السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد برادة يروي حياة شخصيات ممزقة في حيوات متجاورة

12 مارس 2009 02:37
تضعنا رواية ''حيوات متجاورة'' الصادرة حديثا للناقد والروائي المغربي الدكتور محمد برادة أمام أسئلة وجودية يتخبط فيها الإنسان المغربي والعربي عموما في علاقته بالزمن والكتابة والجنس والموت· وتحفل الرواية الصادرة عن دار النشر المغربية ''الفنك'' وتقع في 191 صفحة من الحجم المتوسط بالحوار الصحفي والاعترافات والمذكرات وترسم حيوات متجاورة لشخصيات موغلة في التمزق والانشطار· كما يحاول برادة أن ينتصر لأبطال أعماله الروائية السابقة :''لعبة النسيان'' و ''الضوء الهارب'' و ''مثل صيف يتكرر''· ويكتب برادة في تقديم روايته ''حين ننتبه إلى أننا نُجاور، في رحلة حياتنا، حيوات أخرى متباعدة عن مسارنا، نبدأ في الاستحضار والمقارنة فيتسلل ضوء لينير جوانب من العتمة''· ويضيف ''في هذه الرواية، تتجاور حيوات: نعيمة آيت لَهْنَا، وولد هنية، وعبد الموجود الوراثي، من خلال أحداث تتقاطع مع ذاكرة السارد المسرود له، ومع وقائع وأحداث لها علاقة بتاريخ المجتمع المغربي خلال الخمسين سنة الماضية· وكل واحدة من الشخصيات الثلاث تنْضَح بالرمز فيما هي تحيل على الواقع: نعيمة آيت لَهْنَا، الجميلة الفاتنة تتدحرج من الأجواء المخملية إلى الإشراف على شبكة تتاجر في المخدرات، وولد هنية المنتمي إلى فئة فقيرة يكتشف الدنيا عبر التقلب في خدمة الآخرين، من العمل في ''البار'' إلى معاشرة ألماني ينفق عليه، وعبد الموجود الوراثي العالم الديني، والسياسي المتمرس احتل مناصب كبرى في مؤسسات السلطة طوال 50 سنة قبل أن يرتدَّ إلى حياة الاستمتاع واللهو وقد بلغ الثمانين من عمره'' ويوضح برادة ''أنا ،إذن، في مثل وضع السارد - المسرود له، أي كنت في موقع من عاشر وشاهد ثم اختزن في ذاكرته وتخيَّل محكيات ثم سربها إلى سارد ''استولي'' عليها وتعلق بها وأخذ يسردها في حضوري فلم أعد أستطيع أن أعترض أو أحتج أو أكذِّب··· بطبيعة الحال، أستطيع أن أنازع السارد وأكتب النص بطريقة مغايرة في السرد وترتيب الأحداث، لكن ذلك سيُفضي إلى شيء آخر، وهو غير متبلور الآن في مخيلتي· لذلك أكتفي بهذه الصيغة التي بادر السارد إلى إنجازها، مقتنعا بأن ما يتبقى في النهاية، هو النص الروائي الذي ينتقل من كينونة المطلق إلى النص الكائن: أي حكايات وتأملات وتخيلات تمزج عناصر لعلها متنافرة في البدء، إلا أنها سرعان ما تلتئم وتتقارب حلقاتها لتوحي بفضاء مستقبل يستدرجنا إلى أن نرتاده بحثا عن ما نريده أن يكون غير مألوف وغير خاضع للمطلق المعتاد··· لكن ذلك لا يعني أنني على علم بمجموع التفاصيل والعلائق، لأنني بدوري، أغوص في متاهات التخييل والافتراض متلهفا على ما يبدو قابلا لأكثر من تحقق ووجود· وأظن أن عدم الاكتمال في البدء، هو ما يغريني بمتابعة السارد في خطواته وتحايُلاته لاجتذاب القارئ· دائما هناك نصيب للَّعب والجري وراء متعة تنتشلنا من المُعاد، المكرور·لكنني ارتأيت، أمام مبادرة السارد، أن أقنعه بأن يدسَّ فقرات من مذكرات كتبتُها بكيفية متقطعة
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©