهم بالمخاطر التي تهدد أمن المجتمع فهذه وظيفتهم الأساسية منذ عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حتى تقوم الساعة. الشواهد والأدلة أما الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، فيرى أن الشواهد والأدلة تؤكد أن الدول الإسلامية تتعرض لمحاولات جرها إلى أتون الفتنة سواء كانت دينية أو مذهبية وما يحدث في المجتمعات الاسلامية يعيدنا من جديد لمناقشة دور الصهيونية العالمية والأيادي الخارجية الأخرى التي تريد أن تفتِّت البلاد الإسلامية والعربية من خلال إثارة المشاكل والنَّعرات الطائفية وربما تحدث بعض الاستجابة سواء بقصد أو من غير قصد بسبب الجهل الديني لدى هذا الطرف أو ذاك لأن الأصل في الإسلام هو السلام والأخلاق الحميدة. التحرر من العصبية وأكد الدكتور واصل أن التحرر من العصبية المذهبية مطلب شرعي وحاجة لتأكيد سماحة الإسلام ويسره ورحمته، وأن من أبرز مظاهر التيسير والرحمة بالناس عدم التقيد بمذهب واحد أو اتجاه فقهي معين يؤخذ به في جميع الأبواب والمسائل العبادية والمعاملاتية، خاصة إذا كان هذا الرأي أو التوجه فيه تعسير وتضييق على الناس، فالمذهب الواحد قد يضيق في بعض المسائل والقضايا، ولكن الشريعة الإسلامية بنصوصها ومقاصدها ومجموع مذاهبها وتراث فقهائها، فيها من السعة والمرونة ما يعطي حلا لكل مشكلة. ونبه الى آفة خطيرة يقع فيها الكثيرون من علماء ودعاة الإسلام المعنيين بتبصير المسلمين بأحكام دينهم، سواء عن طريق منابر ودروس المساجد أو عن طريق وسائل الإعلام، وهي آفة التقليد، حيث يلجأ كل واحد من هؤلاء إلى نقل آراء وفتاوى السابقين إلى من يستفتونه من دون أن يكون له جهد عقلي أو فكري أو اجتهادي، بل حتى من دون أن يبذل جهدا في التمحيص والترجيح بين الآراء. ويؤكد الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أنه بالرغم من تكرار تحذيرات علماء الدين من اختلاط الحابل بالنابل في ساحة إعلامنا الديني ومطالباتهم بتطبيق الآية القرآنية الكريمة «فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، ومناشدتهم بقصر الإفتاء في أمور الدين على أهل الاختصاص أملا في وضع حد لهذا الجدل الفقهي والطائفي الذي تشيعه الفضائيات في الليل والنهار فإن سيل الفتاوى المتضاربة والمتشددة والمثيرة للجدل والفتنة والخلافات المذهبية التي تتجاهل سماحة ووسطية الدين الإسلامي الحنيف لا ينتهي ولا يتوقف رغم مخالفته لآيات قرآنية وقواعد فقهية متعارف عليها منذ قرون عديدة. وأكد أن تضارب الفتاوى عبر الفضائيات مسألة فاقت كل الحدود وأثارت البلبلة بين من يتطلعون إلى الحفاظ على دينهم ومعرفة حكم الشرع فيما يستجد من أمور في حياتهم ولم يعد الناس على دراية بأي الفتاوى يلتزمون. نقطة تحول ويرى الدكتور الجندي أن القنوات الفضائية باتت تمثل نقطة تحول بالغة في تفكير العديد من عامة الناس والشباب والناشئة الذين يقضون أوقاتا طويلة أمام شاشات التليفزيون إلى حد أن الأفكار المستقاة من القنوات تساهم في تشكيل عقلية الجيل الجديد وهنا مكمن الخطورة لأن هناك العديد من الأمور التي تبث وهي تناهض وتتناقض مع ثوابت الدين وتصل في بعض الأحيان إلى إثارة الخلافات الفقهية والمذهبية والدينية والتشكيك في النبوة والألوهية ، ويصدق بعض الناشئة الذين لم يتحصنوا بثوابت الدين ونظامه العام ونظامه في الشريعة والعقيدة والأخلاق تلك الأفكار وإلغاء الخصوصية والتنوع الذي خلق الله عليه البشر قال تعالى «ولا يزالون مختلفين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©