السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل: تعميق الاستيطان وتحدي الأصدقاء

27 أكتوبر 2014 00:11
يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتقاد راسخ لديه، مؤداه أن الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية الذي يدعمه بكل قوة، لا علاقة له بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتعتقد الحكومة الإسرائيلية، بدلاً من ذلك، أن جوهر الصراع يتركز في الرفض العربي لحق الشعب اليهودي في إقامة دولته اليهودية فوق جزء من أرض الأسلاف اليهود! وعبّر لي بعض وزراء حكومة نتنياهو عن الاعتقاد بأن حقهم في هذه الأرض هو قضية تاريخية لا تفريط فيها وستبقى كذلك إلى الأبد، وأن هذه «الحقيقة» وردت في العهد القديم، وأن اليهود هم مَن يحق لهم -دون غيرهم- العيش في «أرض إسرائيل». وبكلمة أخرى يمكن القول إن أولئك الزعماء والرؤساء الذين يعتقدون بأن النمو الاستيطاني يشكل إعاقة لتنفيذ حلّ إقامة دولتين، عليهم أن يبحثوا بكل بساطة عن سبب آخر غير معارضة إسرائيل في مشروعها الاستيطاني. ويعتقد وزراء آخرون في حكومة نتنياهو أن رؤساء الدول الغربية الذين لا يزالون يقدمون الدعم لإسرائيل وينتقدون حملتها الاستيطانية المتواصلة، إما أنهم سُذّج بشكل خطير، أو يعمر قلوبهم الحقد والضغينة. ونظراً لأنه من المهم بالنسبة لوزراء الحكومة الإسرائيلية التعبير عن مشاعرهم لأقرب حلفائهم، فإن العديدين منهم عمدوا إلى تصعيد لهجتهم الناقدة لإدارة أوباما التي تواصل معارضتها لمشاريع الاستيطان الإسرائيلية في مناطق تعتقد أنها ستضم إلى دولة فلسطين المستقلة في المستقبل. وتضم قائمة المسؤولين الإسرائيليين الذين يقودون هذه الحملة وزير الحرب موشيه يعالون الذي يستكمل هذا الأسبوع زيارة يقوم بها للولايات المتحدة. ويبدو أن زيارة يعالون تسير وفق الخطة المرسومة نوعاً ما لأنه تجنّب لقاء وزير الخارجية جون كيري. وسبق للوزير يعالون أن أطلق سيلاً من الاتهامات ضد كيري بداية هذا العام، واصفاً إياه بأنه «متسلط» لأنه مقتنع بحل الدولتين مع الفلسطينيين، وهو الحل الذي يرى يعالون أن تطبيقه على أرض الواقع مستحيل. ومن الوزراء الإسرائيليين الآخرين الذين صبّوا جام غضبهم على الأجندة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، وزير المخابرات «يوفال شتاينيتز» الذي وصف فكرة انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية بأنها «محض سخافة وهراء». وهذه الحرب الكلامية بين الحكومتين الإسرائيلية والأميركية تشهد تصاعداً متواصلا منذ دخول اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ خلال الصيف والتي أعادت التذكير بالعنف الذي يطبع الصراع بين إسرائيل و«حماس». وعمدت إسرائيل بعد ذلك على الاستيلاء على أكثر من 4 ملايين متر مربع من أراضي الضفة الغربية، وهذا ما دفع إدارة أوباما وبقية حكومات الدول التي تقيم علاقة صداقة مع إسرائيل إلى توجيه عبارات اللوم والاحتجاج لها. وقبل بضعة أسابيع، وبعد أن أعلنت إسرائيل عن مشروع بناء وحدات استيطانية جديدة شرق القدس، حذّر الناطق الصحفي باسم البيت الأبيض، «جوش إيرنيست»، من أن هذا المشروع سوف «يبعد إسرائيل حتى عن أقرب حلفائها إليها»، ووصف هذا العمل أيضاً بأنه «يستدعي التساؤل عن الموقف الإسرائيلي الحقيقي من فكرة التفاوض مع الفلسطينيين على العيش المشترك». وبالنسبة لنتنياهو، فإن الانتقادات الأميركية للمشروع الاستيطاني الأخير تقدم الدليل على أن إدارة أوباما قررت اتخاذ موقف يتناقض مع القيم الأميركية. وقال في حوار مع قناة «سي بي إس»: «أعتقد أن الفكرة التي تقول إننا نضع التطهير العرقي كشرط لإقامة السلام، هي ضد السلام». والنظرة السائدة خارج إسرائيل وفي أحزاب وسط اليسار الإسرائيلي، هي أن المشاريع الاستيطانية شرق القدس هي مؤشر قوي على رفض إسرائيل القاطع للمطالب الفلسطينية باعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. ولا يزال الاهتمام الأول لحكومة نتنياهو يتمثل في ضم المزيد من الأراضي التي تُعتبر في نظر العالم ملكاً للشعب الفلسطيني وجزءاً لا يتجزأ من دولته المقبلة. وأصبحت التداعيات العالمية لهذا التوسع الإسرائيلي المتواصل هائلة. وخلال الأسبوع الماضي، بعد أن صوت مجلس العموم البريطاني لصالح مشروع قرار يقضي بالاعتراف بدولة فلسطين، قال عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين «ريتشارد أوتاواي» والذي يشتهر بدفاعه عن إسرائيل: «لقد وقفت مع إسرائيل في أيام سعدها ونحسها، وفي سنينها السمان والعجاف، وتحادثت مع وزرائها وسياسييها، لكني الآن عرفت الحقيقة التي كنت أجهلها خلال السنوات العشرين الماضية بعد أن استولت إسرائيل على أراضي الضفة الغربية لتبتعد أكثر فأكثر عن الأسرة الدولية. وشعرت بأسف شديد عندما استعدت في ذاكرتي سجلي في تأييد إسرائيل حتى تأكدت الآن بأنني كنت غبياً». جيفري جولدبيرج محلل أميركي متخصص بشؤون الشرق الأوسط ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©