الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ثلاثة أسباب وراء خروج العراق

26 يناير 2007 02:17
اللعب بحذر والتكتيك الدفاعي وإهدار الفرص الخوف من الهزيمة والخروج المبكر ألقى بظلاله على مباراة السعودية والعراق ولذلك كان الحذر وعدم المغامرة هو الشعار الذي رفعه الفريقان خاصة وإن كان التعادل من شأنه ان يصعد بهما معاً بغض النظر عن نتيجة مباراة البحرين وقطر· المنتخب العراقي دخل المباراة برسم تكتيكي يعتمد على أربعة مدافعين وبكثافة عددية في وسط الميدان تعتمد خمسة لاعبين مع وجود المهاجم عماد محمد بمفرده في خط الهجوم ورغم هذه الطريقة الا اننا لم نشعر بأن المنتخب العراقي يلعب بمهاجم وحيد وذلك للتحول السريع للاعبي خط الوسط من النزعة الدفاعية الى النزعة الهجومية· بينما اعتمد المنتخب السعودي على الطريقة الكلاسيكية التي تتمثل في طريقة 4/4/2 معتمدا على ثنائي الهجوم مالك معاذ وياسر القحطاني اللذين أقلقا كثيرا الدفاع العراقي· لاعب الارتكاز عمر الغامدي قدم الكثير من المساندة لخط الهجوم في ظل غياب سعود كريري وكانت مساندته فعالة خاصة بعد الرقابة التي تعرض لها عقل المنتخب السعودي محمد الشلهوب من حيدر عبد الأمير عندما يتحول الى اليسار وجاسم حاجي عندما يتحرك على اليمين· هذه المعطيات جعلتنا نشاهد مباراة قوية بها إثارة وندية ولاحت فرص للتهديف من هذا الجانب وذاك الى ان جاءت الدقيقة العاشرة التي شهدت حصول القحطاني على ضربة جزاء بعد التحام مع الحارس العراقي ونجح بنفسه في تسديدها بطريقة رائعة محرزاً الهدف الأول· وفي منتصف الشوط الأول قام باكيتا بتغيير اضطراري بعد اصابة عمر الغامدي وحل مكانه بدر الحقباني مما ترك مساحات في خط وسط الملعب استغلها العراقيون، هذا بالاضافة الى انعدام التفاهم والانسجام بين الموسوي والمنتشري وأصبح واضحاً ان نايف القاضي وسعود كريري تركا مكانيهما ومن تلك الثغرة نجح العراقيون في الوصول بسهولة الى المرمى السعودي لكن ورغم توفر الفرص الواضحة الا ان عماد محمد وهوار الملا أضاعا اكثر من هدف· المنتخب السعودي في هذا الوقت كان يلعب على المرتدات ومن إحدى هذه الكرات انفرد القحطاني بالمرمى لكن حيدر عبود يعرقله لينال بطاقة حمراء لتكون بمثابة نقطة التحول في اللقاء· وقبل نهاية الشوط كان بإمكان القحطاني اضافة هدف آخر إلا ان الحارس نور صبري تألق وأنقذ الموقف في الوقت المناسب· خلاصة القول إن هذا الشوط كان هجومياً من الجانبين، المنتخب السعودي بدأ ضاغطاً معتمداً على رباعي هجومي يتكون من القحطاني والشلهوب ومالك معاذ وعبدو في حين اعتمدت طريقة العراق على الرقابة اللصيقة رجلا لرجل ورجحت المهارات الفردية الهجوم السعودي على الدفاع العراقي في الكثير من المواقف· وفي الشوط الثاني بدأ المنتخب العراقي تحت تأثير ضغط كبير فهو مطالب بالتعويض والتسجيل وبالتالي مطالب باللعب رغم النقص العددي وهذه النقطة جعلت أكرم سلمان يقوم بتغيير تكتيكي يتمثل في دخول اللاعب صلاح سدير لاعب الوسط مكان جاسم حاجي المدافع محاولا بذلك تنشيط الناحية اليسرى ومساعدة هوار خاصة وان اللاعب الذي غادر لا يجيد النزعة الهجومية· ودخل المنتخب العراقي الشوط الثاني بقوة وبادر بالهجوم واعتمد على الأطراف مستغلا تسربات عماد محمد وهوار الملا وقد شعرنا ان المنتخب العراقي وكأنه يلعب كاملاً ولا تأثير للنقص العددي عليه· بينما اعتمد الأخضر على الهجمات المرتدة وكان يصل بسرعة الى المناطق الخلفية لدفاع العراق بفضل سرعة الكرة بين لاعبيه وكان القحطاني أمام فرصة لا تعوض عندما انفرد وجها لوجه مع زميله معاذ بالحارس العراقي لكن هذا الأخير أنقذ الموقف· ومع مرور الوقت قام أكرم سلمان بتغيير عماد محمد الذي أضاع ما لا يقل عن ثلاثة أهداف واضحة وأشرك أحمد صلاح لكن لم يتغير شيء وظهر الإعياء واضحا على أداء اللاعبين العراقيين الذين تأثروا مع مرور الوقت بالنقص العددي وهو ما خلق مساحات كبرى للمهاجمين السعوديين، كما ان الشلهوب تحرك بكل حرية في الملعب وخلق فرصتين للتسجيل· وفي الربع ساعة الأخير ألقى المدرب العراقي بكل أوراقه فأشرك نشأت أكرم رغم اصابته ونجح في تنشيط الجانب الهجومي لفريقه ولاحت له فرصة التعديل لكن ذلك لم يتحقق لينتهي اللقاء بتأهل المنتخب السعودي بينما أدت الهزيمة الى خروج غير متوقع للعراق· وبشكل عام كان التفوق التكتيكي في هذا الشوط للاعبي المنتخب للسعودي الذين لعبوا على الأطراف لتوسيع الملعب وفي ظل النقص العددي للمنافس أمكن لهم ان يستنزفوا المجهود البدني للاعبي العراق· أما المنتخب العراقي فيمكن القول إنه خسر المباراة لأنه لعب بحذر شديد مع تكتل دفاعي كما ان إهدار الفرص بطريقة غريبة أدى الى خروج العراق دون ان ننسى ان طرد حيدر عبود اثر كثيرا على تكتيك وأداء الفريق العراقي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©