معتز الشامي (المنامة) - أخذ ملف تغيير مسمى الخليج العربي على الموقع الرسمي لاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» حيزاً من النقاش على هامش اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم، والذي عقد أمس بالعاصمة البحرينية المنامة، حيث طرحت الإمارات بالتفصيل ما تم في القضية فور تغيير الفيفا المسمى من الخليج العربي إلى الخليج الفارسي.
وأكد يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة للأشقاء الخليجيين أن التحرك الجماعي واستغلال ثقل وقوة الاتحادات الخليجية من جانب، بالإضافة إلى ثقل الاتحاد الآسيوي من جانب اخر سيكون له تأثيره.
وتفيد المتابعات أن رؤساء الاتحادات اتفقوا على التمسك بإبقاء الوضع كما هو عليه لحين التحرك بتقديم ملفات ووثائق تاريخية مستقبلاً لدى الفيفا لاستعادة مسمى الخليج العربي على موقعه الرسمي في وصفه للخليج المجاور للدول المطلة عليه.
من جهته، أكد يوسف السركال أن الإمارات تمسكت بضرورة وصف الخليج بوصفه الصحيح، وهو الخليج العربي عند ذكر الفيفا تضاريس الإمارات، على موقعه الرسمي كونه مرجعاً رسمياً أمام جميع دول العالم، وشدد على أن رؤساء الاتحادات مقتنعون بضرورة التحرك، ولكنهم اكتفوا ببقاء مسمى خليج عمان، وهو أحد المسميات القديمة للغاية للخليج، وكان معتمداً في عدة جهات دولية سابقاً.
وقال: «موقف الفيفا بشكل عام إيجابي، ويكفي استجابته لشكوى الإمارات والسعودية ولتحرك الاتحاد الآسيوي، ونتمنى أن يستمر الأمر هكذا، ولكننا نضع في حساباتنا ضرورة الاستمرار في المطالبة بتغييره مرة ثالثة للخليج العربي».
وفيما يتعلق بنقل بطولة الخليج إلى السعودية، قال: «القرار صدر بالإجماع، على أن يتم نقل «خليجي 23» إلى العراق، ونثق أن الفترة الحالية وحتى موعد عقد المؤتمر العام على هامش بطولة «خليجي 22»، ستكون كافية أمام الاشقاء العراقيين للانتهاء من كافة الملاحظات التي زبدتها لجنة التفتيش».
ونفى السركال أن يكون الوفد العراقي قد هدد بالانسحاب من البطولة واصفاً ما تردد في هذا الشأن بالإشاعة.
على الجانب الآخر، كشف داتو اليكس سوساي أمين عام الاتحاد الآسيوي الأسباب التي كانت وراء تغيير الفيفا لمسمى الخليج الفارسي إلى خليج عمان، وأكد أن الاتحاد القاري قدم مذكرة رسمية للفيفا انتقد فيها موقف المسؤولين عن الموقع الرسمي للاتحاد الدولي، وشملت المذكرة التشديد على حساسية الموضوع بالنسبة لأهل الخليج، وهو ما يعني إثارة حساسيات غير مقبولة لدى 8 دول أعضاء تطل على الخليج، ويصفونه بالخليج العربي، كونه مرتبطاً بتراثهم وثقافتهم.
وقال سوساي: «الاتحاد الآسيوي كان وراء تغيير مسمى الخليج الفارسي إلى خليج عمان، وذلك بطلب من الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد القاري، حيث توجهت لاجتماعات الاتحاد الدولي الأخيرة، وقدمنا مذكرة رسمية في هذا الصدد».
وتابع: «طالبنا بتثبيت مسمى الخليج العربي في كافة مخاطبات أو تعاملات الفيفا، خاصة مع دول المنطقة الخليجية».
وعن سبب تغيير المسمى من الأساس، واعتماد مسمى الخليج الفارسي بدلاً من العربي، قال: «السبب يرجع لأوراق الأمم المتحدة وعدة جهات دولية أخرى، حيث لا تزال تستخدم لفظ الخليج الفارسي وليس العربي، وهو ما يتطلب تحركات بعيداً عن الرياضة لمخاطبة تلك الجهات في الأساس». وأضاف: الاتحاد الآسيوي قام بدوره في هذا الأمر، وعندما عاد مسؤولو الموقع للمسميات القديمة وجدوا مسمى بحر عمان وخليج عمان، فتم اعتماده كحل وسط يرضي جميع الأطراف».
وكشفت مصادر وثيقة أن كافة رؤساء الدول الخليجية أبدت رفضها وامتعاضها من موقف الفيفا والزج بنفسه في أمر بعيد عن كرة القدم، خاصة وأنه اكتفى بذكر خطوط العرض والطول لوصف الموقف الجغرافي لجميع اتحادات الكرة بمنطقة الخليج، بينما ذكر المسميات فقط عند وصف الاتحادين الإماراتي والإيراني، وهو ما يعتبر التأثر بأمور سياسية يجب أن يكون موقع الفيفا بعيداً عنها.
وشدد رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ طلال الفهد على أن هذا الأمر يجب أن يتم حله وعدم السكوت عليه ولفت إلى أن مقترح الاكتفاء بوضع أرقام خطوط الطول والعرض بدلاً من المسميات، يعد أمراً مقبولاً للغاية، وذلك لمنع الدخول في صدام بلا جدوى، خاصة وأن الوثائق الرسمية الأوروبية المعتمدة تسمي الخليج بمسمى الخليج الفارسي، ما يعني أن المشكلة أكبر من مجرد الاتحاد الدولي، وتتطلب التحرك على جميع المستويات.
عدد اليوم
