الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق الموسيقى الإلكتروني بين نمو الاستخدام والخسائر المالية

سوق الموسيقى الإلكتروني بين نمو الاستخدام والخسائر المالية
1 أكتوبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - يشهد شوق المنتجات والمواقع الموسيقية على شبكة الإنترنت حيوية مميزة ومشعبة المفارقات، ورغم إتاحة بعض أهم المواقع كثير من تسجيلاتها مجانا على الإنترنت، فإن التنزيل غير القانوني يسجل أرقاما قياسية جديدة، كما أن النمو الكبير في عدد مستخدمي مواقع بارزة لم يمنعها من تسجيل خسائر مالية، واللافت كذلك هو عزم شركات تكنولوجيا ضخمة مثل أبل على دخول السوق كمنافس مباشر مع المواقع الموسيقية العالمية. رقم قياسي رغم حملة وكالة ـ«إف بي آي» الأميركية وإجراءاتها للحد من الظاهرة، شهدت عمليات قرصنة الموسيقى ازدهاراً واسعاً في الفترة الأخيرة، وفق ما كشفته مؤسسة متخصصة في قياس الموسيقى. وقالت وكالة «ميوزيكميتريك»، إن تنزيل الملفات الموسيقية بطريقة غير قانونية تخطى رقم المليارات الثلاثة خلال النصف الأول من هذا العام. وذكرت بيانات الوكالة أن الولايات المتحدة الأميركية حلت الأولى في الملفات المقرصنة تليها المملكة المتحدة. فقد ضبطت تنزيل 43 مليون ألبوم ومقطوعة فردية خلال الأشهر الستة في المملكة المتحدة وحدها، أما في الولايات المتحدة، فقد تم ضبط 96 مليون تنزيل غير قانوني أي أكثر من ضعفي المرتبة الثانية. وذكر موقع «في 3»، المتخصص في أخبار التكنولوجيا، أن تقرير الوكالة جاء بعد إجراءات متعددة ذات منشأ قانوني لوقف القرصنة عبر الشبكة بما في ذلك حجب عدة مواقع تشارك ملفات مثل موقع «بيرات باي» (خليج القراصنة). إلى ذلك، قال جريجوري مييد الرئيس التنفيذي للوكالة أنه «للمرة الأولى لدينا دليل أن حجب موقع خليج القراصنة ترك تأثيراً طفيفاً على التنزيل غير القانوني للملفات. وفي خطوة يمكن أن تزعزع نمو قطاع راديو الإنترنت تخطط شركة أبل لتطوير خدمة يمكن أن تنافس منصة «باندورا ميديا» من خلال إتاحة موسيقى متوافقة مع أذواق المستخدمين، وفق ما قالت مصادر على علاقة بالمشروع لصحيفة «نيويورك تايمز»، التي أوضحت أن «أبل» التي تهيمن فعلياً على قطاع الموسيقى الرقمية من خلال محلها لبيع الموسيقى أونلاين «آيتون» بدأت الخطوات الأولى من المفاوضات مع الجهات المعروفة بهذه الخدمة، ولكن المخطط العام لم يكن واضحاً بالكامل بعد، وفقاً للمصادر نفسها التي طلبت عدم ذكر أسمائها نظراً لسرية المفاوضات. ورجحت الصحيفة أن تتخذ خدمة أبل الجديدة شكل تطبيق مسبق التنزيل على أجهزة مثل آيفون وآيباد ويمكن أن يكون وصل هذا التطبيق متاحاً مع حسابات المستخدمين على محل آيتون من أجل تقييم أذواقهم. ومن خلال تقديم فئات محتويات موسيقية وغنائية توافق كل مستخدم سيكون بإمكان برنامج أبل منافسة خدمات مواقع راديو الإنترنت، مثل باندورا وسلاكير و«آي هير راديو» التي يقدمها عملاق الرايدو التابع لشركة «كلير شانيل كومينيكيشن». ولكن بينما يتم تشغيل معظم هذه الخدمات بموجب ترخيص حصري يضع قيودا على حرية استخدام الموسيقى مثل الحد من عدد المرات التي يمكن فيها سماع أغاني فنان واحد خلال ساعة. وتتطلع أبل إلى الحصول على تراخيص مباشرة من العلامات التجارية المسجلة التي يمكن أن تمنح الشركة مرونة أكثر في استخدام الموسيقى. خسائر «باندورا» من غير المعروف إذا كان مشروع أبل هذا يأتي في الوقت المناسب سواء لها أو لشركات الموسيقى على الشبكة خاصة مع النتائج التي أعلنتها باندورا مؤخراً. فبعد سنة من تحول الموقع الأكثر شعبية في خدمات الراديو على الإنترنت إلى موقع عام، والاستمرار في نسبة نمو التوسع في حجم الجمهور وفي العوائد، إلا أن شركة «باندورا ميديا» المالكة للموقع استمرت وفق «نيويورك تايمز» بتسجيل خسائر مالية مع الإشارة إلى أن العوائد التي حققتها مؤخراً لم تواكب إلا في أعباء شراء حقوق الملكية الفكرية للمحتويات الموسيقية وغيرها من التكاليف. و«باندورا» التي تتميز بإتاحة المجال أمام المستخدمين لوضع تسجيلات موسيقية مجانية تناسب أذواقهم، حصلت عوائد بقيمة 101?3 مليون دولار أميركي للأشهر الثلاثة المنتهية في آخر يوليو الماضي أي بارتفاع نسبته 51% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وأكثر قليلا من مبلغ الـ101?9 مليون الذي توقعه بعض المحللين استنادا إلى شركة طومسون رويترز. ويبلغ عدد مستمعي باندورا حاليا 5?9 مليون مستمع شهرياً، وخلال شهر أغسطس الماضي تم الاستماع على الموقع إلى 3?3 مليار ساعة موسيقى بارتفاع نسبته 86%. وبحسب الأرقام عن الفترة نفسها فإن العوائد المتأتية من استخدام الموسيقى على الهواتف المحمولة، التي تتضمن الإعلانات وبعض العوائد من اشتراكات المحتوى، ارتفعت كذلك بنسبة 86% لتصل إلى 59?2 مليون دولار أميركي. وتتم غالبية أوقات الاستماع إلى باندورا على الهواتف المحمولة رغم أن الشركة قامت بما في وسعها لزيادة العائد المالي الناتج عن إعلانات المحمول. ولكن كل هذه المؤشرات والنتائج لم تحل دول تسجيل شركة باندورا ميديا خسارة صافية مقدارها 5?4 ملايين دولار في الفصل الثاني من هذا العام، وهذه هي الخسارة السادسة المسجلة على التوالي خلال عامين. وفي الفترة نفسها من العام الماضي بلغت الخسارة 3?2 مليون دولار. وفي تفسير لهذه الخسارة ذكر أن النفقات الأكبر التي تتكبدها الشركة تذهب إلى مصاريف حقوق الملكية للمنتجات الموسيقية التي تتيحها للمستخدمين وهي مصاريف تزيد مع كل مستمع جديد. ومن أجل محاولة تصفير هذه الخسارة قامت باندورا بإنشاء فرق مبيعات للإعلانات المحلية عبر البلاد، كما ضغطت لأجل أن تكون ضمن شبكات الإعلان التي تضع خدماتها في منافسة مباشرة مع محطات الراديو الأرضية. وفي الوقت نفسه، بدأت خطواتها الأولى للعودة إلى الأسواق الخارجية وراء البحار بدء من استراليا ونيوزيلندا، بعد عدة سنوات من انسحابها من جميع البلاد الأجنبية بسبب مشاكل الترخيص الموسيقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©