هل يمكن لمرض السكري الذي يجتاح الكثير من المجتمعات بشكل غير مسبوق في الكثير من البقاع أن يلعب دوراً ما في ظهور أمراض الشيخوخة مثل الخرف والزهايمر التي ارتفعت نسبها العالمية هي الأخرى؟ الجواب عن هذا السؤال كان محور دراسة حديثة شملت 1017 شخصاً من المسنين الذين تصل أعمارهم 60 سنةً فما فوق ممن لم يكن أي واحد منهم مُصاباً عند بداية الدراسة. وقد أظهرت اختبارات تحمل الجليكوز التي أُجريت لهم أن 458 منهم كانوا يعانون من مرض السكري أو أعراض ما قبل السكري. وبعد مرور 11 سنة عن بدء الدراسة، ظهر لدى 232 منهم أحد أنواع الخرف، بما فيها الزهايمر. ولاحظ الباحثون أن مرضى السكري كانوا عُرضةً للإصابة بنسبة مُضاعفة مقارنةً بالمسنين الذين كانت مستويات سكر الدم في أجسامهم طبيعيةً. كما لاحظوا ظهور علامات تُشير إلى احتمال إصابة المسنين الذين لديهم قابلية مسبقة للإصابة بالسكري بمرض الخرف.
ويُصيب مرض السكري 8? من سكان الولايات المتحدة الأميركية، وخصوصاً المسنين. إذ يبلغ عدد مرضى السكري 19 مليون شخص، بالإضافة إلى 7 ملايين من المرضى غير المدركين بأنهم مصابون. ولا يُعتبر الخرف من بين الأمراض المُلازمة لمرحلة الشيخوخة، لكن مخاطر ظهوره ترتفع مع التقدم في العمر. وفي الوقت الحاضر، يُعاني أكثر من 5 ملايين أميركي من الزهايمر الذي ما زال يُصنف إلى الآن أكثر أمراض الشيخوخة شُيوعاً، علماً أن هذا الرقم مُرشح لأن يتضاعف بثلاث مرات مع حلول سنة 2050.
وحسب نتائج اختبارات مستويات السكر في الدم عند بداية الدراسة، فإنه لم يتم التعرف على رابط بيولوجي حتمي واضح بين الإصابة بالسكري وظهور الخرف. وهو ما يعني-يقول الباحثون- ضرورة إجراء المزيد من البحوث الموسعة لتشمل فئات اجتماعية مختلفة للتيقن من مدى ارتباط مرض السكر عند المسنين بالقابلية للإصابة بأمراض الشيخوخة، ونظراً لأنه لا يتم التوصل في العادة إلى ما يُثبت بشكل قاطع مسبب المرض وفعالية علاجه من أول دراسة، وإنما بعد تراكم نتائج دراسات عدة.
عن “واشنطن بوست”
عدد اليوم
